الرموز الوطنية .. بين العُهر والحقيقة


كثُر الحديث في الآونة الاخيرة عن الرموز الوطنية ، واختلط الحابل في النابل ، فكل من هب ودب اصبح يتحدث عن الرموز واصبح يفصلها ويحددها على هواه ، فتجد مجموعة من الناس يروجون لشخص ما على انه رمزا وطنيا فتشعر بالغثيان خاصة ان كان الشخص معروفا لديهم ، وان الاشخاص المروجين يفتقدوا أي معرفة بماهية الرمز الا انهم اناسا مدفوعي الثمن .

الرمز الوطني ليس منصبا ولا وظيفة ولا وجاهة ولا مشيخة ولا هو تعالي على الناس ، انه لقبا ساميا يمنح للشخص الذي احدث تأثيرا ايجابيا كبيرا في حياة وسلوك الشعوب، وتمتد تأثير اعماله وافعاله الى خارج حدود الوطن والزمن.

هناك افعالا عظيمة ومعايير وشروط تحدد الرمز الوطني وليس جزافا ان نصف شخصا ما بانه رمزا وطنيا ، ومن الشروط الاساسية للأشارة للرمز بعد ان تجتمع الاسباب يجب ان يتوفر الاجماع الشعبي عليه .

ان السمو في الغاية هو السر في تكوين شخصية الرمز القائد الذي يشار اليه بالبنان ويتبعه الناس.

الرمز الوطني هو الشخص الذي يعمل من اجل الوطن والشعب ، مقدما الأيثار والتضحية بالنفس من أجل الوطن وحياة الناس ، يقودهم في طريق تنويري واضح لينهض بهم نحو التحرر و الخلاص من تحت اسواط العبودية والظلم والجهل والفقر، الى حياة الحرية والعدل والاستقامة والاعتدال، لينعموا بحياة الامن والامان المنشودان ، وتكون افكاره وافعاله متوافقة وقادره على خلق التغيير واحداث الفرق في حياة الناس، للنهوض بالوطن نحو تحقيق الثوابت الوطنية السيادية التي لا خلاف عليها ولا تنازل عنها ، و يكون صاحب خطاب فكري جامع لكل الاطياف ولا يقبل المساومة عليها ، يتمتع بصفات شخصية حميدة، فلا يمكن ان يكون فاسدا ونعتبره رمزا وطنيا مهما فعل ، لان التجارة في الوطن خطيئة لا تمحوها كل الاعمال فمن يتاجر بالوطن لا يمكن ان يكون رمزا وطنيا .

فعن اية رموز تتحدثون ايها الناس ؟ واين هي تلك الرموز الذين تمجدوهم ليل نهار؟ وكأنهم ليسوا هم من اوصلكم الى هذا الحال من الفقر والجهل باقل الاشياء وهي حقوقكم حتى يسهل علي زبانيتهم ان يسحلوكم ويجروكم الى غياهب العبودية المقنعة لتبقوا قابعين فيها لا تجيدون الا التصفيق كلما سمعتم طرقعتها .

كيف لمن كان بالأمس فاسدا ومن كان يقمع الشعب ومن كان مشبوها في ولائه للوطن سكيرا عربيدا لاهثا وراء المال والمناصب وحياة النساء والعهر خاضعا لأجندات خارجية يسوق عليكم البطولات الزائفة والقصص الاسطورية ؟

اسالكم ايها المدعين انكم وجهاء ...
اين هم الرموز الوطنية التي تدافعون عنها وتقفون ضد ابناء الشعب لأجلهم ...؟
هل الوزراء و النواب و الاعيان واصحاب راس المال رموزا وطنية ؟
اذن عن اية رموز تتحدثون هل انتم رموز ؟ اذا كنتم رموزا فكيف لا تقفون بوجه الفساد والفاسدين ماهي انجازاتكم وفي أي مجال ؟ اين هي الثورات التي صنعتوها ام ان هناك من صنعكم ووجهكم ؟

عليكم ان تعوا جيدا انه لا يمكن صناعة رمزا وطنيا مهما حاولت حكومات القمع والتنكيل فالرمز الوطني يولد قائدا و رمزا

دعوني اقول لكم ...وعليكم ان تعوا ما معنى الرمز الوطني...من هؤلاء
الشهيد وصفي التل رمزا للوطنية ، غاندي رمزا للتحرر والسلام ,, الام تيريزا رمزا للسلام وللإنسانية جيفارا رمزا للثورة ، هناك رموزا كثيرة صنعوا مجدا وتاريخا في مجالاتهم ولأوطانهم ، فماذا صنعتم انتم وصنع من تدعون انهم رموزا ؟

اعطوني اسما واحدا ممن تصفقون لهم لأخبر الناس عنه ليقولوا لكم ماذا فعل بكم وبوطنكم .

نعم نعم كانوا حفاة عراة ،لا يجدون الا الكراديش ليأكلوها ولا يجدون الا الحمير ليركبوها ولما استلموا مناصب نهبوا الوطن واصبحوا اصحاب ملايين فمن اين حصلوا عليها ؟ اجيبوا ايها الوجهاء ، اليسوا فاسدين فكيف اصبحوا رموزا؟ ام انهم القموكم بضعا من الدنانير المنهوبة من جيوبكم ! لتقفوا صف دفاع لهم ؟ ام انهم ارعبوكم وهددوكم بسحب الوجاهة التي منحوكم هم اياها لهذا الوقت ؟.

اذن اتقوا الله في الوطن واتقوا الله في انفسكم وفي الفقراء والناس التي اصبحت تستجدي الخبز والماء وتفتقد الهواء لتتنفس بسببكم ... ينتظرون رمزا وطنيا جامعا فهل ولد هذا الرمز ام ان احفادهم سينتظرون ؟

لنحيا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات