مُكاشفة ملكية .. و4 تحديات أمام الرزاز


لِقاء جلالة الملك بِرؤساء تحرير الصحف اليومية ومدراء الإعلام الرسمي قبل أيام، كشف عن حجم الضغوط التي تكفل بها القصر، جرّاء حالة التراخي الحكومي في تحمُّل المسؤوليّات التي كان يضطر الملك الى معالجتها شخصياً، بل، بلغت مكاشفة الملك أنّ عرّى بعض الوزراء الّذين وصفهم بانهم « كانوا نائمين « و « اُستلموا مناصبهم بِهدف قبض رواتبِهم «!

مُكاشفة على الطراز الملكي.. بِينت حجم الخلل الذي طالما ساد في تولي البعض مناصب حكومية، حين يتسلم الشخص غير المناسب، المكان المناسب، ونتوقع متوهِّمين بعدها أن تُدار الامور بِطريقة مناسبة. ومع تكليف الدُّكتور عمر الرزاز بِتشكيل حكومة جديدة، فان جملة مِن الامتحانات التي سيخضع لها الرجل منذ يومه الأول، تبدأ بِاختياره لفريقه الوِزاري، الذي سيدفع بِالحكومة نحو القبول الشعبي من عدمه، وبالتالي الإسهام بِتهدئة المرحلة، أو أن نبقى في نفس دوّامة الاسماء التقليدية التي جرّبت واُستُنفِذت طاقاتها، واستنزفت معها مخزون صبر الأردنيين.

قبِل دخول الدكتور الرزاز في معمعة العمل الحكومي وتفاصيله الدقيقة، عليه أن يضع صوْب عينيِه أربع مهِمات أساسية في غايَة الاهمية، والعمل عليها، وانجازها ان اِستطاع الى ذلِك سبيلا..

أولاً : يتوجب على الحكومة أن تحسم جدل مشروع قانون ضريبة الدخل الذي تسبب بموجة استياء رافقتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة، والمبادرة بتسجيل موقف يشكل بادرة «حسن نية»، ويسحب القانون ما أن يؤدي يمينه الدستوري، ويرتكز على جملة في غاية الأهمية بكتاب التكليف الملكي السامي لحكومته، باطلاق حوار فوري حول القانون مع مجلس الأمة والأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، واجراء مراجعة شاملة للمنظومة الضريبية برمتها.

ثانياً : على الحكومة أن تعمل منذ يومها الأول على ردم الهوة الكبيرة التي تفصل المواطنين عن حكومات بلدهم، وتعيد بناء الثقة معهم، المهمة التي لن تكون سهلة بطبيعة الحال، خاصة بعد ان شكل الشارع انطباعات سلبية سابقة حول اداء حكومات رحلت وخلفت وراءها الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين بشكل اسوأ مما تسلمته من سابقاتها.

ثالثاً : انتهاج سياسة المكاشفة بكل شفافييتها مع المواطنين الحريصين على وطنهم أكثر من حكوماتهم، ووضع الأردنيين أمام الاوضاع الاقتصادية الحقيقية التي تمر بها الدولة، دون مواربة ولا لف أو دوران، ولحظة بلحظة، والابتعاد نهائياً عن تجميل الواقع الذي يقبع تحته تفاصيل قبيحة، طالما سعت الحكومات لطمسها.

رابعاً : أن تتخلى الحكومة من رئيسها لوزرائها لمدراء دوائرها ومسؤوليها عن سياسة القرفصاء تحت المكيفات، وترتجل نحو الميدان، وتتقرب من المواطنين وتستمع الى مشاكلهم وهمومهم، وتحل ما تستطيع منها حله، خاصة وان مجلس النواب الذي يفترض أنه مكلف بابقاء قنوات الاتصال والوصال مع المواطنين وناخبيهم، انقطع حبل وده معهم، ما سبب بازدياد الاحتقان الشعبي الذي لم يجد من يصرّفه منهم وعنهم، ولم يعد يجد سوى منصات التواصل الاجتماعي بغوغائيتها للتنفيس عليها، اضافة الى ضرورة خروج الوزراء القادمين قريباً الى الدوار الرابع من مكاتبهم، وانطلاقهم صوب العالم الخارجي، والسعي الدؤوب لخلق فرص استثمارية، وفتح قنوات اتصال سياسية واقتصادية، واجتراح الحلول الخلاقة، واسناد القصر في مهمتهم التي طالما تحمّلها عنهم.



تعليقات القراء

محمد قواسمه
هناك شيء مهم جداً جداً وهو العدالة وإلغاء الكوتات والاستثناءات بالنسبة للدراسة الجامعية والتوظيف والعلاج!!!! وأعتقد أن الرئيس المكلف لديه من القدرة والجرأة وقبل كل ذلك الديمقراطية لعلاج هذا الموضوع
10-06-2018 08:15 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات