سألتني طفلتي


كنت جالسا في احد غرف المنزل محتارا واقوم بتقسيم دخلي المالي الذي لايتجاوز 500 دينار حيث لم يبقى منه قرش واحد بل تعدى الأمر إلى أن أكون مجبرا على تأمين مئة وخمسون دينار لاستطيع تغطية التزاماتي الأساسية دون أن استطيع ان احضر لمنزلي حتى ولو كيلو واحد من الفاكهة حيث أن هذا النوع لمن هم بنفس شريحتنا يعتبر ترفا لا طاقة لنا به ،وبينما انا على هذا الحال اصارع نفسي فأذا بطفلتي تدخل علي وبدأ الحوار التالي
بابا
اهلا حبيبتي
متى ستحضر لنا ملابس العيد؟
قريبا يا بابا
يعني بكرة
فصرخت بها بصوت مرتفع وبدون وعيي مني أخرجي من هنا ما معي فلوس اتمنى ان اموت وترتاحوا مني فخرجت خائفة مرعوبة والدموع تملأ عينيها وانا جالس في مكاني مندهشا من نفسي على مافعلت حتى وصل بي الحال إلى البكاء .
ماذا سأفعل ومن أين احضر المال لأعيد البسمة إلى وجه طفلتي وباقي أطفالي ، وقفت خائرا وإذ بزوجتي تدخل علي والدموع على وجهها الذي ارهقه التعب لتقول لي ارسلت لك طفلتك رسالة كتبتها على ورقة صغيرة تقول فيها انا اسف يا بابا لا تموت خليك معنا مابدنا اواعي بدنا تضل معنا.. وما أن قرأت هذه الكلمات حتى ارتجفت اطرافي وفاضت دموعي وذهبت إلى طفلتي وقمت بضمها وأخذت اعتذر منها واقبلها وابرر لها كلامي بأنه فقط بسبب الإرهاق ولا اقصده ابدا..
رسالتي إليكم يا أصحاب القرار يا من توليتم مناصبكم وأخذتم باصدار القرارات التي تضيق على الشعب البائس الذي أرهق وهرم وتداعى ، ألم تسألوا أنفسكم عن حال بعض الأسر التي لاتملك دخلا ثابتا إلى اين تذهبون بهذا الوطن وأبنائه ؟؟؟ لدي الإجابة وسأوجهها إلى جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى
سيدي ابا الحسين المفدى أن المسؤولين وأصحاب القرار الذين يتم تنصيبهم من قبل جلالتكم يسعون إلى قتل الانتماء لدينا يردوننا أن ننزل إلى الشارع يريدون منا أن نسرق وننهب..
أن كل مايخبروك به بتقاريرهم المزورة بأننا بأفضل حال ماهو الا كذب وخداع.. تعبنا ياسيدي أصبحنا نكره الأعياد والأفراح لأنها تزيد من حاجتنا إلى المال.. ماذا نفعل يا سيدي الأسعار تزيد والدخل ثابت ولانعرف ماهي اولويات معيشتنا اهي طعاما ام شرابنا ام لباسنا ام لباس أطفالنا ام أجرة بيوتنا أم وسائل التدفئة ام مواصلاتنا ام علاجنا ام وأم وأم... ولله اننا نحبك ونحب أباك وجدك فأنت سليل الهاشمين من بيت النبوه من بيت العدل ولله اننا نعلم أنك لاترضى أن يذل شعبك انجدنا ياسيدي ممن يتاجرون بقوتنا وقوت أطفالنا انجدنا يا أبا الحسين رحم الله أباك وجدك.
وحسبنا الله ونعم الوكيل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات