هنا لندن !


الدكتور يعقوب ناصر الدين
سيكون الأردن على موعد مهم جدا نهاية الشهر الحالي في العاصمة البريطانية لندن مع ممثلي الدول السبع الكبرى ، ودول مانحة ، شقيقة وصديقة ، ورؤساء مؤسسات دولية رائدة في مجالات التمويل والاستثمار ، من أجل تعزيز قدرته على مواصلة مسيرة الاصلاح الاقتصادي والاعتماد على الذات من خلال المشروعات الاستثمارية التي يمكن تنفيذها بالتعاون مع القطاع الخاص .

لا نعرف على وجه التحديد كيف استعدت الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص لمؤتمر لندن وما هي الملفات المجدية التي ستحملها معها ، لكن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز يقول إن المؤتمر سيكون مختلفا هذه المرة ، وسيدور حول المستقبل الاقتصادي للأردن المبني على الاستثمار والمشاريع المجدية ، وكذلك تقول وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة ماري قعوار إن الأردن سيحمل ثلاث رسائل إلى المؤتمر تتلخص في أن الاقتصاد يسير نحو الإصلاح ، وأن الأردن ما زال بحاجة للدعم الدولي لإصلاح اقتصاده ، وأنه مستعد الآن للشراكة مع القطاع الخاص .

وطبقا لتلك التصريحات فسيتم كذلك عرض مصفوفة التحول الاقتصادي للأعوام 2018-2020 على المؤتمر ، التي أعلن عنها قبل أيام بالتزامن مع إقرار خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية التي أعدت بجهد تشاركي بين ممثلي الوزارات ذات العلاقة ، ومنظمات الأمم المتحدة ، والدول المانحة ، والمنظمات غير الحكومية بحجم إجمالي يبلغ حوالي 2,4 مليار دولار أمريكي .

في المقابل يؤكد سفير المملكة المتحدة في عمان السيد أدوارد أوكدين أن التحديات التي يواجهها الاقتصاد الأردني لن تستمر ، وأن مؤتمر لندن سيدعم نمو الأردن ، مضيفا على ذلك بعدا عميقا يتمثل في طبيعة ونوعية ومستوى العلاقة التي تجمع الأردن ببريطانيا ، ومذكرا بما سبق وأن قالته رئيسة الوزراء تيريزا ماي من أن تعميق الشراكة بين بريطانيا والأردن يخدم أمننا المتبادل وازدهارنا واستقرارنا ، ولعل السفير الذي يتمتع بالذكاء والخبرة والحيوية الواضحة في دعم التعاون المشترك ، يلمح أيضا إلى أن استقرار الأردن يخدم مصالح العديد من الدول ، فضلا عن موقعه الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط .

مسألة الأردن المستقر والمزدهر ، وتعميق الشراكة من أجل ضمان الأمن المشترك والمتبادل وخدمة مصالح الشركاء في أنحاء العالم ، وردت كذلك في مقال للسيد ماثيو رابكروفت السكرتير الدائم لإدارة التنمية الدولية البريطاني في صحيفة الرأي ، وهو ما يدعو المعنيين في بلدنا إلى التركيز على تلك القيمة الإستراتيجية للدولة الأردنية التي قلما يضعها المسؤولون في حساباتهم ، رغم أنها مرتكز القوة في التفاوض والتباحث مع الأطراف الإقليمية والدولية .

دقات " بيغ بن " متوقفة منذ عام 2017 ولمدة أربع سنوات بسب أعمال الصيانة لبرج الساعة الشهير ، ونحن نعرفها ، ونميز صوتها منذ أن وعينا على دقاتها التي تسبق نشرات الأخبار " هنا لندن " هيئة الإذاعة البريطانية ، وكنا نعتقد دائما أن عندها الخبر اليقين ، أما بالنسبة لأخبارنا المحلية ، وكيف تم الاستعداد لمؤتمر نعول عليه كثيرا للخروج من أزمتنا الاقتصادية الخانقة ، فذلك ما ننتظر أن نسمعه من إذاعة لندن !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات