عاجل جدا صرف الرواتب قبل العيد


منذ عدة سنوات يعاني المواطن من متلازمة قدوم شهر رمضان المبارك يتبعه عيد الفطر السعيد ثم بعده بشهرين عيد الاضحى المبارك ثم بداية العام الدراسي الجديد ثم العام الدراسي الجامعي كل هذا في فصل الصيف بالإضافة الى الفواصل الغنائية والدعائية مثل نتائج التوجيهي تخريج الجامعات حفلات الزواج ومناسبات اجتماعية اخرى تتخلل اشهر الصيف ,هذه المناسبات الاجتماعية لها طقوس خاصة عند المواطن الاردني منها قيم اجتماعية وواجبات لا بد من القيام والمشاركة فيها مع اقاربه او اصحابه ومنها واجبات دينية لا بد من القيام بها كصلة الرحم ولا مناص منها , ثم الواجبات والمتطلبات المدرسية والجامعية التي لا بد من القيام بها ايضا الزاميا مثل الرسوم الجامعية والقرطاسية المدرسية , هذه المناسبات التي ذكرت ترتب على المواطن اعباء مالية كبيرة جدا لا يستطيع المواطن العادي بدخله المتهالك المتناقص شهريا بسبب رفع اسعار المحروقات وضريبة فرق اسعار الوقود على فاتورة الكهرباء بالإضافة الى ارتفاع اسعار الحاجات الاخرى تبعا لذلك الرفع , علما ان اخر زيادة حصلت على الرواتب عام 2011 في عهد دولة سمير الرفاعي الله يذكره بالخير مشيرا انها لم تشفع له وذهبت الوزارة في سبيلها , في هذه الاحوال والاجواء يحاول المواطن ان يلملم افكاره وموازنته لعلها تغطي من الثقوب ما استطاع اليه سبيلا ,في كل عام يسرح المواطن قليلا وتأخذه احلام اليقظة بعيدا ماذا لو صرفت لنا الحكومة مائة دينار في احدى هذه المناسبات وكونها لم تصرف لنا شيئا العام الماضي لا بد ان تفعلها هذا العام لتغير الحال قليلا ثم يعيد برمجة الموازنة على ضوء ذلك ويدخل شيء من السرور على قلبه وخصوصا انه سمع بعض الدعايات او قرأها على الفيس بوك بخصوص ذلك ثم يصحو وينهض يفتح الاخبار على احد المواقع الاخبارية واذا بخبر عاجل باللون الاحمر الجاذب والمثير واذا بالرد يأتي سريعا وعاجلا مثل القصف المعاكس لقطع ووقف كل الاشاعات ووقف كل احلام اليقظة سرعان ما يقرأ المواطن الخبر الحكومة تقرر صرف الرواتب قبل العيد للوهلة الاولى ولأنه لا زال متأثرا بحلمه الجميل يعتقد ان الحكومة صرفت مبلغا من المال يدخل الى قلبه ويصيبه شيء من الفرح والدهشة والذهول خليط من المشاعر لحظات ثم يدرك انه لا شيء سوى صرف الرواتب التي كانت ستصرف عاجلا ام اجلا يمتقع وجهه ويسقط في يده يطلق بعض الشتائم يمنة ويسرى ثم يعود يتذكر الموازنة التي عملها قبل الحلم وانه الآن بحاجة الى اعادة النظر فيها اما قرض من البنك او تأجيل القسط الشهري او الاستدانة من احد الاصدقاء او الاقارب ان وجد . ان صرف الرواتب يا سادتي لا يفرح المواطن ويزيده هما على غم لقد مات الفرح بهذا الموضوع من زمان يا سادة وتم دفنه.
لم يبقى كاتب حكومي او ليس او كتاب التدخل السريع او كاتب عمود او كاتب محترف او هاوي او عابر مقال أو اقتصادي حتى رسام الكاريكاتير ( حتى بروتس ) اضافة الى صيحات المواطنين في وسائل الاعلام المختلفة تبلغ عن طفرها واعباءها المالية وتطالب الحكومة بالمساعدة الا ان ذلك لا يشفع ولم يفت في عضد الحكومة ان تقرر وتصر على رفع اسعار المحروقات وضريبة فاتورة الكهرباء ردا على هذه المطالبات بدل المساعدة . لنأخذ هذا العام وما قبل عيد الاضحى نموذجا عن الاعوام السابقة صرح نقيب تجار المواد الغذائية ان المبيعات لم تصل الى خمسين او ستين بالمئة من المعتاد , تجار الملابس والاحذية علا صراخهم , تجار الاضاحي بالرغم من تخفيض اسعار الاضاحي الا ان ذلك لم يجدي اصحاب محلات الفلافل شكوا وشقوا الثوب , نقابة واصحاب محلات الحلويات كذلك , الخضار والفواكه , المخابز , حتى وصل الانخفاض على السياحة الخارجية حسب وزيرة السياحة , لم يبقى قطاع تجاري الا شكا وبكى حتى المتسولين شكوا ولم يجدوا مع احدهم الا مائتا دينار وبعض الفراطة بعد القبض عليه من قبل كوادر التنمية الاجتماعية ثاني ايام العيد , الا قطاعات الاتصالات وقطاع المياه وقطاع البنوك وقطاع شركات الكهرباء فهي الوحيدة التي تربح ويزداد دخلها شهريا ولا تتأثر بكل عوامل الطقس المختلفة نتيجة الضرائب والفوائد المفروضة على المواطن من خلالها . ان صرف الرواتب يا سادة يا كرام لا يغير من حركة السوق كثيرا لان حجم الاموال التي تضخ هي نفسها كل شهر وانما يستفيد قطاع على حساب اخر مثل قطاع الملابس والاحذية والحلويات على حساب القطاعات الاخرى , ويرتب على المواطن فترة طويلة بين الراتبين تصل اكثر من اربعين يوما بدون نقود كونه صرفها في العيد ويعود يشكو التجار من ركود السوق , فالسوق بحاجة الى اموال اضافية لتحرك السوق ويستفيد الكل وتزداد السيولة . ان حالنا مع الحكومة كحال التاجر البغدادي والمروزي في هذه القصة حيث يحكى ان تاجرا مروزيا من مناطق ايران كأن يأتي للتجارة في بغداد وكان يستضيفه احد التجار طيلة فترة اقامته وتجارته وتكرر الامر عدة مرات وكان يقول المروزي للبغدادي لو اتيت الى بلادنا فاسأل عنا لنستضيفك ونرد لك بعض الجميل دارت الايام وحصل حاجة للبغدادي ليذهب الى تلك المنطقة وتذكر صاحبه فلبس جبته وعمامته وذهب اليه وسأل عنه وقيل له انه في المجلس الفلاني وذهب هناك ووجد المروزي وسلم عليه وعلى الجميع وجلس وذكر قصته فلم يهتم المروزي واعتقد البغدادي ان صاحبه لم يعرفه واخذ وخلع جبته ولم يعرفه المروزي ثم غير هيئته ولم يجدي ذلك واخذ يغير بعض هندامه ويذكر قصته مع المروزي في بلده واستضافته له ثم اخذ يخلع بعض الملابس لعلها تذكر المروزي بشكله السابق الا ان ذلك ذهب ادراج الرياح ثم صاح المروزي به ويحك يا رجل والله لو خلعت كل ملابسك واصبحت عاريا ما عرفتك اذهب في حال سبيلك ....والله لو كل امة محمد كتبت شاكية الى الحكومة ما زادتكم قرشا واحدا و لكن انتظروا المزيد من ضريبة فاتورة الكهرباء , ولكن بعض المتفائلين ولست منهم يقول انه يتوقع خبر عاجل بصرف مبلغ على بداية العام الدراسي وانا اقول انتظر خبر عاجل بدعوة مجلس الامة الى الانعقاد في دورة استثنائية وارسال قانون الضريبة اليه بثوبه الجديد الذي اشتراه قبل العيد لإقراره وليس مناقشته . عندما يكون وزير مالية يعتبر ان مصروفات وخدمة السيارة التي ثمنها 100 الف دينار مثل مصروفات وخدمة سيارة الكيا ثمنها من الفين الى ثلاثة آلاف دينار ويكون حالها في الطلعة دزوا يا رجال وفي النزلة حطوا حجارة ماذا تنتظر منه ؟! سبق ان اقترحنا ونعيد الاقتراح ثانية لماذا لا يقر ويرصد مبلغ مالي اثناء اعداد الموازنة ويصرف على دفعتين في العيدين ويكون من مال الضرائب التي يدفعها المواطن للمحروقات وضريبة فاتورة الكهرباء ( اي من ذقنه سقيله ) , فهل من لاقط للفكرة من الحكومة او مجلس النواب الاكرم حبيب الشعب ويتابعها نرجو الله ذلك .
.وكل عام وانتم بخير .



تعليقات القراء

هناء..
انا لقطتها وفهمتها... بس الجانب الآخر.. قد اسمعت من كان حيا.... اذن من طين واذن من عجين...
27-08-2018 08:33 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات