دور المشاريع الصغيرة في مكافحة الفقر والبطالة في البادية الأردنية


تواجه البادية الأردنية أحوال اقتصادية واجتماعية متعثرة وخاصة في ظل انتشار موجات الفقر والبطالة والتي تعصف بالسكان من جراء عدم توفر فرص العمل أو لنقل ندرتها ، وكذلك عدم قدرة الدولة في ايجاد فرص العمل من خلال التعيين في الجهاز المدني وايضا العسكري ، مما يساهم في انتشار بؤر الفقر والبطالة وتدني مستوى الحياة ، وبروز ظواهر أصبحت تشكل تحديات تواجه المجتمعات في مناطق البادية الأردنية وهي معروفة للجميع ، ومن أجل المساهمة في ايجاد الحلول وخلق واقع تنموي يساهم في خلق فرص العمل وتطوير المناطق البدوية لواقع اقتصادي واجتماعي جيد قدر الامكان جاءت هذه الدراسة لتوجيه المخطط التنموي الحكومي والذي هو في واد والتنمية في البادية الأردنية في واد اخر ، وكذلك توجيه العاملين في منظمات المجتمع المدني ، ورجال المال والاعمال في البادية وخارجها ، والعاملين في مجال تنمية البادية وتطويرها ( كالديوان الملكي الهاشمي ، وزارة التخطيط ، مستشارية العشائر والتي يجب ان يتم تطوير عملها في المجال التنموي ، والصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ، ومركز بحث وتطوير البادية الأردنية ، والجامعات الأردنية وخاصة المتواجدة في مناطق البادية او على حدودها من خلال البحوث والدراسات وتوجيه طلبة الماجستير والدكتوراه للكتابة عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ، ام ان دراسات فقط مقتصرة على مراكز المدن والمحافظات ، وسكان البادية لا بواكي لهم.

المقدمة:

تشكل المشاريع الصغير والمتوسطة دورا كبيرا ومهما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، ومكافحة الفقر والبطالة وخاصة في مناطق الريف والبادية ، ذلك ان الاهتمام بهذه المشاريع وتأسيها يساهم خلق تنمية حقيقية وجادة من خلال خلق فرص العمل ، والمساهمة في رفد الاقتصاد الوطني ، وهنا لا بد أن نشير الى ان 65 %من اجمالي الناتج القومي في اوربا من المشاريع الصغيرة ، و 46 % من الناتج المحلي الاجمالي الامريكي ، وتساهم المشاريع الصغير بما نسبته حوالي 81%من حجم الوظائف في الاقتصاد الياباني ، وخلقت هذه المشاريع 80%من فرص العمل المتوفرة في الاقتصاد الكندي.ففي اليابان ستة ملايين مشروع صغير ، وتسعة ملايين مشروع امريكي ، وعربيا ففي الاردن 12 الف مشروع يعمل بها 700 الف عامل ، وفي الجزائر 190 الف منشأة يعمل بها 540 الف عامل .وتقوم الكثير من الدول المتقدمة بتقديم التسهيلات والامتيازات والاعفاءات الضريبية لخدمة هذا القطاع ولا مجال لذكرها هنا .

أهمية المشاريع الصغيرة:
-خلق فرص العمل والتشغيل .
-تقليص معدلات البطالة المرعبة .
-تخفيف وتجفيف مستوى الفقر .
-تحسين مستوى التنمية .
-قد تكون بدلا عن الصناعات الكبير في الوطن والتي تحتاج الى الخبرات المتطورة ورأس المال الكثير .
-تساهم في اقتصاد الوطن والمناطق الريفية والبدوية .
-تساهم في زيادة الادخار والاستثمار .
-الانتشار الواسع لهذه المشاريع في الريف والبادية يحقق نوع من التوازن التنموي ونشر العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

عوامل نجاح المشاريع الصغيرة :
-الملكية لادارة هذه المشاريع هي للافراد او العائلة .
-صغر هذه المشاريع .
-سهولة انشائها وبساطة الاجراءات القانونية .
-انخفاض تكلفتها ( قد تبدأ مشروع ب 1000 دينار او 3000 دينار او حتى 5000 دينار .
-يعتمد نجاح مثل هذه المشاريع على خبرة أصحاب المشروع الفنية ( وهذا يحتاج الى التدريب والتأهيل ودراسة الجدوى الاقتصادية ، ودراسة حاجة السوق ، والتسويق للمنتج وتطويره ، ووجود المنافسة القوية وأمور تجارية معقدة فلا بد من الخبرة والمهارة والدهاء التجاري ( السوق غول كبير ).
-تكون هذه المشاريع ذات صبغة محلية ، وتتعامل مع الأسواق المحلية .
-الكثير من أصحاب الملايين بدأ بمشروع صغير .

المعوقات التي تواجه تواجه المشاريع الصغيرة :
-عدم توفر التأهيل والتدريب للعاملين بهذه المشاريع .
-عدم توفر الخبرات الفنية والمهنية والرقابية .
-غياب التمويل المالي بل وندرته في بعض الاحيان .
-معوقات تتعلق بالادارة والتسويق والامور المالية واتخاذ القرار مما يزيد من المخاطر وبالتالي فشل المشاريع .

توصيات ومقترحات الدراسة :
-ضرورة وجود استراتيجية وطنية حول المشاريع الصغيرة ودورها التنموي في مكافحة الفقر والبطالة على الصعيد الوطني ، ويشارك ويتبنى هذه الاستراتيجية الأطراف التالية ( الديوان الملكي الهاشمي ، وزارة التخطيط ، وزارة العمل ، مستشارية العشائر ويجب تطوير دورها التنموي ، منظمات المجتمع المدني ، النخب المثقفة ، الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية ، مركز بحث وتطوير البادية الاردنية ، الجامعات الاردنية المتواجدة أو القريبة من البادية أو على تخومها وحدودها من خلال توجيه طلبة الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه لتناول الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ام ان البادية لا بواكي لها .
-التركيز على التأهيل والتدريب وخاصة الشباب على ادارة هذه المشاريع وتطويرها .
-وجود أدوات التمويل المالي محليا من خلال رجال المال والاعمال وخاصة دعم الجمعيات الخيرية ، وحكوميا ايضا.
-اعداد الدراسات والبرامج والسياسات لخلق مشاريع جديدة ، او تطوير مشاريع قائمة ، والتركيز على ريادة الاعمال ، وكذلك دعم البنوك والشركات الكبرى ، وتوجيه المنظمات الدولية والعربية والانسانية ايضا.
-تسهيل الاجراءات الادارية والقانونية والضريبية ودعم المشاريع الناجحة .
-وجود اسواق لتسويق هذه المنتوجات .
-انشاء قاعدة معلومات عن طبيعة المشاريع ومناسبتها لكل منطقة من مناطق البادية الاردنية .

يقول المثل الصيني ( لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد سمكة ) ويقول مثل اخر ( مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة) ويقول الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ( اذا قتلت الحلم قتلت الأمل واذا قتلت الأمل قتلت الحياة).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات