الى «أسيل» بني خالد .. رحمها الله


كيف لا, وارادة الله فوق كل ارادة, وبعد ..الى «أسيل» بني خالد لكِ منا جميعا كل المحبة والتقدير على ما نشرته على موقعها من مشهد رائع لشاب يصلي على رصيف لم نعرفه من قبل, على ارض لم نعرفها ابدا, وتحت سماء صافية كروحك النقية, مشهد فيه صدق وايمان, وعرفناك طاهرة المنبت بعد ان فارقت الحياة, ونقول رحمة الله عليك, وإنا لله وإنا إليه راجعون.., الطالبة أسيل بني خالد رحمها الله محترمة من بيت محترم, الطالبة أسيل بني خالد توفيت اثر حادث سير مؤسف على طريق الخالدية باتجاه جامعة آل البيت والذي راح ضحيته (6) اشخاص, أسيل بني خالد نشرت صورة على موقعها المحترم قبل وفاتها بقليل, صورة لشاب يصلي بجوار مركبته المتواضعة على جانب الشارع العام (الرصيف), وعلقت عليها قائلة: أليست أجمل من رقصة (الكيكي) التي احبها الملايين؟ واردفت قائلة: يكفي ان هذا المشهد يحبه رب العالمين.

لقد لخّصت الطالبة المرحومة «أسيل» قبل ان ترحل عن هذه الحياة بنفسها المطمئنة الى جوار ربها الكريم الى دار المقر, لخّصت لنا الحياة بعفوية صادقة مشهدين متناقضين دون تصّنع او تزوير ودون اية تمويه, المشهد الاول مشهد سفلي اسمهُ رقصة الكيكي الجنونية ويا للعجب العجاب, والمشهد الثاني مشهد علوي اسمهُ صلاة المسافر الجميلة, مشهد (الكيكي) الذي يحبه الملايين المُفلسين, ومشهد (الصلاة) التي يحبها خالق الكون رب العالمين.

رقصة الكيكي وما ادراكم ما رقصة الكيكي,..في الوقت الذي تضاربت فيه الانباء حول أصل رقصة الكيكى, حيث يقال ان رقصة الكيكي قد بدأت على أنغام أغنية النجم الكندي الشهير«دريك» وهي (in my feelings) والذي يوجه فيها حديثه إلى حبيبته كيكي التي كان له علاقة بها في سن الطفولة، قائلا: (هل تحبيني؟ هل تركبين معي السيارة؟.. قولي إنكِ لن تمري بجانبي.. وتتركيني), ويقال ايضا إن أصل رقصة الكيكي مصرية وليست أجنبية ونشر بعض مستخدمي السوشيال ميديا بعض فيديوهات فرقة رضا وهم يؤدون رقصة الكيكي ولكن بنكهة مصرية علي أنغام الأقصر بلدنا، على كورنيش الأقصر في فيلم غرام في الكرنك والذي تم إصداره عام 1967, ..رجما بالغيب والله اعلم.

رقصة (الكيكي) وان كانت تُعبّر عن ضيق الحياة وسخطها كالحرمان والفقر والظلم والقهر والتشرد والقتل سواء من اصولها وجذورها الاجنبية او من اصولها وجذورها العربية إلا انها في النهاية سلوك انساني سلبي مرفوض كونها رقصة قصيرة يؤديها الفرد بعد أن يترجل من سيارته أثناء سيرها، والسقوط من السيارة لعدم التمكن من الوقوف وهي تسير، لتصطدم بهم سيارات أخرى، والتعرض لحوادث سير مروّعة, أي انها تجعل الفتى او الفتاة يترك سيارته في وسط الشارع العام وابوابها مفتوحة وينزل منها ليقوم بحركات رقص جنونية, الامر الذي يؤدي الى إعاقة حركة المرور وربما التسبب بوقوع حوادث مروّعة.

لقد تركت الطالبة المرحومة «أسيل» الاهل والاقارب, وتركت زميلاتها وزملاءها في الجامعة, تركت كل هؤلاء بين مشهدين ورحلت مؤمنه, تركتنا بين جنون رقصة الكيكي الهستيرية, وبين جمال صلاة المسافر العطرة, انه التناقض ما بين الضوضاء والفوضى وما بين الهدوء والطمأنينة,..وهنا نقول صادقين ما اجمل الصورة التي نشرتها أسيل رحمها الله على موقعها للشاب الذي يصلي صلاة مسافر على طريق خالي من تلوث البشر بجوار مركبته المتوقفة على جانب الشارع العام (الرصيف).

أتعرفون ما الصلاة على جانب الرصيف يا سادة يا كرام؟ انها من وجهة نظري المتواضعة صلاة مليئة بالخشوع, صلاة بعيدة كل البعد عن نفاق البشر, صلاة خالصة لله تعالى فقط, صلاة ليس فيها غرض دنيوي ولا مصلحة ولا شهرة, صلاة لا تنتهي بقال وقيل, صلاة القلب فيها متوجه الى الله مباشرة وليس للبشر, صلاة ليس فيها تفقد من حضر ومن لم يحضر من قبل الالسنة الفالتة,..هكذا رصدت لنا أسيل صورة الشاب الذي يصلي بجوار مركبته المتواضعة على جانب الشارع العام (الرصيف).

بقي ان نقول هنيئا للشاب في صلاته الصادقة على الرصيف, وهنيئا لأسيل الدالة على صور ومشاهد الخير في سكنها الاخير, وبئس لمن رقص ويرقص الكيكي ويعبث بالشوارع والطرق العامة, ونقول لدينا اكثر من كيكي عفوا رقص, لدينا رقص على قهر الاخرين, ولدينا رقص على فقر الاخرين, ولدينا رقص على موت الاخرين, ولدينا رقص على اغتيال شخصيات الاخرين, ولدينا رقص قذف محصنات الاخرين,..وكلها من اصل واحد هو الحقد الدفين في نفوس البعض,..نعم رحلت الطالبة (أسيل) رحمها الله وتركت لنا على صفحات كتبها ودفاترها الجامعية تركت لنا المعنى الحقيقي للصلاة,..الصلاة التي يحبها رب العالمين, وليس الرقص من اجل الاخرين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات