ما تحقق على يد البرلمان الأردني؟


مؤسسة العمل البرلماني العربي ليست في وضع مثالي،حالها من حال مؤسسات العمل الرسمي العربي.لكنها خلافا عن غيرها ما تزال تنبض بهموم الشعوب، وتتجرأ على اتخاذ مواقف شجاعة حيال قضايا الأمة، وقضيتها الأولى فلسطين.

الأردن الموجوع من تراجع العمل العربي المشترك،استضاف مجلس نوابه على مدار يومين مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي. ممثلو الشعوب العربية توافدوا من كل الدول على عمان. وماكان لعاصمة عربية سواها أن تحتضن العرب المختلفين والمتخاصمين، وتجمع كلمتهم في بيان مشترك.

مجلس النواب الأردني ورئاسته حققت خرقا كبيرا في جدار العزلة بين أبناء العروبة، وتمكنت من إعادة سورية الشقيقة إلى حضن الاتحاد البرلماني، وهي أول منظمة عمل عربية ترفع المقاطعة عن سورية.

ليس سهلا في هذه المرحلة من حياة الأمة أن تجمع ممثلي البرلمانات العربية تحت سقف واحد لمدة يومين، ليخوضوا بمناقشات عميقة تشخص أحوال دولنا ومستقبلها.اللقاء بحد ذاته دليل على أن الشعوب العربية لن تتخلى عن روابطها التاريخية مهما بلغ بها التردي.

لم يكن هذا الإنجاز بالأمر السهل، فقد تطلب من رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة وفريق مجلس النواب عملا دبلوماسيا دؤوبا لضمان مشاركة البرلمانات كافة، والاتفاق على جدول أعمال مشترك ومخرجات موحدة. ولعل هذا الإنجاز يساعد في تهيئة الأجواء لقمة عربية بعد أسابيع في تونس، تحقق هي الأخرى اختراقات إيجابية على مستوى القمة والنظام العربي الرسمي.

الأردن الذي تكفل مجلس نوابه بإنجاح قمة البرلمانات العربية معني أكثر من غيره بتوظيف هذا الجهد لنجاحات مماثلة في مختلف مؤسسات العمل العربي المشترك،لأن إيمان الأردنيين حكما وشعبا بعروبتهم لايدانيه إيمان. والأردن يعرف أكثر من غيره معنى التضامن العربي ومدى الحاجة إليه في مثل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، والتحديات الجسام التي تثقل كاهل العرب أقطارا وشعوبا.وعلى مسار مواز تعمل الدبلوماسية الأردنية بهدوء شديد لإحداث تحولات نوعية في مسيرة العمل العربي، وتجاوز حالة الاستقطاب التي خلفتها تداعيات الربيع العربي والأزمة السورية.

والتظاهرة البرلمانية العربية في عمان، كانت مكسبا للأردن، وفرصة للأشقاء العرب للاطلاع على بلدنا ومايحققه من تقدم رغم أحواله الاقتصادية الصعبة. ومناسبة لإدراك أهميته لمحيطه العربي ودوره في تقريب وجهات النظر وجمع كلمة الأشقاء. وربما هى مناسبة أيضا لكسب دعم برلمانات عربية لصفنا لعلها تلعب دورا في إقناع حكومات عربية بضرورة الاستثمار في الاستقرار الأردني،والمساهمة في تحرير الاقتصاد الأردني من مشكلاته والتي نجمت في معظمها عن الأوضاع الأقليمية المتردية من حولنا وحرب دول الجوار وأزماتها.

نعلم واقع البرلمانات العربية، وحالة الاضطراب التي تمر فيها تجربة التحول الديمقراطي في عديد البلدان،وتقهقر قيم المشاركة لصالح الاستفراد،لكن ذلك على خطورته لايقلل من أهمية الحدث والحاجة للعمل المشترك لدفع مسيرة التمثيل الشعبي والديمقراطي قدما،واستعادة البرلمانات لدورها المحوري في تغيير طبيعة النظام العربي ليغدو نظاما يمثل شعوبها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات