المملكة الرابعة .. شرعية الانجازات بقلة الامكانيات


قاد الهاشميون حركة النهضة العربية الحديثة من أجل الاستقلال والسيادة العربية، وكانت البداية بإطلاق رصاصة الثورة العربية الكبرى في 10 حزيران/يونيو 1916م؛ لتبدأ مسيرة الاستقلال وبناء الدولة العربية، بعد أكثر من أربعة قرون من التغييب والاستلاب خلال فترة الحكم العثماني.

تلك الحركة لا تنفصل عن حركة الوعي العربي، التي أخذت تنمو وتتّسع آفاقها مع ازدياد نشاط الأحرار العرب، الذين انتظموا في جمعيات استقلالية، وكان معهم الأمير فيصل الأول ابن الحسين، الذي كان حلقة الوصل بين العرب ووالده الشريف الحسين بن علي أمير مكة، الذي أراده العرب أن يكون قائدا لحركة النهضة والثورة؛ لمكانته الدينية والشرعية والتاريخية، ولأنه أراد للعرب الاستقلال والحرية منذ نهاية القرن التاسع عشر، فكان مصيره النفي الأول إلى إسطنبول عام 1893م، وليمكث فيها إلى أن عاد أميرا على مكة المكرمة عام 1908م.

تبدأ مسيرة الدولة العربية الحديثة بثبات وعزم مؤسس على الارادة العربية وليس على ارادة لاشخاص. فكان الهاشميون هم في خدمة هذه الاهداف، ويترجمون المبادئ الى افعال وواقع يتفق وبناء الدولة العصرية الحديثة، فكانت القيادة الهاشمية في مستوى الصحوة العربية التي بدأ بها المتنورون الاحرار العرب. وكانوا في مستوى طموح الامة وامال الشعوب التي كانت تتطلع الى المؤسسة العربية الفاعلة التي تريد تجديد دور مكة وامية والعباس فجاءت صياغة الثورة واهدافها ونظامها واضحاً من خلال مراسلات الشريف الحسين-مكماهون والمفاوضات البريطانية الحجازية واشترك الامير فيصل بن الحسين في مؤتمر لندن ومؤتمر باريس عام 1918 و1919 ومفاوضات الملك المؤسس عبدالله بن الحسين مع ونستون تشرتشل في القدس عام 1921. فاختلفت التواريخ والاماكن، ولكن كان الثبات الواحد على الدولة العربية المستقلة هو الاساس، اضافة لفهم الواقع السياسي الدولي وادراك القدرات للوصول الى الطموحات حتى وان كانت في ادناها.

ولكن مع عدم التنازل عن مبدأ عربي واحد، كانت تضحية الشريف الحسين بن علي بالعرش وهو يقاتل مجاهداً في اروقة السياسة يرفض التنازل عن شبر واحد من القدس وارض فلسطين، ويصر على وحدة ارض العرب والشعوب العربية وكانت مفاوضات الامير فيصل الشاقة في لندن وباريس لتحقيق الدولة العربية والوصول بها الى المستوى اللائق، وواصل الامير عبدالله بن الحسين الجهاد حتى تمكن من تأسيس الدولة المستقلة في الاردن والتي نعيشها اليوم كثمرة من ثمار جهاد آل البيت وكفاح الهاشميين الموصول من اجل الدولة المستقلة والسيادة العربية الاكيدة.

ويسدل الظلام ظلاً الى حين، فينبزغ فجر العرب من جديد بقيادة آل هاشم يعيدون مجد الامة والعروبة في مطلع القرن العشرين ويتقدمون من جديد لبناء الدولة العربية وبعث الروح القومية في نفوس العرب جميعاً ونستذكر قول الملك المؤسس حين يقول "نحن آل البيت انما السبب في كل الممالك والزعامات العربية التي نراها اليوم."

يكفي آل هاشم فخراً هذا الدأب والمنحى ويكفيهم انهم الصدق عند اللقاء، وأنهم يتقدمون صفوف الخير والمساندة ويسخّرون كل الوقت والجهد لنصرة قضايا العرب في كل المحافل الدولية، يدعون للوحدة وتنظيم الصفوف وبناء القوة الذاتية العربية ونبذ كل اشكال العنف والدعوة للحوار والمنطق المسؤول، ويترجم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم كل هذه المعاني ثابتاً عند الحق، متقدماً الصفوف، كنهج آل البيت وآل هاشم الاطهار الميامين.

ولقد سعى الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الأول على مجموعة من المنطلقات في تأسي الدولة منها : اعطاء الأردن وجها عربيا شاملا حيث جعل الاردن نواة دولة عربية كبرى لتحقيق اهداف الثورة العربية الكبرى ، وانقاذ الأردن من وعد بلفور ، وتأسيس الجيش العربي ، وتحقيق الوحدة الوطنية والأرتقاء بالمجتمع الأردني ، والحصول على الاستقلال عبر مرحلة طويلة من عقد الاتفاقيات مع بريطانيا انتهت بالاستقلال .كما ركز على مشاريع الوحدة والتكامل مع العرب وبناء دولة عربية واحدة ، والمحافظة على عروبة فلسطين والدفاع عنها ، واستمرت القيادة الهاشمية تصنع الانجازات رغم شح الامكانيات في عهد الملك طلال من خلال دستور 1952 والذي يعد محطة على طريق التقدم والانفتاح الحضاري وحماية الحقوق المدنية للمواطنين ، واستمرت المسيرة في عهد الملك الباني الحسين بن طلال وكان شعاره الانسان أغلى ما نملك ، واستمر التطور في كافة المجالات وحدثت نهضة حضارية متقدمة في كافة أرجاء الوطن ، وهاهي المسيرة مستمرة في عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية السعي لتطوير الاقتصاد الأردني من خلال رزمة من التغييرات أبرزها: خلق عقلية جديدة قادرة على الشراكة المتكافئة، وإيجاد البنية التحتية المناسبة، والتزام مبرمج بتطوير التشريعات، والتوجه نحو الخصخصة بصورة مدروسة، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، ورفع القيود لتشجيع الاقتصاد الحر، وتشجيع مبادرات القطاع الخاص واستثماراته قطاعات جديدة مثل: تكنولوجيا المعلومات، والخدمات الطبية، والتعليم العالي، وإزالة المعوقات التي قد تواجهها، وحماية حقوق الملكية الفكرية، والانفتاح على الاقتصاد العالمي.

المتابعة المباشرة والحثيثة لقضايا الناس وتفقد أحوالهم، وتلمس احتياجاتهم في مواقعهم، والمطالبة بترجمتها إلى برامج وأنشطة إجرائية ليتم تنفيذها وفقاً للأولويات.الحرص على مراجعة واقع قطاع التعليم والتدريب وتطويره استجابة للتطورات المتسارعة، ومواءمة لحاجات سوق العمل المتغيرة وذلك وفق رؤية شمولية لمستقبل الأردن ومتطلباته، بالتركيز على تعليم اللغات والمعلوماتية، والتأكيد على رعاية العاملين في القطاع التربوي والإشادة بدورهم في بناء نهضة الأردن الحديث، وتوفير الحوافز المناسبة لهم.

و تعزيز الأمن الغذائي والمائي وتلبية احتياجات المملكة من مصادر الطاقة، عبر التخطيط بعيد المدى وإقامة المشاريع الكبرى القادرة على تلبية احتياجاتنا المتنامية، وذلك عبر الشراكة الفاعلة والبناءة مع القطاع الخاص، ومواجهة تحديات الطاقة من خلال تنويع المصادر، وتنفيذ برامج ترشيد الاستهلاك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات