عتب على الراتب


منذ اكثر من ثلاثة عقود ونصف ونحن واياك على صداقة واخوة ومحبة ...كنت خلالها صاحب الحل والفرج وفك الكرب ...ولم نعرف عنك الا الاخبار الطيبة .فأنت ذو فضل ومنة على الناس ...فكم من عروس كنت السبب بزواجها وسترها ..وكم من مديون كنت السبب في فك اسره وسجنه ...وكم من رجال تحملوا اخطاء نسائهم لأجل عيونك .

منك تعلمنا السلف ومنك تعلمنا القرضة وعليك بنيت الامال المستقبلية ..لا يمر يوم الا ونفكر بك ولا تمر لحظة الا نكون في سيرتك الطيبة .. تطل علينا بالشهر مرة ..فنغزو الاسواق بإسمك ونشتري كل ما يروق لنا ونعتمد عليك في حلك وترحالك .

رافقتنا وانت طفلا صغيرا قليل القوة... وكلما كبرنا كبرت معنا وقويت عزيمتك ....تعيش معنا اياما قليلة لكنك عزيزا على قلوبنا ..لم نملأ اعيننا يوما بمشاهدتك... تبقى تحاول الافلات والهرب من جيوبنا ..يطلبك الغني والفقير ..الصغير والكبير ...تتدلل على عباد الله وتختبأ في الصراف الالي ..نلحق بك اينما تكون ..ننتزعك انتزاعا ونرجع بك الى البيت نحملك بالاهداب والعيون لا تسعنا الدنيا فرحا ..وما أن نصل البيت حتى تحل بنا بردية ونحلم بكوابس وهواجس وجودك و مفعولك ليس لك علاج فأنت الداء وانت الدواء ...

نصل البيت الجميع يضحك ويفرح بزيارتك العزيزة..وكل يرحب بقدومك ويريد لك البقاءبيننا ..دمك خفيف فلا تلبث أن تبقى الا اياما معدودة وتتبخر وتتلاشى فلا نجدك وتتركنا وتترك آمالنا وحيدين تتكالب علينا الهموم والديون والامراض والاوجاع ..نفقدك بلحظات الحاجة ولم نملأ اعيننا منك .

عندما يأتي اليوم الذي تحل به على الصراف ضيفا تترتجف قلوبنا وتبنسم شفاهنا وتبتل حلوقنا الناشفة لغيابك ---يتسابق عليك كل من عرفك وكل من لا يعرفك ...الجميع يهواك... يريدك يرغب استضافتك وانت لا تقبل الخروج من صرافك الا بتذكرة دعوة حتى تبدأ بالنزول ...

يارجل لماذا الرسميات بيننا وبينك ..الا تعلم انه يطول علينا انتظارك ..والاغرب من هذا انك اصبحت تتأخر ولا تأتي الا بموعد ثابت...ليطول علينا انتظارك ..فأصبحت تتدلل وتأتي على الناس كلهم بلحظة واحدة ...فيتسابق الناس لتقديم بطاقة دعوتك ...وتتدافع الناس على شباكك.. وانت قابع بالداخل لا تعلم ما يدور بالخارج من الشهيق والزفير...

رأفة بالناس ايها الراتب واستحي على الاطفال وكبار السن والنساء الذين تتهاوى ارجلهم لجلبك ..واحترمهم كما يحترموك ..واعلم انك لو وجد دخل للناس غيرك لما تكلف الناس أن ينظروا اليك من شدة كبريائك واستعلائك عليهم ..واعلم انك لا تكفيهم ولا تسعدهم بل كما يقولون من قلة الموت ... ومع هذا وذاك اصبحت تتأخر على الناس ..شم يا رجل فالناس على حافة الهاوية -اتعلم ما هي الهاوية ...عيش لحظات الفقر والحاجة لتعرف ما هي الهاوية..واسلم لمن علق عليك اماله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات