تركيا والخريف الشرق الأوسطي القادم القاسي وأمريكا العارية


(( تعيش الولايات المتحدة نهاية امبرياطوريتها المصطنعة بجاسوسها القس المصطنع أندرو روبنسون المتورط في محاولة الإنقلاب الفاشلة على السلطان رجب أوردوغان قبل سنتين . وذلك بعد ظهور ويكيليكس الإعلامي الذي هزها إعلامياً وكشف أسرارها وبعد فضح العميل إدوارد سنودن لأسرار وكالة الأمن القومي وحتى فوز دونالد ترمب بالرئاسة ومحاولة صهره جاريد كوشنير الإستيلاء على إمبراطورية روتشيلد من خلال إرضاء الصهاينة بصفقة القرن . وها نحن نشهد أفول امبراطوريتها وهي تعزل نفسها اقتصادياً بفرضها عقوبات على العديد من دول العالم )).

إنه الجاسوس " القس " الذي ذهب قبل ثلاث وعشرين سنة ترافقه زوجته وأولاده الثلاثة ليعيش في معقل فتح الله غولن " إزمير " التركية , ليشرف على أداء الدولة الموازية حيث كانت تركيا تشكل معقل الماسونية الرئيس.

ووفقاً لخبراء فإن فشل الدولة الموازية في منع التقارب التركي الروسي ومحاولاتها المتتابعة في ذلك سواءاً من خلال إسقاطها لطائرة روسية أو قيام أحد عملائها بقتل السفير الروسي جعلها تقرر انقلاباً فشلت في تحقيقه وتم تطهير الجيش الذي هو في العادة يتبعها كما هو في أغلب بلدان العالم إذ يقوده جواسيس يأتمرون بأوامر عاهرات ممثلات وراقصات عاريات وشاذين ومتحولين جنسيا .

وفي رده على الصحفيين قال السفير الروسي في أنقرة ألكسندر ييركوف الشهر الماضي حول صفقة الأسلحة التي أبرمتها تركيا مع بلاده ودفعت ثمنها سلفاً : " تركيا دولة مستقلة وذات سيادة ومن حقها اتخاذ كل ما تراه مناسباً للحفاظ على نفسها " . كان السؤال والجواب يمثل ما أُمر ترمب باتخاذه من عقوبات اقتصادية ضد تركيا الأوردوغانية .

فهي الحالة الأولى التي يشهدها الناتو المتهاوي لعضو قوي منضم إليه منذ 1952 ليبرم صفقة عسكرية كبرى مع روسيا . ولم تفلح الولايات المتحدة التي رفضت في السابق تزويد تركيا بطلباتها من الأسلحة في إقناعها بالعدول عن طلبها الصفقة من روسيا .

توتر الوضع بعد أن تقدم أربعون كونغرسياً أمريكياً من وزير الدفاع بوقف إمداد تركيا بالصفقة المبرمة بينها وبين بلدهم جراء صفقتها الروسية رغم دفع تركيا لمبلغ ثمانمائة مليون دولار من ثمن الصفقة التي تضمنت طائرات إف 35 وصواريخ باتريوت .

وفي العلاقات بين البلدين , فإن محاولة الإنقلاب الفاشلة أسدلت بتداعياتها سريعاً فالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لم يقم بإدانة تلك المحاولة كما ولم تقم بلاده بتسليم المجرم فتح الله غولن المتورط فيها .
وفور إعلان العقوبات صرح الرئيس التركي أوردوغان أن بلاده لا تقبل بالإملاءات التركية ولا بالعقلية الصهيو إنجيلية .

ومما لا شك فيه أن الولايات المتحدة باتت عاجزة عن التأثير على تركيا . فطلب أوردغان يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من تموز الماضي لدى حضوره قمة دول بريكس في جوهانسبيرغ وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا , يدل على أنه مستعد لتدابير أمريكية يعرفها مسبقا .

وعلى الفور أعلن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده ستستثمر مبلغ 15 مليار دولار بشكل مباشر في تركيا وهنا لا بد من التذكير بأن السفير الروسي في الدوحة نورماكماد كولوف صرح الشهر الماضي أن قطر تجري مباحثات مع بلاده لتزويدها بمنظومة سي – 400 المضادة للصواريخ . وكرد فعل على تصريحه أجرى ملك السعودية اتصالاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليطلب منه منع قطر من إبرام مثل هذه الصفقة بحسب موند الفرنسية .

تركيا ترسم سياساتها بنفسها وتملك جيشها الذي لم يعد مصطنعاً كبقية جيوش المنطقة . صحيح أنها ستشهد الزمان الصعب لكنها ستجبر الولايات المتحدة على الإنقضاض على ذاتها لتنهار إن تخلت عنها في البلقان وآسيا الوسطى واستمر نفوذها يتصاعد في الوطن العربي وإفريقيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات