عدت يا يوم مولدي


نبهني يوم مولدي والذي صادف أمس 5/3/2018 نبهني بأني أصبحت على أبواب العام الثامن والخمسين من العمر وهذا تنبيه واضح المعالم والدلائل بأن الأجل قريب – كيف لا وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك ).
إن تنبيه يوم الميلاد للفرد وخصوصا أصحاب الأعمار الطويلة مثلي ما هو إلا تنبيه بقرب الأجل وتنبيه قرب الأجل لا يكون بالهدايا ولا بالأغاني الصاخبة ولا بلبس الألوان من الملابس وتناول المأكولات والمشروبات بل بالتفكر مليا ما ستئول إليه حال الإنسان في قبره هل إلى جنة أم إلى نار .
أحزن على من يفرح بيوم مولده وقد بلغ من العمر عتيا وأتعجب مالذي يفرحه وأبوب الحياة تقفل في وجهه أولا بأول ورسولنا يقول ( ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس مرات )
احزن على المحتفل بيوم مولده وهو يتقبل التهاني والتبريكات والمسافة ما بينه وبين قبره مضى منها الكثير الكثير ولم يبقى إلا القليل القليل .
احزن على المحتفل بيوم مولده وهو يقف بين البوالين الملونة وألوان الزينة من المفرقات الصغيرة ضاحكا ما الذي يفرحه .
إن يوم ميلاد الإنسان ما هو إلا مناسبة يراجع الفرد فيها نفسه فيفرح إن عمل صالحا ويبكي إن لم يستغل ما مضى من عمره في طاعة الله –وهو محطة مراجعة واعتبار وتذكير بأن الدنيا وإن طالت فهي قصيرة والآخرة هي دار البقاء
قد تكون أعياد الميلاد للأطفال والشباب في بواكير العمر مفرحة لأصحابها ومناسبة يجتمع فيها الشباب وأن أعمارهم ما هي إلا في بدايتها ونضوج العقل عند البعض منهم قد يحتاج إلى مزيدا من العمر – أما أن يحتفل ابن الثمانية والخمسين (مثلي ) ويتقبل الهدايا والعطور فأنني أرى أن في ذلك مناسبة دخلت على مناسبات المجتمع الكثيرة والمرهقة للناس ماديا ومعنويا وتزيد من الإرهاق على أرباب العائلات .
أن مناسبة يوم الميلاد أرى أنها إن كانت ولا بد فيجب أن تقتصر على الصغار وبهدايا رمزيه غير مرهقة ولا تقف حاجزا أمام الناس ليتزاوروا في ما بينهم .
كثرت احتفالات أعياد الميلاد في وقتنا الحاضر وأصبحت إحدى وسائل جمع الهدايا المادية والمعنوية فتسبب الضيق والضنك والإحراج على بعض أرباب العائلات .
يجب أن نعيد حساباتنا في مناسباتنا والتي أصبحت كثيرة لا يستطيع رب العائلة القيام بتكاليفها
أمس كان يوم مولدي وقد وصلني كثيرا من بطاقات التهنئة التي لم استطع إلا الرد الطيب على أصحابها مع عدم قناعتي بهذه المناسبة احتراما وتقديرا لهم .
ومما زاد في فتور مناسباتنا ما تأن فيه مجتمعاتنا المحيطة بنا من ويلات القتل والدمار الأمر الذي سبب فتورا في جميع مناسبات أهلنا وأحبتنا .أتمنى لجميع الأحبة العمر المديد في طاعة الله ورسوله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات