المتتبع لمنشورات وتعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي بما يتعلق بالأحداث الأليمة الناتجة عن الاحوال الجوية الصعبة التي مرت علينا في الأردن يلاحظ ان هناك شيء غريب وغير منطقي وراء الكثير من هذه المنشورات والتعليقات، ونحن هنا لا ندافع عن أحد ولا ننفي ان هناك تقصير، وان هناك مقاولين لا يخافون الله، وان هناك بنية تحتية متهالكة، وان هناك نهج تنفيع وسوء إدارة وتخطيط، وان هناك فاسدين وفساد مستشري كان السبب وراء الكثير من الأزمات التي مررنا بها، لكن بنفس الوقت فإن الكثير من المنشورات والتعليقات التي رصدناها على صفحات التواصل الاجتماعي تحمل الكثير من السوداوية والكذب والتهويل و"اللطم" المبالغ به والظاهر للعيان.

كما تعلمون فنحن في فصل الشتاء، ومن الطبيعي ان يكون هناك امطار غزيرة، والسيول لم تكن مفاجئة وتم التحذير منها مسبقاً من قبل الارصاد الجوية، وما أصابنا في الأيام السابقة أمر مؤلم ومؤسف ويمسنا جميعاً وكنا نتمنى ألا تصل آثار تلك الأمطار إلى مستوى الكارثة، وهو ما لم يكن سيحدث لو أن هناك استعداداً حقيقياً. لكن من جهة اخرى يلاحظ ان هناك جهات تتصيد في الماء العكر، وتسلك مسلك التهويل وتضخيم الاحداث، وتقوم بتوظيف الازمات بشكل لا أخلاقي لمهاجمة الأجهزة الأمنية والحكومية بتظليل المواطنين وتوتيرهم، وتجييش جزء من المواطنين ضد اخرين، واعتقد ان دافع هؤلاء وراء ذلك التهويل والكذب والتضليل سببه: إما لكسب الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.. او تم بدعم وتوجيه من جهات خارجية تسعى لخراب البلد مثل مضر زهران واعوانه.. او ناتجة عن الحقد لدى البعض على البلد وعلى مؤسساته وعلى اجهزته الأمنية لسبب او لآخر.

ختاماً، اغلبنا شاهد الحرائق التي تجتاح كاليفورنيا والتي اتت على الاخضر واليابس وحصدت ارواح، لكن لم نشاهد مواطنين متجمهرين حول الغابات المحترقة للتصوير والمساعدة في اطفاء الحرائق، وان الامر متروك فقط للدفاع المدني والاجهزة المعنية بإطفاء الحرائق. فلماذا هذا التجمهر من المواطنين اثناء الكوارث عندنا في الأردن والذي يعيق غالباً عمل الاجهزة المختلفة ويزيد حجم الكارثة؟؟!! لا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي قام به الدفاع المدني والشرطة والجيش والكوادر الطبية، وجميع من ساهم بتقديم العون والمساعدة في تلك الظروف الصعبة، ونشيد بالموقف الشجاع من رئيس الوزراء -والذي لم نراه من قبل- بحضوره الى موقع الكارثة واعترافه لاحقاً بالتقصير الحكومي، فشكراً لهم جميعاً.