الجولان أرض سورية لا تحتاج إثبات هوية


الرئيس ترامب سياسي مستجد إسرائيلي الهوى وعنصري النزعة وفاشي التفكير تمسك بدولة العدوان الصهيونية الغاصبة رغم كل مواقفها التاريخية المشينة وأعطاها كل شيء بعد اعترافه العلني بأن مصلحة بلاده العليا تكمن في أن تعيش إسرائيل بأمان وتتمتع بالأمن وبالازدهار وذلك بسبب القيم التي تجمعهم والأعداء المشتركين لهم ومن الناحية العسكرية اعتبر إسرائيل أفضل دولة وسط هذه المنطقة الحافلة بالمشاكل والصراعات وفي إجراء بالغ الخطورة وباستغلال انتهازي مفضوح لمجريات ونتائج الحرب الدائرة في سوريا منذ ثمانية أعوام تكشف عن عقلية الهيمنة والغطرسة الأمريكية ونظرتها إلى قضايا المنطقة العربية بعيون صهيونية وبما يخدم المصالح الإسرائيلية حيث يتجلى وجه أمريكا القبيح المعادي للعرب والمنحاز للمحتل الغاصب حين يتقمص الكونجرس الأمريكي دور الأمم المتحدة ويشرع للعالم القوانين ويتخذ القرارات بعيدا عن المجتمع الذي يمثله ويتجرأ علي تبني وبحث مشروع لقيط للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية الكاملة علي هضبة الجولان السورية المحتلة في خرق واضح وفاضح للشرعية والقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ومبادئ السيادة الوطنية علي أراضي الدول وبما يمثله من أعمال عدائية تهديد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي حين قدم عضويين جمهوريين من نواب الكونغرس الأمريكي من أصدقاء وأحباء بني صهيون مقترحا بهذا الخصوص حظي بدعم عدد من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ .

ومما ساقه أصحاب المشروع الامبريالي من مبررات بأن هضبة الجولان تمثل عمقا استراتيجيا ومصدر تهديد لإسرائيل ووفقا لهذا المنطق الأهوج الذي يلتقي عليه معظم أركان الإدارة الأمريكية فانه يحق لأي دولة بعده ان تستولي عنوه على أراضي دوله أخرى لذات المبررات وفي وقت سابق طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتن ياهو وبشكل علني خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتن بتاريخ 6 كانون الثاني 2019 دعم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان إلى الأبد .

ويتواتر الحديث بأن الصيغة المقترحة لحراك الكونغرس حول الجولان تسعى للخروج بمشروع قانون ملزم وليس تصريحي أو إعلاني للاعتراف بإسرائيل دولة ذات سيادة كاملة على مرتفعات الجولان وأن أي تطرق أمريكي إلى إسرائيل وكل تعاون بين البلدين مستقبلا سيشمل مرتفعات الجولان باعتبارها جزء من إسرائيل مما يؤكد تغلغل النفوذ الصهيوني في السنوات الأخيرة وزيادة حضوره داخل الإدارة الأمريكية والكونجرس ويثبت بشكل أكبر جهل بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أمثال السيناتور ليندسي غراهام وتيد كروز وتوم كوتن والنائبين ستيني هوير ورون ديسانتيس وغيرهم عدم معرفتهم الشكلية بحقائق التاريخ والجغرافيا وازدرائهم للشرعية الدولية وانتهاكهم السافر لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 تحت الفصل السابع والذي حظي بإجماع أعضاء مجلس الأمن بمن فيهم الولايات المتحدة على الوضع القانوني للجولان السوري بأنه أرض محتلة وأن قرار كيان الاحتلال الغاصب بالضم باطل ولاغ ولا أثر له وبالتالي لا يحق لسلطة الاحتلال القيام بأي إجراءات تغير من تركيبته الديموغرافية وهويته الحقيقية إضافة إلى القراران 242 و338 .

هضبة الجولان السورية المحتلة تشكل سلسلة مرتفعات إستراتيجية مهمة تقع جنوب غربي سوريا منذ حرب حزيران 1967 تحتل إسرائيل حوالي 1200 كيلومتر مربع منها وقد أعلنت ضمها في 1981 بينما لا تزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية وتعتبر الهضبة حسب القانون الدولي أرضا محتلة ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967 الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للجولان والمجتمع الدولي يكرر سنويا رفضه لهذا الاحتلال ويطالب إسرائيل بالانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967وقد أكدت الجمعية العامة في قراريها رقم 69 /25 تاريخ 25/11/2014 وقرارها رقم 69 /94 بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل في الـ 14 كانون الأول عام 1981 بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري واعتباره لاغيا وليس له أي شرعية وعلى نحو ما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981 وطالبتها بإلغائه على الفور حيث لم تمتثل إسرائيل حتى اليوم لقرار مجلس الأمن المشار إليه وهناك خمس قرى في الجولان هي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية والغجر وعدد السكان السوريين يبلغ حوالي 24 ألف مواطن ما زالو يحافظون على انتمائهم للوطن الأم سوريا ويعتمدون على الزراعة بشكل أساسي وخصوصا زراعة التفاح ولا تزال هناك شواهد كثيرة على التدمير الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي لقرى الجولان وقد أنشأت إسرائيل أكثر من 34 مستوطنة يسكنها يهود يعملون بالزراعة لمنافسة زراعة أهلها في الجولان والضغط عليهم اقتصاديا وهناك عشرات المصانع الإسرائيلية في الجولان ومنها ما يتبع للصناعات الحربية الإسرائيلية .

وأننا اليوم وأحرار الأمة العربية والعالم أجمع لن نتردد مجددا في دعم وتأييد سوريا العربية في مواجهة الخطر الداهم بالتمسك بقرارات الشرعية الدولية باعتبار الجولان أرضا سورية محتلة ودعم المطالب السورية باستعادة السيادة الكاملة عليها حتى حدود الرابع من حزيران 1967 والتوقف الفوري عن انتهاك حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي فيها بما في ذلك احترام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949والتصدي بكافة الوسائل المتاحة والطرق المشروعة لمحاولات إسرائيل وعملائها لتغيير الوضع القانوني القائم ومحاولات إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي في ظل ما يعتري الأمة والمنطقة من ضعف وتمزق وغياب في التنسيق المشترك وعدم قدرة القيادات العربية على تبني إستراتيجية عملية لحماية الأمن القومي العربي .

ولا يفوتنا استحضار المواقف الوطنية والتاريخية المشرفة لأهالي الجولان المحتل وان نشيد ونقدر عاليا بطولاتهم وشهامتهم وانتفاضتهم الشعبية رجالا وماجدات وأطفال كأبناء بواسل بررة للعروبة والحكمة والمعرفة والكرم والعزة وهم يلقنون العدو الإسرائيلي الغاصب دروسا في الكرامة وحفظ الهوية الوطنية ومقاومة ممارسات سلطات الاحتلال واعتداءاتها على الأهالي الرافضين للمشاركة فيما سمي في حينه " انتخابات المجالس المحلية " بعدما أحرقوا بطاقاتهم الانتخابية في ساحة بلدة مجدل شمس و تمكنوا من التصدي لهذا المشروع الصهيوني الخبيث وإفشاله واعتبروه خطوة متقدمة باتجاه تهويد الجولان وشرعنه وتكريس قانون ضمها وإضفاء الشرعية القانونية على احتلالها .

نتوجه إليكم أبناء وأحفاد بنو معروف بكل التقدير والاحترام والتحية لنضالكم المستمر ورفضكم المطلق للاحتلال والظلم والعدوان منذ بداياته وأنتم الأوفياء بشهدائكم وأسراكم وتضحياتكم وستبقون المثل والمثال لكل أبناء وطنكم وأمتكم .

وليعلم المحتل والسادرون في غيهم ممن يدعمون غطرسته وجبروته وظلمه أن القيادة والشعب العربي السوري عموما وأهلنا في الجولان المحتل خصوصا الذين لم يتوقفوا عن مقاومة الاحتلال هم أكثر تصميما وعزيمة اليوم على الاستمرار في النضال حتى تحرير الجولان المحتل بشكل كامل وعودته إلى كنف الوطن الأم وليعتبروا ممن سبقهم من دول وإمبراطوريات مستعمرة انهزمت واندثرت وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال أمده ولن تستطيع كل قوى الهيمنة والبطش والديمقراطيات الزائفة كسر إرادة التحدي لدى السوريين الرافضين لكافة المحاولات والمخططات والقرارات الصهيو – أمريكية التي من شأنها المساس بالوضع التاريخي والطبيعي والديمغرافي في الجولان السوري المحتل .

mahdimubarak@gmail.com‏



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات