"يا دليم قلّه هلا"


قيل ان احد شيوخ الحجاز ويقال انه صدام بن شـعلان كان يعيش معيشـة خاصة، واعتاد الا يرد على من سـلم عليه بل يوكل ذلك الى خادمه (دلـيم ) ويقول (( يا دليم قله هلا )),الى ان اصبحـت هذه ســجيته مع من لايعرفه ومع من يراه دونه منزله.....

وقيل ان حسـين بن دعســان الدويش كان على خلاف مع أقاربه فذهب الى مضارب بن شـعلان ليمكث في جوارهم برهة من الزمن..

وعندما قـدم بن دعســـان على بن شـعلان رد عليه الســــلام، فاجابه بن شعلان كالعـــاده (( يادليم قله هلا )) ومعلوم ان بن دعسـان من قبيلة عزيزة وتغلب عليها عزة النفس وهي قبيلة مطيــــر فلم يرق له ذلك فانشد شعرا ما زال يردده اهل الحجاز الى اليوم....

ومنذ ذلك الوقت صارت العبارة مثلاً دارجاً لمن يستكبر... أو يستنكف حتى من الأعمال الصغيرة التي يستطيع بها أن يواصل وده وتراحمه مع الآخرين...

شخصياً أستهجن عندما يقوم نائب او وزير بتغيير رقم الهاتف المحمول بعد الجلوس على كرسي السلطة بايام ، وكَأَنَّ من أوصلوه الى هذا المكان قد اصابهم الجرب ولا يجوز التحدث اليهم..

أجد مرارة عندما يحاول زميل الطفولة ومراتع الصبا، التواصل مع صديق قديم قد من الله عليه بالنعم، فيجده قد أنقلب رأساً على عقب، تاره يتهرب من اللقاء واخرى يقول برستيجي .. ما بسمح لي الجلوس هنا، او الحديث هكذا ، تستشعر انه يتفنن بزرع الحواجز بينكما من اجل تجفيف العلاقة تمهيداً لإنهائها...

اشعر بالخرف عندما اجد الرجل العادي الذي ربما رزقه الله «الف دينار » يطلب من سكرتيره الاتصال بفلان.. وسؤاله عن هاتف فلان..مع ان الديون تتراكم عليه من كل حد وصوب كما تتراكم الدهون على خصري بعد المنسف ....

استغرب عندما يقوم مدير احد المؤسسات المصنفة خدمية بالدخول من الباب الخلفي لمكان عمله، مع ان العشرات من المراجعين ينتظرون قدومه لساعات وساعات من اجل مقابلتهم لينتهي المشهد قبل نهاية الدوام بدقائق برد من ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ المعلم عنده اجتماع مهم ارجعوا بُكْرة.. ومارح يرجع على المكتب.

في الختام اقول ان اردنا المجد والمكانة فلنا بمحمد (ًص) عليه وسلم وصحبه المثل الاعلى فها هو عليه الصلاة والسلام يمسح على رأس اليتيم، ويحمل متاع شيخ كبير، ويجالس الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني ..وصدق الله تعالى حين قال: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)



تعليقات القراء

الحسون الشادي
كلام جميل ومؤتر ومؤلم و واقعي
02-09-2018 01:41 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات