السلسلة الثانية من رواية رغبة الإنتقام الجزء 12


أخرج ممدوح من جيبه سكين قرن غزال و أمسك السلكين معا، قطعهما معا و راقب الساعة الرقمية امامه، توقف العد التنازلي عند الثلاثين ثانية، تنفس الصعداء بعد دقيقة مرت عليه و كأنها سنة كاملة من شدة الرعب الذي عصف بكيانه...فلولا مكالمة مليكه له لكان الآن في طريقه الى خارج البناية لتفادي الكارثة...و كان سكان البناية في عداد الموتى، فكيف له ان يعلم بمفرده كيف يوقف هذه القنبلة الكبيرة، و لكن يوسف؟ توقف كثيرا عند ما قالته له مليكه و هو يراقب من جديد شقة كارمن و زميلها، كانت الصدمة قاسية جدا عليه، إذ آخر ما توقعه هو أن تكون هذه الشخصية التي خدمت أمن بلاده كثيرا و الذي وضع ثقته بها لسنين طويلة و هو يخدم جهاز أمني عريق كالمخابرات في القاهرة فاسدة! لماذا؟! تبادر الى ذهنه سيل من الاسئلة و لكن لم تكن كفيلة لتوقف تركيزه عن شقة العصابة التي كانت امام ناظريه، فكانت ساكنة تماما، فَعَلِمَ بانهم قد غادروها اثناء محاولته لأيقاف القنبلة،

بحث بتمعن بالمنظار الذي كان يستخدمه لكشف المنطقة، فراقب بنظرات خاطفة الشارع الذي امام البناية ثم عاد و نظر الى الشقة من باب الحيطة و الحذر، لم يكن لهم اي اثر إطلاقا، شعر بخيبة أمل كبيرة و نظره ينتقل بصورة متكررة من الشارع الى البناية التي كانا يسكنان بها و حتى في البنايات المحيطة بهم...فبالرغم من خوفه بأنه قد فقد اثرهم الى الأبد إلا أن حدسه كان يخبره بأنهم مازالوا على مقربة منه، و فجأة رآهم يهمون بالخروج من بنايتهم و يتوجهون الى سياره صغيرة كانت متوقفة على مقربة من بوابتها و بيدهم ثلاثة حقائب سفر، تأخروا بعض الشيئ بالبناية فربما كانا ينتظرا المصعد؟ أو كانا يخفيان بعض الأدلة التي اخذاها من الشقة في مكان ما كي لا تجد ورائهم شيئ الأجهزة الأمنية إذا فتشت الشقة...ايٍ كانت الأسباب شعر بإرتياح كبير و هو يراقبهم بالمنظار من جديد، كان هنالك مع الرجل حقيبة كبيرة و آخرى صغيرة و حقيبة صغيرة بيد كارمن، صوب عليهم بندقية القناص التي كانت بالقرب منه و راقب حركتهم من خلال المنظار المُـثَـبًـتْ عليها و هُمْ في طريقهم الى السيارة، سار مع خطواتهم بضعة ثواني ثم اطلق رصاصة اصابت الرجل الذي معها في رأسه، صرخت كارمن من الخوف و زميلها يسقط على الارض جثة هامدة...راقبها و هي تركع عنده و تمسكه بين ذراعيها و تناديه و لكنه مكث على الارض من دون حراك...نهضت كارمن من على الأرض بعد برهة من الزمن تاركة وراءها زميلها وسط دماءه حينما تأكدت من وفاته، فتحت صندوق السيارة و وضعت الحقائب فيها، حاول ممدوح تصويب البندقية عليها و لكن سرعة حركتها جعلت اصابتها مستحيلة، خرج بعض سكان البنايات المحيطة بهم الى الشارع و الى شرفات شققهم و منازلهم على اثر صراخ كارمن الهيستيري، أغلقت كارمن الصندوق بسرعة و ركبت السيارة، فصوب البندقية على اطار من الإطارات و اصابه بدقة، لم تكترث كارمن الى هذا الأمر بل شغلت المحرك و حاولت قيادة السيارة بإرتباك و اطارها فارغ من الهواء، تحركت السيارة بصعوبة و سارت بالشارع و لكن ليصيب ممدوح الإطار الثاني، اختل توازن السيارة و هي تحاول الإسراع بها بعيدا عن مدى بندقية ممدوح و لكن لتصدم سيارتها سيارة متوقفة على طرف الشارع، نزلت كارمن من السيارة و حاولت الجري بسرعة في الشارع فعلم ممدوح بأنه إذا لم يصيبها ستهرب من جديد و لن يكون بمقدوره الإمساك بها أو ايجادها من جديد...فأطلق عليها طلقة اراد منها أن يعيق حركتها ريثما ينزل و يقبض عليها، فأصابها بساقها اليمنى، صرخت من شدة الألم و سقطت على الارض، فسالت الدماء على الشارع من جديد و توالت صرخاتها من قُوًةْ الإصابة، امسكت كارمن ساقها و نظرت صوب البناية التي اعتقدت أن الطلقات أتة منها، ابتسم ممدوح الى ما وصلت اليه الأمور و غادر الشقة بسرعة، أخيرا استطاع القبض عليها، أخيرا وقعت من ذاق المرار اشكال و أنواع و هو يراقبها و يجري ورائها للإمساك بها، أخيرا وقعت كارمن الإمرأة التي عاثت بالقاهرة فسادا و كانت المسؤلة عن أكبر قضايا التجسس و الفساد بتاريخ المخابرات العربية على الإطلاق...صعد بالمصعد و هو يفكر بكمية التهم التي سيوجهها اليها المدعي العام مع يوسف من تسهيل مهام الإرهابيين بالقاهرة الى تفجير المنشأت الحيوية و تسهيل دخول و هروب شخصيات إجرامية و سرقات للأثار و الضلوع بعمليات قتل شخصيات سياسية مصرية...و كله لحساب شركة السهم الذهبي المريبة...و أكبر هذه التهم ستكون التسبب بتهيئة ظروف من شأنها خلق توترات كبيرة بالعلاقات بين اسرائيل و مصر!

وصل الى بوابة البناية و هَمً صوب كارمن، قطع الشارع الى الجهة الآخرى حيث جلست على الارض محاطة بِسَيْل مِنْ دماءها ترتجف من الألم و الصدمة، أخرج من جيبه مسدس أوتوماتيكي و اصفاد حديد، وقف بجانبها و نظر اليها لبرهة من الزمن من دون ان يُكَلِمْهَا، فلهث لسانه من شدة جمالها، كانت فاتنة بكل معنى الكلمة...و لكن كارمن التي كانت جالسة امامه كانت مختلفة كليا عن التي رأها بالمنظار اثناء مراقبته لشقتها في السالف...فكانت مرهقة جدا و الإرتباك يملئ وجهها الشاب...

طلب الإسعاف العسكري لها من هاتفه النقال ثم قال لها "ستعيشين، فإصابتك سطحية، لا يَغُرُكِ الدماء التي تنزف منكِ..."

فأجابته ساخرة باللهجة المصرية و بالرغم من تعبها "ألعلك تُطَمْئِنني لأنك خائف عليْ، أم لكي لا أخاف، انت صاحب قلب رقيق فجرحتني بطلقتك و لم تقتلني...بالرغم من انك قتلت زميلي ، ألعل جمالي ردعك يا ممدوح...ألعلك من الصِنْف الذي يرخص للنساء...لو كنت قادر لقتلتني..."

صرخ بها "يا كلبة!!!" صفعها على وجهها بقوة فصرخت من الألم و بكت بكاءاً مريرا، أمسك وجهها بعد برهة من الزمن و اداره نحوه و أكمل صارخا "هنالك أمر لا تعلميه عني! انتم جرذان قذرة و لستم مهمين عندي إطلاقا، ثم لا أحب لأحد أن يكلمني بقلة تهذيب! حينما تكلمي اسيادك كلميهم بأدب!!! و لم اقتلك لأنني اردتك على قيد الحياة...فصدقا كنتِ انتِ و زميلك مثل الجرذان في مرمى بندقيتي...اردتك على قيد الحياة يا كارمن لكي أستجوبك فاريد اجوبة كثيرة منك عن القضايا و المهام التي نفذتيها لصالح السهم الذهبي و لبقية افراد العصابة..."

استعادت تماسكها قليلا ثم قالت "بهذه الطريقة لن أصمد كثيرا...لا تقلق..."

خلعت كارمن قميصها و الدموع من صفعة ممدوح تنهمر من عينيها و مزعته الى نصفين، ثم ربطت الجرح بمحاولة لتخفيف النزيف من ساقها، لهث لسان ممدوح بصورة عفوية بكلمة "يا الله" حينما رأها و هي مرتديه فقط حمالة الصدر...فسمعته و نظرت اليه، ابتسمت له قليلا، فكان النصف العلوي من جسدها شبه عاري، لم يعلم اذا فعلت كارمن هذا الأمر عن قصد ام هل كانت خائفة من النزيف، نظر من حوله فرأى الناس يراقبون المذبحة الذي أحدثها بإستغراب و هيبة، نظر اليها من جديد بتمعن فكانت آية من الجمال، تفحص بعينيه جسدها الشاب و أحس برغبة شديدة لمغازلتها...بتقبيل شفاهها التي كانت تغويه بلا رحمة الى فراشها...

أحست كارمن بالسرور حينما شعرت بإنجذاب ممدوح اليها، فقد كانت فكرة القميص في محلها، كانت تعلم بقرارة نفسها بأنها لن تعيش ليوم واحد بين ايدي رجال المخابرات المصرية، فبعد أول صفعتين او ثلاثة ستعترف لهم بكل شيئ منذ دخولها مصر الى آخر مهمة استلمتها من سارة كوهين، و الحقيقة المرة مرعبة بالنسبة اليها، فقد لا تعيش بعدها لترى النور، فحتى لو طلبت منهم الدولة الإسرائيلية عدم أذيتها قد لا يجدي هذا نفعا...فحينما تتأكد المخابرات المصرية مما اقترفته بربوع القاهرة و ضواحيها قد لا تسير أمورها بصورة قانونية...بل قد تنتقم منها المخابرات و قد تسلخ جلدها على نشاطها مع سارة كوهين...فكان نشاطها في ذروة الفوضى بالقاهرة و ساهم بزيادة المشاكل بصورة كبيرة قبل ثورة 30 ثونيو؟؟؟!!! قد تسلخ جلدها المخابرات المصرية علىى ما فعلته...لذلك كان ممدوح آخر ورقة رابحة بين يديها...يجب أن لا تفشل معه...

نظرت اليه و الدمع بعينيها و التمست بضعف " ارجوك أن لا تؤذيني، أتوسل اليك، انا جاريتك و سأفعل ما تريد...أؤمرني..."،

سأل و لكن بنبرة أرق من قبل "كيف جندتم يوسف الى صفكم..."

نظرت اليه رغم ألمها و قالت بنبرة دافئة "من يوسف، لا اعرف أحد بهذا الإسم، أخ قلبي...اشعر بألم في صدري...ربما الإصابة السبب" أمسكت يد ممدوح و وضعتها على صدرها...أحمرت وجنتي ممدوح ، تفحص بنظره صدرها الشاب البارز...و خصرها الجذاب الذي كان برقة عود الخيزران...عينيها العسلية برقت و كأن فيهما ألف نجمة وضاءة من الدموع...أحس ممدوح بما يفعله جمال و أنوثة كارمن به...فمنذ ان اقترب منها لم يستطع ان يزيل عينيه عنها...فجأة خلعت النعل من قدمها و رفعت تنورتها السوادء عن ساقها...فكشفت له جمال فخذها بالكامل...خلعت جوربها النايلون من ساقها السليمة امامه، ثم ربطته حول الجرح على ساقها المجروحة، توالت الرغبات الجنسية الجامحة في قلبه و شعر بأنها ستدفعه لفردها امامه على الشارع و مغازلتها،

سحرت كارمن بنجاح له، فأردته فريسة مسكينة بين براثن عهرها المتمرس كجاسوسة فدربتها سارة كوهين لسنين طويلة في جهاز المخابرات الإسرائيلية لإغراء الرجال فقط...لتوقعهم في فراشها و لتأخذ منهم ما تريد من معلومات، لتأسرهم حيثما تريد و كيفما تريد، لم يستطيع ممدوح مقاومتها إطلاقا فأمسك بها، فوقفت مطيعة، دخلا معا الى مدخل البناية ببطئ حيث كانت تعرج من اصابتها، صعدا الى شقتها و دخلا معا ثم اغلقت الباب عليهما،

قالت له مطيعة "انا تحت أمرك..."
صفعها على وجهها فانهارت باكية و صرخت قائلة "ارجوك لا تؤذيني! انا هنا لإمتعاك سيدي...ارجوك لا تسلمني الى الأمن المصري...ارجوك..."

لم يجبها فكان تركيزه الحالي على رغباته التي استطاعت كارمن اثارتها بنجاح في داخه...كل الساعات التي قضاها و هو يراقبها في المنزل بمنظاره و هي جالسة بقمصان نومها...و هي تبدل ملابسها في غرفة نومها...و هي تغازل زميلها في شقتها تراكمت في داخله لدرجات لا توصف، و مع ابتعاد زوجته عنه كان بلحظات ضعف كلي امتحنت صبره، فالذي فعلته كارمن كان بمثابة القشة التي كسرت ظهر الجمل حينما كشفت حسنها امامه منذ لحظات.

ابتدأ بتقبيل شفتيها بحرارة...فتجاوبت معه ببطئ في بادئ الأمر و لكن سرعان ما تعلمت ايقاع قبلاته المشتاقة فبادلته القُبَلْ بقوة...برغبة شديدة...توقف لبرهة من الزمن ليقول لها "منذ أكثر من اسبوعين و انا اراقبك من نافذة منزلي...كنت ارى جسدك بالكامل و انت تبدلين ثيابك في غرفتك...جمالك حلو يا كارمن، " وضعت اصبع يدها على فمه و قالت له "من دون كلام يا حبيبي..."

انحدر بِـقُـبَـلِـهِ نحو رقبتها فداعبها بوتيرة أسرع ليرتجف جسدها بين يديه...فشعر بأنها تستمتع بكل ما يفعله و ابتدات ببلوع نشوة جنسية معه اشعلت بركان من الرغبة بداخله لم يختبره إلا مع زوجته حياة...لفًت ذراعيها حول جسده و استسلمت للمساته على جسدها و حضنته بين ذراعيها و قالت "ارجوك لا تتوقف...ارجوك..."

فجأة ابتعدت عنه و سحبته بسكون الى غرفة نومها....سارت نحو طاولة بغرفتها و وضعت هاتفها الخلوي عليها، اشعلت تطبيق الكاميرا الخاصة عليه فاشتغل شريط تسجيل الفيديو عليها، ركًزَتْه بحيث كشف كامل سرير الغرفة، و لكي لا يتنبه ممدوح لأمرها خلعت ثيابها بالكامل و وضعتها على مقربة من الطاولة، عادت اليه و دفعته على السرير، فنام على ظهره، ركعت كارمن على السرير، كانت ساقيها تحيط بخصره فنهض فجأة لرؤيتها عارية و ابتدأ بتقبيل ثدييها...قبلهما برغبة متوحشة أدخلها بنوبة صراخ من شدة اللذة التي كانت تختبرها معه...و لكن فجأة لمح بطرف عينه الخلوي و هو ملقى على جانبه الأيمن، الوضع العادي أن تكون الأجهزة الخلوية ملقاة على ظهرها فلماذا جهاز كارمن على جنبه الإيمن...استمر ممدوح بمغازلة كارمن و لكنه ابتعد عنها فجأة و هو يلهث من اللحظات التي كان يختبرها، فجأة شعر وكأنه يخرج من بئر عميق جدا كاد ان يخنقه و يبتلعه بالكامل...نظر اليها و هو لا يصدق مالذي دفعته الرغبة لفعله معها...و مع ألد اعداء أمته...

سألته كارمن مستغربة "ماذا جرى لك يا حبيبي؟ لا تتوقف..."
اجابها "هذا حلم، اشعر بأنني استيقظ منه رويدا رويدا،...لماذا لسنا بالشارع اضع الإصفاد بيديك؟...ما الذي حل بي؟"

تغيرت معالمها الى جادة و سارت نحو ثيابها على الطاولة، ارتدت ببطئ تنورتها و على وجهها علامات الإنتصار، قالت له مع الأسف هذا ليس حلم يا عزيزي، كل غزلنا في السرير تم بثه الى حاسوب و قد تم تسجيله على ذاكرة في اسرائيل..."
اجاب بغضب عارم "سارة كوهين؟!"

سارت نحو دولاب ثيابها و ارتدت قميص جديد و أكملت حوارها "سأكون معك صريحة و واضحة، حتى كلماتنا حالياً يسجلها الحاسوب...إذا اتبعت اوامرنا لن نبث الشريط الذي بين ايدينا، و لكن إذا لم تكن مطيع لنا ستبث هذا الشريط على قناة خاصة على الإنترنت و على اليوتيوب...و ستكون فضيحة كبيرة لك و لأسرتك و نهاية خدمتك في جهاز أمن الدولة...يجب عليك الإختيار..."

ابتسم قليلا و قال "ستدفيعن ثمن ما فعلتيه معي..."
أكملت كارمن لبسها و سارت نحوه برشاقة كالغزال الشارد في الغابة بخطوات واثقة، وقفت امامه متحدية كلماته..."كيف؟ " إذا لم تدعني أخرج من هنا سيبث كل شيئ هلى الهواء و ستندم، "

"هنالك عامل مشترك بيننا يا كارمن، بما ان هذا الحديث يتم تسجيله سأكون صريح بما اقول ليصل الى عصابتك و الى شركة السهم الذهبي، انت متمرسة بالإيقاع بالرجال، انت مكنة جنسية مجردة من العواطف و الأحاسيس تنامين مع الرجال مثلما تتناولين وجبة الإفطار في كل صباح، عملك حَوًلك الى آلة جنسية و سأعترف لك...بأنك بارعة بما تقومين به..."

سار من السرير الى مرآة غرفتها و اكمل و هو يتفحص ثيابه "و لكنني ايضا متمرس بوظيفتي، فأنا مكنة قتل ببندقية القناص التي لدي، دربتني المخابرات المصرية على قتل اعداء امتنا بلا رحمة و لا شفقة...، انا رجل بمجتمعنا الشرقي الذي انتم اغراب عنه و الرجال في مجتمعنا لا يعيبهم اي شيئ...حتى المغامرات العاطفية صدقا...فعشقت كثيرا قبل زواجي و نمت مع نساء قبل ان اعرف حياة زوجتي...و انت تشبهين عاهرات كثيرة عرفتها في حياتي..."

فجاة تبدلت ملامح كارمن و ارتسم عليها خوف كبير...فأجابت ممدوح "دعني أذهب، فأنا معي حصانة سياسية من بلدي...اية محاولة لأذيتي ستدخلك بمسائلة قانوينة مع حكومتك...احذرك من عواقب أذيتي،"
"بصراحة ممدوح في الدولة المصرية توفي بحادث سير...فاريني كيف ستسائلون رجل متوفي..."
فجأة سارت بحذر نحو باب الغرفة و هي تتوسل "ممدوح ابتعد عني و دعني أذهب..."
أخرج مطوى قرن الغزال التي كانت بجيبه و هو يصرخ "انت شيطانه بثياب إنسي و ساريح مصر منكِ!!!"

رماها بقوة صوب عنقها فأخترقت منتصف عنقها، صرخت كارمن من الألم و امسكت السكين الذي انغرز في رقبتها، حاولت ازالته و لكنها لم تنجح، سارت بصورة عشوائية في الغرفة و دمائها تنزف على رقبتها على قمصيها و هي تصرخ من الألم ثم وقعت على الارض جثة هامدة...اقترب منها ممدوح و بصق عليها ثم اقترب من الهاتف الذي كان يسجل كل الحوار و نظر الى الكاميرة و قال "سارة كوهين، أنا آتٍ لإسرائيل لأقبض روحك...فلن تهربي مني حتى لو عدت الى رحم أمك..."، أغلق الكاميرا وضع الهاتف في جيبه و خرج من الشقة ليسمع صوت الإسعاف يقترب من المكان...نظر اليها و قال الحمدلله ان شرها انتهى من العالم...لعنة الله على امثالك...و اختفى بسرعة من المنطقة لكي لا يكتشف اثره احد...
********************************
وقف على مدخل كافيتريا كبيرة في مطار الملكة العلياء الدولي بالاردن، تردد في بادئ الامر الدخول اليها حيث تفاجئ بأنها تعج بالمسافرين، و لكن دخول يوسف اليها و ذوبانه بسرعة وسط الجالسين اجبره على التخلي عن هذا التردد بسرعة فخاف ان يفقد اثره. سار بين الطاولات متجها الى حيث ظن انه جلس، كان يسمع عدة لهجات من الطاولات من حوله و هو يقترب من طاولة غير مشغولة و لحسن حظه كانت قريبة من طاولة يوسف، فمن الواضح أنه كانت هنالك أكثر من رحلة ستقلع بتواقيت متقاربة حيث ضج المكان بالعائلات و الأطفال و امتلئت الأجواء من لهوهم المعهود، فكان بعضهم يجري حول الطاولات بسرعة يلعب "الًلقيطة" و كأنه في ملعب كرة قدم غير مكترث براحة باقي المسافرين، بينما جلس البعض الآخر مع ذويهم يأكل الشطائر و يشرب العصائر الحلوة، و رأى بعض من السياح الفرنسيون يجلسون على طاولة كبيرة يتكلمون مع بعض فميزهم من لهجتهم الأنيقة، كانوا بقمة سعادتهم فشعر بأنهم قد انهو للتو زياره سياحية ناجحة جدا للمملكة الأردنية، و لم يخلو الأمر من بضعة طاولات جلس عليها رجال للأعمال، فكانوا منهمكين بالعمل على حاسوبهم المحمول ريثما يعلن النداء رقم رحلتهم و بوابتهم لمغاردة المطار،

أخرج علبة دخان من جيبه و أشعل منها سيجارة، أخذ رشفة عميقة منها ثم نظر الى يوسف في الطاولة المجاورة له، كان منهمكا بقراءة رسالة لم يكن فحواها سارا إطلاقا، اقله تعابير وجهه كانت تدل على ذلك، حتى نظره المتكرر الى ساعة يده دلة على حالته المتوتره، تفحص وجهه و هندامه جيدا فكان يرتدي قميص أبيض و بنطال اسود و سترة خفيفة لونها أسود، فكان عليه حفظ إطلالته بإستمرار لكي لا يتوه عنه فلم يكن يعلم بالضبط متى ستسمح له الظروف بتنفيذ مهمته، فكان من صميم واجباته الدقة و تنفيذ الواجبات بأسرع وقت ممكن ثم العوده الى دياره في ميلانو ايطاليا سالما. فقد أتى من تلك الديار خصيصا لكي يلتقي بيوسف في مصر منذ ثلاثة ايام. استلم صورة شخصية له على البريد الإلكتروني الخاص و معه وظيفته و عنوان سكنه...و لكن حينما سأل عنه في البناية التي يسكن بها افاده البواب بأن يوسف سافر الى بلاد اوروبا...فأخبر من اتصل به بهذا الأمر و وجد بعد برهة من الزمن حجز له الى عمان عبر الملكية الأردنية، و افاده من اوكله بهذه المهمة تفاصيل رحلة يوسف من القاهرة الى عمان و من ثم الى باريس فرنسا و تفاصيل حجزه الفندقي في فندق سماء الاردن الدولي الذي كان بجانب المطار مباشرة، وصل بالأمس الى المطار و حجز في فندق سماء الاردن على الفور، و سأل عن غرفة يوسف و علم رقمها، و منذ تلك اللحظات و هو لا يغيب عن عينيه، فكان يتتبعه من دون ان يدري يوسف اينما ذهب بالفندق، فحتى حينما كان يصعد الى غرفته او يذهب الى مطعم الفندق للغذاء كان يتابعه بدقة كبيرة...الى حين يجد فرصة سانحة لإتمام المهمة التي أوكل بها...

فجأة رأى يوسف ينهض عن طاولته و يسير صوب دورات مياه الكافتيريا و معه حقيبة صغيرة كان يحملها بيده، لحق به و دخل دورة المياه بعده ببضعة ثواني، فجأة ارتفع بالمطار نداء رحلة يوسف الى باريس، وقف بجانبه حيث كان يتفحص هندامه بصورة دقيقة امام مرآة المغاسل، كان بمفرده مع يوسف فلم يسمع همسة في داخل دورات المياة بالرغم من الكافيتريا المليئة بالمسافرين، نظر من حوله جيدا فأخبره حدسه المهني بأن الوقت مناسب جدا لينهي ما قد قطع مسافات طويلة لأجله، فعاد الى الوراء بضعة خطوات و أخرج حبل رفيع من جيبه و امسكه بيديه و بسرعة البرق لفه حول عنق يوسف بقوة، انتفض يوسف كالشاة التي تذبح بين يدي الهِت مان فكان غير قادر على التنفس إطلاقا، حاول نزع الحبل من على عنقه و لكن قبضة الرجل عليه كانت قوية جدا، و مع مرور الثواني انغرز الحبل الرفيع في عنقه و ابتدأت الدماء تسيل من رقبته...قاوم يوسف لفترة بسيطة الهِت مان و لكن سرعان ما لبث من دون حراك و سقط على الارض جثة هامدة، ابتسم الرجل لصنيع يديه و سحبه الى كـبـيـنة من الكبائن داخل دورة المياه و اجسله على كرسي الحمام، تفقد من باب الفضول الرسائل على هاتفه ليرى ما كانت الرسالة التي ازعجته، فاكتشف بأنها كانت من مرؤسيه بالعمل بالمخابرات حيث أخبروه بأنه موقوف عن العمل و ممنوع من السفر الى حين إشعار آخر...ضحك و قال له "انت لم تسافر من مصر فحسب بل سافرت خارج عالمنا كليا...رحلة سعيدة يا يوسف"، صوره بواسطة هاتفه المحمول و هو جالس من دون روح بالكبينة ثم أغلق الباب عليه و خرج من دورات المياة و من الكافيتريا، توجه بسرعة الى المنطقة الحرة بالمطار فكانت مكان مناسب ليمضي بها بعض الوقت الى أن يحين موعد رحلته الى ايطاليا ، فكانت الرحلة على الواحدة ظهرا بعد ساعة واحدة فقط، ارسل رسالة نصية الى سارة شارون التى أوكلته بهذه المهمة قائلا فيها "هذه صورة الهدف...تمت المهمة بنجاح و انا عائد الى دياري..." فردت عليه قائلة "المبلغ اصبح في حسابك في ايطاليا."
****************************
وقف البروفيسور في مختبره في منطقة ايلات ينظر بخيبة أمل الى الإمرأة الراقدة من دون حراك في السرير، حاول علاجها بشتى الطرق الممكنة و لكن من دون فائدة، فتجربته كانت فاشلة بكل المقايس، فضول العلماء دفعه الى تجربة ظن نظريا انها ناجحة و لكن حينما طبقها بصورة عملية كانت عبارة عن كارثة كبرى، ذهب الى احد الأرفف في مختبره الصغير الذي بنته شركة السهم الذهبي تحت الارض بالقرب من ميناء ايلات لأغراض البحوث السرية، أخذ حقنة و اقترب من جديد الى المتوفية، فكانت أحدا السيدات اليهوديات التي تم ادخالها الى مستشفى في تل ابيب بعد حادث مرور كبير، و سرقها كعادته بالتعاون مع معارفه لتستقر بين براثنه الشريرة في مختبره في ايلات...سحب من ذراعها عينة دماء ليرى أمرا كان يتابعه في نشاط دماءها طوال مدة الإختبار، وضع العينة بين لوحي زجاج صغيرين تحت المجهر على مكتبه و جلس لينظر الى الفايروسات التي طورها في دماءها، فكانت من سلاسلة فايروسات الإنفلوانزا الفتاكة ، فحاول حقنها بها ليرى إن كان سيستطيع جسدها تطوير دفاعا ضدها، و لكن سرعان ما صرعها المرض بكل سهوله، نظر الى العينة من خلال المجهر لتصيبه صدمة كبيرة مما رأى...صرخ من شدة الصدمة فلم يكن للضحية اي نبض للقلب كما أن الرئة عندها كانت متوقفة عن العمل...

صرخ بأعلى صوته "دماءك على قيض الحياة...كيف..." نظر الى المضادات الحيوية في دماءها و هي تأكل الفايروسات بكل سهولة...فلم يصدق مما كان يري...، فجاة تهضت المرأة من سباتها و نظرت من حولها، كانت نبض مازال متوقف على الآلآت الطبية و التنفس و اشارت التنفس غير موجودة؟! ابتعد البروفيسور عن ضحيته و التصق بالحائط الذي وراءه، فلم يكن يعلم مَنْ الكائن الذي كان راقدا على سريره بالمخبتر...ابتدات تجربته بإمرأة إنسية و لكن التي نهضت من سباتها لم تكن بشرا إطلاقا...اقله هذا ما اثبته نشاط دماءها، فلم يكن يعلم ما هي بالضبط... يتبع...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات