"أم رامز" في مواجهة "الباص الصريع"


هل تحتاج زيارة «تفقدية» عادية لمشروع له علاقة ببلدية العاصمة الأردنية عمان لكل هذه الكاميرات والصور؟!
عمدة العاصمة يوسف شواربه – أطال الله في عمره مع كل المسؤولين- التقطت له مئات الصور وهو «يتفقد» مشروع الباص الصريع – عفوا «السريع».
تخيلت للحظة وكأن هيفاء وهبي تزور الصرعة الأردنية المثيرة للجدل ضمن سلسلة «ويزو» مع كاميرا «أم بي سي».
سؤال قديم: طبيعي جدا أن يتفقد المسؤول مشروعات مؤسسته… لماذا توجد الكاميرات أصلا؟!
يبتسم الرفاق في بلدية العاصمة للكاميرا ويظهر الخبر على شريط تلفزيون الحكومة.
حصل ذلك من دون ابتسامة بيروقراطية من أي نوع رافقت كاميرا المذيعة التلفزيونية المبدعة إيمان العكور وهي تلتقط «أبشع» ما يقترفه رجال عمدة المدينة، حيث مفتشون يتبعون جهاز البلدية يهاجمون بقسوة عربة بيع طعام مخصصة للإفطار تملكها سـيدة مـكافحة إسـمها «أم رامـز».
انقض رجال العمدة بلا رحمة أو خجل على السيدة المسكينة وصادروا عربتها على أساس أنها «تشوه وجه عمان الجميل والسياحي» فيما لا تخبرنا البلدية شيئا عن «التشويه الأخطر»، حيث عدد موظفين هائل في بلدية يفوق عدد المقاعد والمكاتب فيها وفقا لاعتراف مباشر أمامي من مدير سابق للأمانة.
سمعت صوت الزميلة العكور على كاميرتها الشخصية وهي تلتقط الصور للبيض وحبات الطماطم المسحوقة بالأقدام ثم تقول بانفعال: لن أسكت… سأرسل هذا الفيديو لجميع المسؤولين.
باختصار ومن دون فلسفة كان الأجدى التركيز على صورة طعام الفقراء الذي داسته الأقدام أكثر من صورة العمدة وفريقه وهم «يتفقدون» مشروعا نتحدث عنه من أيام «النكبة».

ضد الديكتاتورية وإسرائيل

كأن الزملاء في مطبخ أخبار محطة «المنار» جاهزون تماما للحدث ويملكون قدرة على التكهن.. صورة الوزير الأمريكي ريكس تيلرسون وهو يجلس وحيدا بانتظار نظيره اللبناني أمام العدسة خلفية مناسبة لكل الأخبار من «الميادين» إلى «المنار» إلى القناة الثانية في التلفـزيون السـوري.
صاح أحدهم على شاشة «المنار»: هذه مدرسة التيار الوطني الحر… تعلموا يا عرب من لبنان.. تذكرت عضو مجلس الأعيان الأردني صخر دودين وهو يقول لنبيه بري في طهران: طبعا نحن مع المقاومة وحزب الله لكن أخبرني كم سنة رجع لبنان للوراء وكم تكلف؟!
رفض تيلرسون تفويت الفرصة للرد.. أول جملة له في لبنان كانت.. «حزب الله الإرهابي».. طبعا لدينا عشرات الأسئلة حول مشاركة الحزب في حفلة قتل وتدمير الشعب السوري، لكن نقف في الخندق المعاكس لتيلرسون وتوصيفاته خصوصا وأن إسرائيل التي يجعمها ويتنافس مع غيره في واشنطن لخدمتها هي «أم الإرهاب» الكوني.
يحاول كثيرون التشكيك بموقف من يلاحظ على النظام السوري ويمجد المقاومة وبندقيتها فقط عندما تتوجه للعدو.
سألنا رفيقا من إياهم جماعة «بشار الأسد .. قائد الأمة».. دخيلك هل أستطيع كعربي أن أكون ضد الديكتاتور وإسرائيل في الوقت نفسه؟ محطة «الميادين» تجيب على هذا السؤال يوميا وهي تعلن بأن الطريقة الوحيدة لخصومة إسرائيل تتمثل في التصفيق لطائرات فلاديمير بوتين وبشار الأسد وهي تقصف أحشاء الأطفال في إدلب.
غير مهم.. قالها بعض الثوار سابقا .. «طريق تحرير القدس يبدأ من عمان» وكانت النتيجة حرب أهلية بغيضة هي الوحيدة التي تشوه وجه عروس الضفتين.
ويقول الرفاق في ما تبقى من حزب البعث السوري – بالمناسبة آخر مرة سمعنا فيها اسم هذا الحزب على تلفزيون الشعب السوري قبل عامين وعندما مات أحد أعضاء قيادته القطرية .. المهم يقول الرفاق ومعهم العقائديون في حزب الله وبتوع اسياخ الشاورما البشرية في الحشد الطائفي إن التصدي للعدو الإسرائيلي لا بد أن يعبر على أشلاء الأمهات في درعا والعذراوات في دير الزور وبقايا الأرامل في حلب وحماة.
بعيدا عن هذا التشكيك المضجر نقبل خوذة مقاتل حزب الله وجبين أي مقاتل في الجيش السوري عندما يطلقان ضد العدو فقط لكن نزدري الخوذة والجبين ومعا أيضا عندما يطلقان ضد الشعب السوري الأعزل بـذريعة إرهـاب يتقمـص أهل السـنة ويـرتع بدوره في الأجـندة الإسـرائيلية.
للتذكير هذه الخصومات لا تشمل إيران وجنودها إلا بعد التطهر التام من كل مواسم «العهر الطائفي» واتخاذها موقفا أخلاقيا من الذين يحملون وكالتها وتمولهم ويوقعون المواطنين العراقيين على وثائق بثت صورا منها قناة «البغدادية» تضمن خيارين: الموت او التصويت لصالح مرشحي قوات بدر.

أين أوراق الملك النقاشية؟

مجرد ملحوظة هامشية: شاهدنا باهتمام المقابلة الوحيدة لدولة لرئيس وزراء الأردن على شاشة تلفزيون الدولة بعدما رفع كل الأسعار ودفعة واحدة.. بعيدا عن مضامين إتهامه لكل من قبله لاحظنا أنه لم يقرأ ولو «نصا يتيما واحدا» من توصيات ونصوص وثائق الأوراق الملكية النقاشية .. ولا حتى فقرة واحدة.
هذا باختصار دليل إضافي على أن الشعب فقط يحفظ هذه النصوص ويقبلها ويذكر صاحب القرار بها كما حصل في مشكلة المستشار الملكي وسائق الحافلة.
صدق من قال للملك عبدالله الثاني مباشرة يوما: سيدي.. أرجوك الوزراء والمسؤولون والضباط ومن يعملون في كل المؤسسات الرسمية لم يقرأوا نصوص ووثائق أوراقكم الملكية بعد.
لو قرأ هؤلاء النصوص إياها لما شاهدنا أحدهم يعتدي على سائق حافلة في الشارع العام ويحاول توريطه ولما سمعنا آخر يتحدث على الهواء مباشرة عن «الراعي الذي يعزف الموسيقى للأغنام».. وثالث يقترح حمل السوريين بشاحنات ورميهم.
الشعب في الأردن أثبت بالبرهان أنه مع القيادة ونصوصها المرجعية.. أما بالنسبة للحكومة والشباب «اللي فوق» فالرصد ليس وظيفتنا ولو كنت صاحب قرار لما وظفت أحدا في وظيفة عليا إلا بعد «تسميع» تلك النصوص المرجعية التي يعلن الشارع الأردني قبولها والتسحيج لها وأنا هنا بين المسحجين للأوراق لم إلتزم التنفيذيون بها.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات