الشائعات .. إرهاب من نوع جديد!


جراسا -

محرر الشؤون السياسية - حراك حكومي يقظ استهله وزير الدولة لشؤون الاستثمار مهند شحادة يوم امس، بزيارة بعض المنشآت الاستثمارية المحلية، والتي تُشكل رساميل استثماراتها نسبة مؤثرة في الاقتصاد المحلي، جاءت هذه الزيارة تزامنا مع ما أشيع مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والصالونات الشعبية عن نية مستثمرين اردنيين لنقل استثماراتهم الى الخارج .

في المشهد الأردني الداخلي، لا يخفى على القول بأن الاردن شهد خلال الاعوام القليلة الماضية جملة من التحديات الأمنية، وهي ذاتها التي تشكل القاعدة الصلبة لبيئة الاستثمار في الحاضنة الاقتصادية، فما ان خرج الاردن من عنق زجاجة تداعيات الثورات العربية المفتعلة التي القت بظلالها على المنطقة وعلى الاردن بصورة خاصة خلال الاعوام السبعة الماضية، حتى تراجعت نسبة النمو الاقتصادي كمحصلة طبيعية تحتكم لشروط الشد والجذب للمعطى السياسي والاقتصادي، فضلا عن سوء ادارة ملفات الاقتصاد للحكومات.

المتتبع لمحاور المشهد الداخلي ، يلحظ تلك القفزات التي عايشها الاردن من احداث سياسية وأمنية طيلة السنوات المنصرمة، والتي كانت نتاجا مباشرا لأوضاع المنطقة، والتي لا تزال اثارها قائمة في اطار التحديات التي تشهدها الساحة الداخلية، فمن ملفات لجوء أسهمت بتهاوي الوضع الاقتصادي وفاقمت تحدياته، الى مجابهة مفتوحة للارهاب مع ما يعنيه ذلك من استنزاف لطاقات الاردن الأمنية والعسكرية، الى ما شهده الاردن من احداث ارهابية كان اخرها حادثة الفحيص، او صولا الى ما هو "مُمنهج" لجهة اشتغال الشارع بـ"الشائعات" التي حطت رحالها لتصيب بيئة الاستثمار في مقتل !!

فقاعات الاشاعات طالت منشآت استثمارية ضخمة، تعد منابع رئيسية في عصب الاقتصاد الاردني، وتحدثت ذات الشائعات عن هزات مالية لهذه الاستثمارات متبوعة بخطط نقللها الى الخارج، في حين لم يلتفت مطلقو هذه الشائعات من معدّيها ومروجيها الى خطورة ما يفعلونه، سواء كانوا يعوون ما يفعلون، او انهم أدوات بث بيد غيرهم وهم لا يعلمون، فهذه "الافتراضية" لها من المآل ما يُهدد الدولة الأردنية أمنا واقتصادا وحاضرا ومستقبلا، فمن يقف وراء هذه الشائعات وترويجها؟ من يقف وراء هلاك الوطن ومستقبله، من يقف وراء عرقلة الجهود الملكية في جذب الاستثمار وهي بالمناسبة ليست جهود "بوتوكولية"، وانما هي اداة بعث للاقتصاد الاردني الذي يُجابه تحديات جسام كان اخرها الاستهداف السافر للدولة الاردنية من الخارج ومحاولة تقويض دورها السياسي والأمني في المنطقة.

هو هجوم ممنهج ومدروس يستهدف البيئة الاستثمارية في الأردن، قد يقف وراءها "حيتان" متمترسة، أو شخصيات سياسية نافذة بقصد التنفيع، وهي ذاتها الجهات والشخوس الذين وقفوا فيما مضى وراء ظاهرة اغتيال الشخصيات، والهدف والمرمى واحد !

المطلوب، اعلام رسمي مسؤول يوقف سيل الشائعات الجارف، اعلام على تماس مباشر بالقواعد الجماهيرية، اعلام يرصد الفاسدين وتحركاتهم وسفرهم وارصدتهم، اعلام يحمي الملك والوطن والشعب !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات