خواطر عن الضربة الأمريكية لسوريا الأسد مؤخرا ..


يبدو لي أن الرئيس بشار الاسد استفاد من الدرس العراقي جيدا، فقد رأى ما لَحِقَ بالرئيس السابق صدام حسين و ما نتج عن الحصار الأمريكي للعراق و الضرر الكبير الذي اصاب الأمة العراقية منذ عام 1990 الى لحظة سقوط النظام العراقي، رئيس ذكي جدا وقف أمام دولة عظمة و نفوذها و استطاع الصمود بحرب الإستنزاف التي شنتها عليه...تارة من داعش الذي تبين بأن دول محلية تحركة بإمتياز...و تارة من المعارضة التي صنعتها امريكا و اسرايئل ضده لتحاول حصر نفوذه في سوريا...و تارة من الفصائل العسكرية المختفلة التي فجأة فتحت لها مناطق نفوذ صغيرة لتحاول الحصول على مواقع جغرافية لها...

انها حرب شرسة شنتها عليها أمريكا، و بعض من حلفائها التي رأت بفراغ القوة هذا ربما لحظات سانحة لتحاول أضعاف سوريا من خلال دعم الفصائل المقاتلة المختلفة في سوريا لإرضاء أمريكا لأجل مكاسب خاصة...فسوريا الأسد كانت بمثابة كعكة حاول الكل تقطيعها لضرب المقاومة المناهضة للنفوذ الإسرائيلي في المنطقة المتمثلة في ايران - حزب الله في لبنان حيث سوريا كانت ثالث هذه الدول...

علم الرئيس بشار الأسد ما هو دواء امريكا الإسترتيجي جيدا و استطاع بنجاح ساحق كسب روسيا الى صفه...فروسيا ليس لديها حلفاء استراتيجين في منطقة الشرق الأسوط حيث كان عراق صدام حسين آخر حليف لها في المنطقة على الإطلاق...فما كان بالرئيس بشار الأٍسد إلا و عرض على روسيا ما كانت تنتظره منذ فترة...حلف شامل مع دولة عربية حيث ستستطيع فرض جزء من نفوذها بالمنطقة...فكان المسرح السوري خير تقدمة لهذا الحلف بين هاؤلاء الرؤساء الكبار...و وسط الأتون المشتعل في سوريا ابتدات روسيا بوضع قدمها العسكرية الجبارة في سوريا...حيث ابتدأت بدعم الجيش السوري عسكريا في سعيه لتحجيم داعش الذي كان قويا في بلاد الشام...و قوبل الدب الروسي في سوريا بالرفض و عدم التعاون من قِبَلْ امريكا و حلف الناتو الذي كان يعلم جيدا كيف يعمل داعش في سوريا و اين تقع مناطق نفوذه...و لكن حينما نتكلم عم روسيا نحن نتكلم عن دولة عظمة بالعالم..لها حلفائها و مخابراتها و لها اقمارها الإصطناعية العسكرية و لها جيشها و استخبارته...لن ينتظر حنان الجيش الامريكي عليه في حال قرر المضي قدما في تطهير سوريا من داعش و المعارضة الصغيرة به...و هذا ما فعل...فسقطت معاقل داعش رويدا رويدا في أجزءا كبيرة في سوريا مما ساهم في اضعافه في العراق ايضا...فالجيش العراقي لم يقصر بمحاربته في العراق حيث حضن معاقل كبيرة له منذ فترة...بل كان الفراغ القوة الكبير به خير مكان لتدريب عناصره للقتال في شتى بقاع العالم العربي ابان ثورات الربيع العربي...

ماذا كانت تنتظر أمريكا من سوريا الاسد بالضبط؟ أن يكون لقمة سهلة لها و لألعابها السياسية و العسكرية في المنطقة العربية؟ صدام حسين لم يستطيع قراءة المستقبل السياسي جيدا للمنطقة في السالف...كَبُرَ عسكريا لدرجة ظن بها بلحظة غرور ربما بأنه يستطيع فرض ارادته كدولة اقليميا...مما كان السبب في وقوعه بأخطاء سياسية و استراتيجية كبيرة حولته الى فريسة سهلة لأمريكا التي كانت ترى بالقوة العسكرية التي بين يديه تهديدا اقليميا لإسرائيل...أما الرئيس بشار الأسد فلعب لُعْبَ الكبار مع اعداء بلاده و استند بعد الحرب الأهلية في بلاده على القوة الروسيا التي رحبت بمساندتها بسرعة...و حتى و ان كان الثمن ان تكون الدولة السوريا دولة حليفة بالكامل لها...او باللغة الإنجليزية
satellite country
لروسيا...فسوريا هي دولة كبيرة في الشرق الوسط و تستطيع تحمل اعباء هذا الحلف الكبير...فالأهم أنها تستعيد اراضيها و الأهم أن الجيش النظامي السوري يستعيد اراضيه بالكامل...فالغد سيحمل للدولة السوريا البقاء على قيد الحياة...و اعادة بناء مؤسسات الدولة من جديد و أمل جديد...فمعادلة الحرب الأهلية لم يفرضها بشار الأسد إطلاقا...لأن من فرضها دول خارجية دعمت معارضة مسلحة لم تكن تطلق الفتيش و الألعاب النارية في حربها ضد جيش الأسد...بل كانت تطلق السلاح مثلها مثل الجيش السورية النظامي...و لم تختار الدولة السورية وجود داعش بمناطقها...بل فراغ القوة التي خلقته امريكا بدعمها للمعارضة أوجده و دعمت عمليات داعش في المنطقة دول في اقليمية يشتبه بأن تكون من دول الحليج...كقطر التي كانت داعمة و راعية لنشاط الإخوان المسلمين في المنطقة العربية عموما...مثل تركيا التي كانت لها نشاطات مريبة سياسية طالت أكثر من بلد عربي...بل تذمرت مصر و الاردن من دعمها للربيع العربي كثيرا في المنطقة العربية ...

صمدت دمشق في وجه أمريكا و حلفائها...و رحبت بالنفوذ الروسي على أن تملي عليها أمريكا و حلفائها حياتها السياسية...أو ربما على أن تننهي من الوجود...كسرت بصمودها نظرية سايكس بيكو 2...التي كادت ان تسود لولا قرار الجيش المصري عزل الإخوان المسلمين من حكم مصر...و لولا قرار بشار الأسد دعوة روسيا للدخول باللعبة السياسية في منطقة الشرق الأوسط بنجاح...و تعدت سوريا مرحلة عزل الرئيس بشار الأسد من حكم سوريا ليصبح واقع يجب على أمريكا تقبله في سوريا...و وجب على اسرائيل التعايش معه في المنطقة...أو إلا...بماذا نفهم تفاصيل الضربة المحدودة في سوريا التي لم تطال صورايخها مناطق النفوذ في روسيا...يقول البعض بأن الضربة كانت بالتنسيق مع روسية...و لكنني ارى العكس...ارى بأن لأول مرة استطاع رئيس عربي كسر رقبة اسرائيل و البقاء في سلطته..بشار الاسد...من المؤكد بأن الضربة الأمريكية البريطانيا الفرنسية كانت خجولة لأنك علمت من أين تؤكل الكتف لأجلك و لأجل سوريا في حكمها المحترم الذي لم يعرف يوما حكماً دينيا يميز بين ابناء الشعب الواحد...بُعْدٌ آخر في سوريا لم يعجب الغرب في المنطقة الشرقية...



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات