عملية سلفيت بطولة أذلت منظومة الأمن المتغطرسة
في شهر تشرين الأول من عام 1990عقب مجزرة الأقصى فجر المناضل البطل عامر أبو سرحان ثورة الطعن بالسكاكين في انتفاضة الحجارة بعد عملية طعن صاعقة قتل خلالها ثلاثة إسرائيليين وأصاب أخر ليفتح بذلك شهية العشرات من الشبان الثائرين للمضي قدما على طريقه في تنفيذ مئات العمليات التي هزت عرش إسرائيل ونغصت حياتها لفترات طويلة بعدما أصبحت نهجا ثوريا ملهما لشباب ما بعد اوسلو ووسيلة انتقامية لدماء الشهداء وحرمة المقدسات ومقاومة غطرسة وإرهاب المحتل الصهيوني واحتقاره لعملية السلام والمفاوضات والمرونة والتنازلات واستمراره في الاعتقالات والاستيطان والإعدامات الميدانية وقتل المدنيين والأطفال بدم بارد ممزوج بالحقد والكراهية أمام عيون العالم بأسره.
وها نحن وضمن مسلسل الانتقام الطويل الذي فرضه العدو المحتل إمام عملية بطولية ونوعية جرت قرب مستوطنة " أرئيل |" شمال مدينة سلفيت والتي أدت إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجراح ما بين الخطيرة والمتوسطة هذه العملية الشجاعة والجريئة التي أذهلت قادة الكيان الصهيوني خوفا وإرباك من حيث مستوى جرأة منفذها كعملية مركبة لا تشبه سابقاتها حين اقترب من مجموعة جنود تعمل على تأمين إحدى محطات الحافلات التي تقع عند مفرق مدخل مستوطنة أرئيل فيما كان يخفي سكينًا في ثيابه حتى لحظة اقترابه من الجندي استل سكينه وطعنه طعنة قاتلة واستولى على سلاحه ثم أطلق النار باتجاه الجنود الذين تواجدوا في المحطة وبعدها استقل مركبة خاصة هرب صاحبها منها قرب المحطة وقادها باتجاه مفرق جيتي " أفيشار " جنوب نابلس حيث أطلق النار على مستوطنين تواجدوا في محطة للحافلات هناك وتابع تقدمه نحو المنطقة الصناعية الاستيطانية " بركان " وبعدما شعر بأن المركبة باتت تشكل تهديدًا عليه ركنها على جانب الطريق قرب قرية كوبر وتابع سيرًه على الأقدام وبعد ذلك اختفى في المنطقة.
وعلى اثر ذلك شكلت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي لجنة للتحقيق في إخفاق الجنود والضُبّاط الذين تواجدوا بالمكان في صد المهاجم أو الرد عليه إضافة إلى فشلهم الذريع في ملاحقته وعدم القدرة بإلقاء القبض عليه أو قتله رغم حملة التفتيش والبحث الواسعة والمكثفة بمُساعدة طائرات بدون طيّارٍ من الجوّ وكلاب الأثر الخاصّة والوحدات المُختارة في جيش الاحتلال ولا يزال المشهد المهين لعشرات الجنود الذين ينتمون الى الجيش الذي لا يقهر وهم يهربون بأسلحتهم في حالة مزرية من الهلع والرعب للنجاة بأرواحهم يثير السخرية والشماتة في نفوس الكثيرين وقد أخذت هذه العملية الطابع الفردي والعفوي غير المنظم وجاءت كردً سريع ومباشر على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وما يجري في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات متوالية وتدنيس مستمر واعتداءات يومية على المصلين وإغلاق باب الرحمة والانتهاكات الوحشية بحق الأسرى في السجون الظالمة وزيادة رقعة الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وعلى الرغم من كل الإجراءات الأمنية الدقيقة وبث العملاء والجواسيس والاستعانة بالكاميرات الذكية والانتشار الكثيف لقوات الجيش والشرطة وعناصر الشاباك في الضفة الغربية والقدس المحتلة إلا إن كل ذلك لم يمنع لجوء شبان فلسطينيين غاضبين من تنفيذ عمليات انتحارية متقدمة بعدما طفح كيلهم من إذلال الاحتلال وأن كل عمليات القتل والترهيب والقمع والتنكيل ومحاولة تشويه صورة المقاومة ومسارها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف معه ويؤيده لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو ثنيه عن مواصلة مسيرة المقاومة والجهاد ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين في كل مكان وقد أثبتت هذه العملية من جديد بأن خيار المقاومة بكافة أشكاله وأنواعه هو السبيل الأقوى ولأنجح في ردع الاحتلال وإفشال مخططاته وحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته والدفاع عنه وبما يؤكد على وحدة النضال الشعبي في الضفة وغزة وإصرارهم على مواصلة الانتفاضة وتبني خيار المواجهة رغم قسوة العدوان وصعوبة التحديات التي تواجههم في هذه المرحلة بعدما حرق نتن ياهو واليمين الإسرائيلي العنصري كل مراكبهم ودفعوا الشباب الفلسطيني بعدما تخلصوا من عقدة الخوف والرهبة وتحلوا بالشجاعة الى الإقدام على هذه العمليات عندما قتل عملية السلام ودمر حل الدولتين وزرع 800 ألف مستوطن في الضفة والقدس المحتلين وهوّد المدينة المقدسة وقسم الحرم الإبراهيمي وهو في طريفة لتقسيم المسجد الأقصى ومارس أبشع أنواع الإرهاب والمهانة والإذلال بالشعب الفلسطيني دون أي رادع دولي أو قانوني ومن يقتل الاعتدال وقيم العدالة والتعايش لن يحصد غير التطرف والمقاومة بإشكالها وأمة فيها هذا الشعب العظيم الذي لم يستسلم ولم يعترف بيهودية دولة الاحتلال ولم يتنازل مطلقا عن القدس او أي شبر من ارض فلسطين التاريخية ولم يرفع الرايات البيضاء على الرغم من القبضة الحديديّة لسلطات الاحتلال ولأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة لن تهزم أبدا والأيام بيننا.
منفذ العملية الهجومية الشاب عمر أمين يوسف أبو ليلى 19عام من قرية الزاوية القريبة من سلفيت في الضفة الغربية جاء إليهم اعزل بسكين بسيطة مقارنة بما في أيديهم من سلاح لكنه حمل في قلبه الإيمان بقضيته وعدالتها ودماء البطولة والإقدام المغروسة في جيناته تتدفق لهيبا ونار حين فاجئهم ولقنهم درساً قاسيا ومؤلما لن ينسوه ابدا وقد هزّت هذه العمليّة الجريئة للغاية الدولة العبريّة شعبًا وقيادةً وجيش لأنّ وقوعها في الضفّة الغربيّة نسِف كل جهود إسرائيل والأجهزة الأمنيّة التابِعة للسلطة الفلسطينيّة في منع انتقال عدوى المُقاومة من قطاع غزّة إلى الضفّة الغربيّة والتي وصل عدد المستوطنين فيها أكثر من نصف مليون مُستوطِن يتلّقون الحماية المباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيليّ على مدار الساعة خشية تعرّضهم لعملياتٍ فدائيّةٍ مماثلة من قبل المُقاوِمين الفلسطينيين.
ولا زال في وجدان وذاكرة وضمير الشباب الفلسطيني مشاهد دموية ووحشية لممارسات جنود الاحتلال لا تعد ولا تحصى تدفعهم للثأر والتضحية والموت غير أبهين بأعمارهم ولا حياتهم ولا بقوة وآلة البطش والعدوان فمن الرصاص الإسرائيلي الذي قتل الطفل محمد الدرة بين يدي والده وقذائف الدبابات الإسرائيلية التي اغتالت الرضيعة إيمان حجو وهي في أحضان أمها وصواريخ الطائرات الأباتشي التي مزقت الطفلين الشقيقين أشرف وبلال أبو خضر ومتفجرات الحقد الإسرائيلي التي نثرت أجساد الأطفال شهيد وملاك وبركات في الهواء بعد نسف منـزلـهم على رؤوسهم ومشاهدة إرهاب الدولة الإسرائيلي المنظم من عمليات الاغتيال والاعتقال اليومية للفلسطينيين التي تنفذها الأجهزة الأمنية الصهيونية والاستماع إلى آهات آلاف الأسرى والمعتقلين في السجون المرعبة منذ عشرات السنين وأنات الجرحى والمعاقين واستذكار دماء آلاف الشهداء ودموع الثكالى والأرامل والأيتام والواقع المرير أمام استمرار حالة الحصار والتجويع التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات والتي وصلت إلى حد المجاعة وصور المرضى من الأطفال والنساء والشيوخ ورؤية عذابهم وموتهم على الحواجز الإسرائيلية المنتشرة بين المدن والقرى الفلسطينية بعد منعهم من الذهاب إلى المستشفيات.
كل ذلك وغيره الكثير مما لا يتسع ذكره يثبت ان إبطال الطعن بالسكاكين سيكتبون ببطولاتهم العظيمة ودمائهم الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال وستتحول هذه العملية البطولية إلى أنموذجًا يُحتذى به وأن الشعب الذي سيزرع أرضه بالتضحيات لا بد أن يحصد النصر وان طال الأمد و أن الدماء الزكية التي روت أرض فلسطين ستنير درب الشهادة والتضحية والفداء بالعزة والكرامة والإباء لتحرير فلسطين كل فلسطين.
وإذا كان النتن ياهو يستمتع بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب بهذه الصورة المأساوية اليومية التي يشاهدها العالم فليستعد إلى دفع الثمن أكثر وأكثر فلا زال في صدور الإبطال المقاومين مزيد من الغضب وفي جعبتهم مليون فدائي كعمر ومليار حربة وسكين ولا يزال الطريق طويل لان سياسات وممارسات احتلالكم البغيض قد أنتجت واقعًا قابِلاً للانفجار الشامل قريبا في الضفّة و قطاع غزّة والداخل المحتل وبما لا تحمد عقباه.
وأخيرا وبعدما ساعدت أيدي عميلة ومجرمة وخائنة جيش الاحتلال في الوصول إلى المجاهد عمر أبو ليلى هذا الفدائي البطل استطاعت عصابات الإجرام اغتياله بعد طول فشل وذلة أربعة أيام متواصلة وهو يقبض على الزناد يقاومهم نحسبه عند الله شهيدا رحم الله البطل المغوار " رامبو فلسطين " الذي قضى ماردا ولم يستسلم ولم ترعبه قواتهم ولا رصاصهم ليلحق بكوكبة المجد والبطولة مجددا مسيرة المقاومين الأبطال أشرف نعالوة وصالح وعاصم البرغوثي وأحمد جرار ومسطرا بدمائه الزكية فصلا جديدا من حكاية شعب الجبارين المقاوم فسلام لروحه الطاهرة وتحية لساعده القوي المبارك الذي أذاق الاحتلال مرارة عدوانه وإجرامه سنخلدك يا عمر ونحن نزفك في سجل الإبطال العظماء وسفر التاريخ العربي الخالد و صفحات النضال الفلسطيني المشرقة كحكاية بطولة فريدة وملحمة شهادة متميزة يرويها الإباء للأبناء لغرس روج الثورة والانتقام في الأجيال المتعاقبة لتبقوا خناجر مسمومة في صدر العدو ولتستمر راية الجهاد والمقاومة مرفوعة خفاقة يتوارثها شباب ما بعد أوسلو الثائر جيل عن جيل وكابر عن كابر حتى تحرير فلسطين من رجس اليهود المحتلين قتلة الأنبياء أبناء القردة والخنازير.
mahdimubarak@gmail.com
في شهر تشرين الأول من عام 1990عقب مجزرة الأقصى فجر المناضل البطل عامر أبو سرحان ثورة الطعن بالسكاكين في انتفاضة الحجارة بعد عملية طعن صاعقة قتل خلالها ثلاثة إسرائيليين وأصاب أخر ليفتح بذلك شهية العشرات من الشبان الثائرين للمضي قدما على طريقه في تنفيذ مئات العمليات التي هزت عرش إسرائيل ونغصت حياتها لفترات طويلة بعدما أصبحت نهجا ثوريا ملهما لشباب ما بعد اوسلو ووسيلة انتقامية لدماء الشهداء وحرمة المقدسات ومقاومة غطرسة وإرهاب المحتل الصهيوني واحتقاره لعملية السلام والمفاوضات والمرونة والتنازلات واستمراره في الاعتقالات والاستيطان والإعدامات الميدانية وقتل المدنيين والأطفال بدم بارد ممزوج بالحقد والكراهية أمام عيون العالم بأسره.
وها نحن وضمن مسلسل الانتقام الطويل الذي فرضه العدو المحتل إمام عملية بطولية ونوعية جرت قرب مستوطنة " أرئيل |" شمال مدينة سلفيت والتي أدت إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجراح ما بين الخطيرة والمتوسطة هذه العملية الشجاعة والجريئة التي أذهلت قادة الكيان الصهيوني خوفا وإرباك من حيث مستوى جرأة منفذها كعملية مركبة لا تشبه سابقاتها حين اقترب من مجموعة جنود تعمل على تأمين إحدى محطات الحافلات التي تقع عند مفرق مدخل مستوطنة أرئيل فيما كان يخفي سكينًا في ثيابه حتى لحظة اقترابه من الجندي استل سكينه وطعنه طعنة قاتلة واستولى على سلاحه ثم أطلق النار باتجاه الجنود الذين تواجدوا في المحطة وبعدها استقل مركبة خاصة هرب صاحبها منها قرب المحطة وقادها باتجاه مفرق جيتي " أفيشار " جنوب نابلس حيث أطلق النار على مستوطنين تواجدوا في محطة للحافلات هناك وتابع تقدمه نحو المنطقة الصناعية الاستيطانية " بركان " وبعدما شعر بأن المركبة باتت تشكل تهديدًا عليه ركنها على جانب الطريق قرب قرية كوبر وتابع سيرًه على الأقدام وبعد ذلك اختفى في المنطقة.
وعلى اثر ذلك شكلت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي لجنة للتحقيق في إخفاق الجنود والضُبّاط الذين تواجدوا بالمكان في صد المهاجم أو الرد عليه إضافة إلى فشلهم الذريع في ملاحقته وعدم القدرة بإلقاء القبض عليه أو قتله رغم حملة التفتيش والبحث الواسعة والمكثفة بمُساعدة طائرات بدون طيّارٍ من الجوّ وكلاب الأثر الخاصّة والوحدات المُختارة في جيش الاحتلال ولا يزال المشهد المهين لعشرات الجنود الذين ينتمون الى الجيش الذي لا يقهر وهم يهربون بأسلحتهم في حالة مزرية من الهلع والرعب للنجاة بأرواحهم يثير السخرية والشماتة في نفوس الكثيرين وقد أخذت هذه العملية الطابع الفردي والعفوي غير المنظم وجاءت كردً سريع ومباشر على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وما يجري في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات متوالية وتدنيس مستمر واعتداءات يومية على المصلين وإغلاق باب الرحمة والانتهاكات الوحشية بحق الأسرى في السجون الظالمة وزيادة رقعة الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وعلى الرغم من كل الإجراءات الأمنية الدقيقة وبث العملاء والجواسيس والاستعانة بالكاميرات الذكية والانتشار الكثيف لقوات الجيش والشرطة وعناصر الشاباك في الضفة الغربية والقدس المحتلة إلا إن كل ذلك لم يمنع لجوء شبان فلسطينيين غاضبين من تنفيذ عمليات انتحارية متقدمة بعدما طفح كيلهم من إذلال الاحتلال وأن كل عمليات القتل والترهيب والقمع والتنكيل ومحاولة تشويه صورة المقاومة ومسارها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف معه ويؤيده لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو ثنيه عن مواصلة مسيرة المقاومة والجهاد ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين في كل مكان وقد أثبتت هذه العملية من جديد بأن خيار المقاومة بكافة أشكاله وأنواعه هو السبيل الأقوى ولأنجح في ردع الاحتلال وإفشال مخططاته وحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته والدفاع عنه وبما يؤكد على وحدة النضال الشعبي في الضفة وغزة وإصرارهم على مواصلة الانتفاضة وتبني خيار المواجهة رغم قسوة العدوان وصعوبة التحديات التي تواجههم في هذه المرحلة بعدما حرق نتن ياهو واليمين الإسرائيلي العنصري كل مراكبهم ودفعوا الشباب الفلسطيني بعدما تخلصوا من عقدة الخوف والرهبة وتحلوا بالشجاعة الى الإقدام على هذه العمليات عندما قتل عملية السلام ودمر حل الدولتين وزرع 800 ألف مستوطن في الضفة والقدس المحتلين وهوّد المدينة المقدسة وقسم الحرم الإبراهيمي وهو في طريفة لتقسيم المسجد الأقصى ومارس أبشع أنواع الإرهاب والمهانة والإذلال بالشعب الفلسطيني دون أي رادع دولي أو قانوني ومن يقتل الاعتدال وقيم العدالة والتعايش لن يحصد غير التطرف والمقاومة بإشكالها وأمة فيها هذا الشعب العظيم الذي لم يستسلم ولم يعترف بيهودية دولة الاحتلال ولم يتنازل مطلقا عن القدس او أي شبر من ارض فلسطين التاريخية ولم يرفع الرايات البيضاء على الرغم من القبضة الحديديّة لسلطات الاحتلال ولأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة لن تهزم أبدا والأيام بيننا.
منفذ العملية الهجومية الشاب عمر أمين يوسف أبو ليلى 19عام من قرية الزاوية القريبة من سلفيت في الضفة الغربية جاء إليهم اعزل بسكين بسيطة مقارنة بما في أيديهم من سلاح لكنه حمل في قلبه الإيمان بقضيته وعدالتها ودماء البطولة والإقدام المغروسة في جيناته تتدفق لهيبا ونار حين فاجئهم ولقنهم درساً قاسيا ومؤلما لن ينسوه ابدا وقد هزّت هذه العمليّة الجريئة للغاية الدولة العبريّة شعبًا وقيادةً وجيش لأنّ وقوعها في الضفّة الغربيّة نسِف كل جهود إسرائيل والأجهزة الأمنيّة التابِعة للسلطة الفلسطينيّة في منع انتقال عدوى المُقاومة من قطاع غزّة إلى الضفّة الغربيّة والتي وصل عدد المستوطنين فيها أكثر من نصف مليون مُستوطِن يتلّقون الحماية المباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيليّ على مدار الساعة خشية تعرّضهم لعملياتٍ فدائيّةٍ مماثلة من قبل المُقاوِمين الفلسطينيين.
ولا زال في وجدان وذاكرة وضمير الشباب الفلسطيني مشاهد دموية ووحشية لممارسات جنود الاحتلال لا تعد ولا تحصى تدفعهم للثأر والتضحية والموت غير أبهين بأعمارهم ولا حياتهم ولا بقوة وآلة البطش والعدوان فمن الرصاص الإسرائيلي الذي قتل الطفل محمد الدرة بين يدي والده وقذائف الدبابات الإسرائيلية التي اغتالت الرضيعة إيمان حجو وهي في أحضان أمها وصواريخ الطائرات الأباتشي التي مزقت الطفلين الشقيقين أشرف وبلال أبو خضر ومتفجرات الحقد الإسرائيلي التي نثرت أجساد الأطفال شهيد وملاك وبركات في الهواء بعد نسف منـزلـهم على رؤوسهم ومشاهدة إرهاب الدولة الإسرائيلي المنظم من عمليات الاغتيال والاعتقال اليومية للفلسطينيين التي تنفذها الأجهزة الأمنية الصهيونية والاستماع إلى آهات آلاف الأسرى والمعتقلين في السجون المرعبة منذ عشرات السنين وأنات الجرحى والمعاقين واستذكار دماء آلاف الشهداء ودموع الثكالى والأرامل والأيتام والواقع المرير أمام استمرار حالة الحصار والتجويع التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات والتي وصلت إلى حد المجاعة وصور المرضى من الأطفال والنساء والشيوخ ورؤية عذابهم وموتهم على الحواجز الإسرائيلية المنتشرة بين المدن والقرى الفلسطينية بعد منعهم من الذهاب إلى المستشفيات.
كل ذلك وغيره الكثير مما لا يتسع ذكره يثبت ان إبطال الطعن بالسكاكين سيكتبون ببطولاتهم العظيمة ودمائهم الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال وستتحول هذه العملية البطولية إلى أنموذجًا يُحتذى به وأن الشعب الذي سيزرع أرضه بالتضحيات لا بد أن يحصد النصر وان طال الأمد و أن الدماء الزكية التي روت أرض فلسطين ستنير درب الشهادة والتضحية والفداء بالعزة والكرامة والإباء لتحرير فلسطين كل فلسطين.
وإذا كان النتن ياهو يستمتع بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب بهذه الصورة المأساوية اليومية التي يشاهدها العالم فليستعد إلى دفع الثمن أكثر وأكثر فلا زال في صدور الإبطال المقاومين مزيد من الغضب وفي جعبتهم مليون فدائي كعمر ومليار حربة وسكين ولا يزال الطريق طويل لان سياسات وممارسات احتلالكم البغيض قد أنتجت واقعًا قابِلاً للانفجار الشامل قريبا في الضفّة و قطاع غزّة والداخل المحتل وبما لا تحمد عقباه.
وأخيرا وبعدما ساعدت أيدي عميلة ومجرمة وخائنة جيش الاحتلال في الوصول إلى المجاهد عمر أبو ليلى هذا الفدائي البطل استطاعت عصابات الإجرام اغتياله بعد طول فشل وذلة أربعة أيام متواصلة وهو يقبض على الزناد يقاومهم نحسبه عند الله شهيدا رحم الله البطل المغوار " رامبو فلسطين " الذي قضى ماردا ولم يستسلم ولم ترعبه قواتهم ولا رصاصهم ليلحق بكوكبة المجد والبطولة مجددا مسيرة المقاومين الأبطال أشرف نعالوة وصالح وعاصم البرغوثي وأحمد جرار ومسطرا بدمائه الزكية فصلا جديدا من حكاية شعب الجبارين المقاوم فسلام لروحه الطاهرة وتحية لساعده القوي المبارك الذي أذاق الاحتلال مرارة عدوانه وإجرامه سنخلدك يا عمر ونحن نزفك في سجل الإبطال العظماء وسفر التاريخ العربي الخالد و صفحات النضال الفلسطيني المشرقة كحكاية بطولة فريدة وملحمة شهادة متميزة يرويها الإباء للأبناء لغرس روج الثورة والانتقام في الأجيال المتعاقبة لتبقوا خناجر مسمومة في صدر العدو ولتستمر راية الجهاد والمقاومة مرفوعة خفاقة يتوارثها شباب ما بعد أوسلو الثائر جيل عن جيل وكابر عن كابر حتى تحرير فلسطين من رجس اليهود المحتلين قتلة الأنبياء أبناء القردة والخنازير.
mahdimubarak@gmail.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |