صديقتي و«قانون الجذب»!


حدثتني كثيرا عن «قانون الجذب الفكري» كما يسمى، وهو ليس قانونا بالمعنى العلمي، ولكنه أقرب إلى النظرية الروحية، التي يستعان بها لتحسين مستوى الحياة، وتجميلها ربما، وقد يكون عونا على مزيد من الفهم للنفس البشرية، وأكدت لي أنه ينص على أن (الشبيه يجذب إليه شبيهه)، وأن (كلَّ شيءٍ يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك، وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك، أي ما تفكر فيه، فأياً كان الشيءُ الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك).
بل ذكّرتني بموسوعة «الويكي» وحديثها المفصل عن هذا القانون العجيب، وقولها أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء.
فمثلا، قد يتمنى المرء لقاء شخص ما يشبهه، ثم يعمل على استحضاره على نحو أو آخر، مع بذل جهد ذهني وعملي أيضا لتحقيق ما يتمناه، وفي النهاية، يحصل اللقاء، وبصورة أوضح، لتطبيق هذا القانون يُطلب من الشخص ثلاثة أشياء :أولا الطلب ماذا تريد اجلس واكتب ماذا تريد على قطعة من الورق، ثانيا: الإيمان المطلق بالله وأن هذا الشيء سوف يحدث أو أنه سيقتني ما يريد. ويجب أن تؤمن من اللحظة التي طلبت فيها ان طلبك سوف يتحقق، في النهاية يقول كل من جربوا هذا القانون أنه بعد تنفيذ الخطوتين السابقتين ستأتي الخطوة الثالثة وهي الاستجابة ولتحقيق الأمنية يجب أن تشعر كما لو انك تحصل على ما تريد!
حسب الموسوعة إياها، قانون الجذب الفكري ليس جديدا وليس من معطيات القرن الواحد والعشرين ولكنه قانون قديم قدم الحضارة نفسها، إذ أن المصريين القدماء اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية وتبعهم اليونانيون القدماء عامة ونسي العالم شأن هذا القانون لفترة طويلة حتى أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم،

ويصبح علما معترفا به، حيث بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد وهم يصرون على أن جميع من أنجزوا شيئا مهما في حياتهم أو بلغوا مستويات عالية من النجاح في الحياة قد طبقوا هذا القانون في حياتهم بشكل أو بآخر. وثمة عدة كتب شاع صيتها تتحدث عنه وتشرح كيفية تطبيقه بأسلوب أمثل مثل: السر، وهو أشهرها، من تأليف منتجة الأفلام الأسترالية (روندا بايرن) الذي بيعت منه ملايين النسخ، وصنفت مؤلفته كواحدة من قائمة المائة الأكثر تأثيرا في العالم، وكتاب « قوة عقلك الباطن». و»كتيب في قانون الجذب» وهناك 300 مؤلف باللغة الإنجليزية للكاتبة الأسترالية «إيستر هيكس» تتحدث فيه عن هذا الموضوع فقط، من جوانب متعددة. وفي العالم العربي يبرز اسم أستاذ التنمية البشرية الكويتي «صلاح الراشد» في هذا الموضوع أيضاً عبر إصداراته الصوتية والمرئية والمقروءة وكتبه، وأهمها كتاب «قانون الجذب».
المهم في الموضوع، أنها تزوجت، وحين سألتها: كيف الزواج؟ قذفتني بحمم من اللعنات التي تنصب على رأس شريكها وأهله، وبصراحة، خفت أن أسألها عن قانون الجذب، وعلاقته باختيار (من يشبهنا!) خاصة أنها هي من اختارته، ولا أدري إن كان هذا الاختيار وفق قانون الجذب أو وفق قانون آخر!
معذرة يا صديقتي العزيزة، أنا متضامن معك، ومتعاطف معك إلى أبعد حد، وأتمنى لك حياة هانئة سعيدة، ولكن سؤالي هو: هل حقا ما زلت تؤمنين بقانون الجذب إياه؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات