حجاب الوزيرة !!



انتقد المحافظون والليبراليون والراديكاليون وعوام الناس من مطلعين وقارئين وغيرهم من المتدحرجين على عتبات السياسة من زمن قريب التشكيلة الحكومية الأخيرة التي تكلف برسم ملامحها عن "ظهر قلب" الرئيس الجديد دولة الدكتور عمر الرزاز ، وهذا الزخم الكبير من النقد الذي حظيت به التشكيلة لم يسبق ان سجلته الساحة الأردنية على صعيد الاهتمام الداخلي والخارجي بها ، ربما لكونها جاءت بعد هبة شعبية أخذت طابعا إستثنائيا ورمزية لم يسبق لها مثيل في بلادنا ،ومن باب التفخيم في منطقة الشرق الأوسط عموما .

النقد حق مشروع والتشريح السياسي لتفصيلة الحكومة أمر لا غبار عليه ايضا وقد تحتمل أوجه النقد إعتبارات كثيرة نظرا للخلفية الايديولوجية للناقد فأبناء التيار اليساري لا تروق لهم تشكيلة الحكومة إن جاءت في معظمها من التيار الليبرالي او المحافظ او خصومهم الحزبيين في التيار الاخر ، وكذلك ايضا أبناء التيار الإسلامي من راديكاليين ووسطيين ومتنورين فالحكومة لن تروق تشكيلتها لهم ان جاءت بنفس الصورة التي رفضها اليسار وهكذا دواليك ......! والاستثناءات الترحيبية من التيارين أمر لا بد منه إذا ما استولى أي تشكيل سياسي داخلي و صغير على حقيبة خفيفة الظل والحضور .

لكن بعيدا عن الانتقاد الإيجابي و رأينا بالحكومة وتشكيلتها إلا أن المشهد الأخير لنقد الحكومة لم يكن إعتياديا على الساحة الأردنية من حيث اللغة التي تجاوزت حدود الأدبيات والأخلاقيات المجتمعية وضوابطها ، التي لا تسمح لاي احد كان ان يتعدى حقوق الغير الشخصية ، ومجتمعنا يحوي بين أركانه عديدا من التقاليد الاصيلة والمقلدة وبغض النظر عن لونها وشكلها إلا أنها حاضرة و تبقى الثوابت العقائدية لكل بيئة مجتمعية تربط عاداتها بالموروثات ولعل ابرزها ما يتعلق بالديانة التي يعتنقها أصحاب تلك العادات ، ولست مختصا وفقيها وعالما للحديث في هذا الشأن وما لدي من معلومات لا تتعدى ما لدى العوام مثلها او تزيد قليلا وألتزم بضوابطها احتراما للدائرة المجتمعية التي نشأت فيها وتعززت بنصوص دينية وردت في القرأن والسنة .

الحجاب ولباس المرأة شأن خاص لأصحابه من النساء والفتيات ولهم كما لغيرهم من الجنس الأخر أن يلتزموا بما اقتنعوا به وفق قراءة ورؤية لا تأتي بالاجتهاد او التحليل في معظمها وانما بالمجتمع الذي نشأ فيه أصحابه ويبقى المؤثر الديني متأخرا الى حد كبير في وقتنا الحاضر وأضحى حجاب المرأة على سبيل المثال مجرد تقليد متوارث فرضته البيئة التقليدية للإناث ، ولست هنا في موقف الحديث والتفصيل عن قضية جدلية، وما أردته فقط هو التعريج على حملة الانتقاد التي طالت بعض وزيرات حكومة الرزاز فقط لمجرد كونهم لا يرتدين الحجاب ومن يقول غير ذلك فهو يجافي الحقيقة والا ما كان البعض ليتجرأ على التشهير بهن والاساءة لهن بأقدح الالفاظ والعبارات وبعضها تجاوز حدود الأدب بدرجة عالية من خلال الصور والفيديوهات المفبركة والكاذبة لا حياء فيها ولا خجل !

بكل صراحة أقولها فمن المخزي والمحزن أن نصل الى هذه المرحلة من استباحة اعراض الناس والطعن بسمعتهم وتشويه صورتهم بأقدح الصور والاشكال فقط لمجرد اختلافنا وانتقادنا لتشكيلة الحكومة !
بأي حق يسمح بعض هواة التواصل الاجتماعي لأنفسهم بإستخدام مهارة الردح الإلكتروني والتعرض لاعراض الناس والوزيرات منهن فقط لمجرد وجودهم في حكومة لم تلقى قبولا شعبيا !؟
ما حدث مؤخرا يجعلنا نستشعر خطورة كبيرة قد تمس الكثيرين من أبناء مجتمعنا بمجرد تسلمهم سلطة او مركز قرار بعينه وهذا مؤشر حساس جدا ينبىء بوجود إستنساخ خفي و مهجن لنواة المجتمعات المتدعشنة والأصولية !
لذلك وجب الحذر !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات