الأردن والضفة حقا «وطن على وتر»


يخدم الكوميدي التلفزيوني الساخر عماد فراجين بالحالة الأردنية في منطقة مهمة للغاية وهي «تشتيت» الإنتباه عن وقائع حادثة «الصوامع»، حيث قتل ستة عمال فقراء وأصيب مثلهم بموت سريري.
الأهم هو ملاحظة رصدها أحد أبناء العقبة:عدد الأردنيين الذين شتموا أم وأخت وعائلة وفصل وأصل ومنبت عماد فراجين الكوميدي إبن الضفة الغربية وصل إلى 125 ألف بني آدم، أما شهداء موقعة «الصوامع» البسطاء فلم يترحم عليهم من الأردنيين إلا عشرات الأشخاص حتى أن الحكومة فطنت لموتهم بعد تسعة أيام وقررت تقديم واجب التعزية مع تكرار النغمة الابتزازية المضللة المضحكة، التي تقول إن «الإنسان ثروة البلاد».
الفتى الفلسطيني الكوميدي بصفته «فنانا لاجئا» لشاشات عمان وتحديدا لأهمها وهي محطة «رؤيا» ومطرود من التلفزيون الفلسطيني، كما صرح، تحول لنجم الأسبوع الماضي بعدما تجرأ على عرض مشهد ساخر وكوميدي انتقد التطرف والعنصرية في مشجعي فريق الوحدات والفيصلي.
الفنان الشاب يقدم منذ عشر سنوات برنامجا لاذعا بإسم «وطن على وتر»، وفي الحلقة الأخيرة دخل «عش دبابير» البؤس الأردني الشعبي عندما تحدث عن هوس مشجعي الكرة فواجه عاصفة هوجاء وأثار «أزمة قومية».
تقصد الفراجين إثارة الضحك فقط، لكنه لمس تلك الحساسيات العنترية المستقرة في المجتمع، فانصرف القوم عن القدس وفلسطين وقانون الضريبة وانفجار الغبار، وبدت البلاد وكأنها معنية بالفراجين فقط، وما قاله تحديدا عن مشجعي الفريق الفيصلي.
لاحقا، ولتهدئة الخواطر اعتذر الفتى على الشاشة، ووعد بارتداء قميص الفيصلي فارتكب الخطيئة الثانية، لكن هذه المرة برداء فلسطيني، فقد انتقد تلفزيون «سلطة فلسطين المستقلة»، فعالجه طاقم الإدارة بسلسلة بيانات أخرجته تماما من «ملة الضفة الغربية» واتهمته بكل التهم إياها، فأصبح الفتى لا مع سيدي ولا مع ستي بخير.
شخصيا، لا أحب الشاب ولم استمتع يوما بمحاولات الكوميديا التجارية في إبتذال الضحك.
ولكن الأخير يستوجب الشكر، فقد أثبت لنا بأن «الوطن حول نهر الأردن فعلا على وتر»، لكنه وتر مغرق في البؤس والانحراف عن البوصلة.

سرقة … «لاجيء سوري»

الإبتسامة الصفراء إياها رافقت ملامح وجه المذيع السوري لنشرة الأخبار وهو يتلو على «شعب سوريا العظيم» الخبر المتعلق بالمرسوم الرئاسي الجمهوري، الذي يصادق على قرارات اللجنة الوزارية المعنية بحماية «أملاك الغائبين».
القانون حمل رقم «10» وفي الشاشات الرسمية للنظام السوري يتم تسويقه على أساس وصفة لحماية أملاك المواطنين، التي تركوها بسبب «الإرهابيين» مع ذلك الكلاشيه، الذي يطالب كل مغترب سوري بالعودة.
هي باختصار وصفة طائفية انتقامية خسيسة مريضة لسرقة أموال وعقارات المواطنين اللاجئين وللبقاء في العقم الفكري الهوسي نفسه لحكام دمشق على أساس اللجوء السوري مشكلة الدول التي فتحت الأبواب لاستقبال المعذبين.
عن أي حسم عسكري ووطني يتحدث جماعة «الممانعة» و«لن تسبى زينب مرتين»؟!
عموما، المكتوب باين من عنوانه.. لا حسم ولا ما يحزنون لأن سرقة النظام لأملاك الشعب على هذا النحو اللائق بالعصابات فقط يعني أن المسألة ليست بصدد الحسم وأن الشعب السوري سيبقى في حالة الثورة وإن إختلفت الوسيلة أو تباين المكان وعلى حد تعبير البرلماني الأردني عقله الغمار.. «المجنون ما بينسى طلابته» وأنا اقول.. «المظلوم السوري لن ينسى».
للأسف النظام السوري، وبهذه الذهنية والعقلية المقيتة يطيل عمر ما يسميه بـ «المؤامرة».

إسرائل ونصيحة مورو

قالها الباحث السعودي عبد الحميد الحكيم في شهر نيسان/أبريل الماضي عندما قرر الاسترسال في موقف بلاده السياسي، الذي يتبرع بفلسطين عمليا وسجل تهنئة لصالح الكيان الإسرائيلي بمناسبة ما سماه باستقلال دولة إسرائيل.
حظي الرجل بطبيعة الحال بجبال من الشتائم وغاب عن الانظار، لكن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قررت عدم تفويت الفرصة فوضعت تعليق الحكيم مع سلسلة تصريحات من بعض الدول الخليجية، من بينها واحد لضاحي خلفان وآخر لأنور عشقي وغيرهما ضمن حزمة متلفزة واحدة في برنامج حواري ثلاثي نهاية الأسبوع الحالي.
ذلك ليس مهما في كل حال… الأهم، وما لفت نظري هو الباحث الاستراتيجي الذي ظهر في البرنامج لكي يحذر كيان الاحتلال من تصديق كلام هؤلاء «الرعاع»، كما قال، مشيرا إلى نقطة استراتيجية في التحليل وهو يطرح السؤال التالي: هل لدينا في المجتمع الإسرائيلي مصلحة للاحتفال بهذه العبارات التي تتغزل بنا وتصدر عن عرب تكرههم شعوبهم؟ّ
بدا السؤال استفزازيا حتى للمذيعة الشمطاء، التي تحاول إدارة الحوار، وقد تحفزت ذاكرتي لعبارة قالها الشيخ عبد الفتاح مورو، وهو يحاول تقديم النصيحة للأمير محمد بن سلمان بأن لا تخطفه كثيرا أضواء الاسترسال بالتبرع بحقوق الشعب الفلسطيني لهدف بائس وسقيم وصغير هو «مناكدة» و»مكايدة» إيران.
الشيخ مورو، عبر عن قناعته بان إسرائيل في داخلها تفهم أنها تنتحر إذا ما قررت فجأة وضع بيضاتها في سلة قادة وزعماء عرب لا تثق بهم أو تحترمهم أصلا شعوبهم ومستقبلهم من الآن معروف.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات