في رحيل العلَّامة الشيخ إبراهيم العلامات



أكرم جروان

حقاً، قد ترجل فارس ورحل، تاركاً بصمات وطنية عظيمة في جيل المستقبل، في عباد الله الصالحين، في كل أرجاء الوطن، الأردن الغالي ، لم يترك منطقة في ربوع الوطن، إلا وكانت له بصمة عظيمة فيها!!!.

عاش فقيراً، زاهداً !!!، ومات عظيماً، شامخاً، فقيراً ومديوناً، ولكنه كان عظيماً بعطائه، بخُلْقِه، بإنسانيته، بعلمه، بكرامته، فقد كان خُلْقَه القرآن، في جميع مناحي حياته، في تعامله مع أهل بيته، أبنائه وأهله، جيرانه وأقربائه، ضيوفه وطلّابه، مع الغريب والقريب، حتى برفقه مع الحيوان!!!، كاد بتعامله أن يصل درجة الكمال، والكمال لله جلَّ في عُلاه.

عاش حياته من أجل القرآن الكريم، فقد كان حافظاً للقرآن، عَلَّمه ودرَّسه، للصغير والكبير ، للرجال والنساء، للصبي والصبية، للمتعلم والأُمِيّ !!!، فقد علَّمَ الأُميين القراءة، للقرآن، بتجويد وإتقان !!!، فأيُّ شموخ هذا ؟!!!
وأيُّ إنتماء وعطاء هذا ؟!!
مَنْ ذَا الذي سيسُد فراغه ؟!!
ويحل مكانه ؟!!!
ويؤدي رسالته ؟!!!

من رحم منطقة الجيزة أُنجِبَ فقيد الوطن العلَّامة الشيخ إبراهيم العلامات- أبو عمر- ثم رحل مع أهله إلى خريبة السوق في منطقة عمان الشرقية، حيث نشأ وترعرع في هذه المنطقة، بعد أن جاء أهله من النقب إلى الجيزة، وعمل والده محمد سليم العلامات في جهاز الأمن العام الأردني منذ تأسيسه، وكان مسؤول العهدة، فوالده رحمة الله عليه كان ذو عطاء من قبله، والشيخ الجليل أبو عمر أخذ هذا الإرث العظيم من والده أسكنه الله فسيح جنانه، فكان ذو عطاء شامخ، بإباء ورِفعة، بعِزَّة وكرامة، بهمة عالية ونشاط منقطع النظير.

قد رحل العلَّامة الشيخ الجليل إبراهيم العلامات إلى رحمة الله، وهو بكامل علاماته في الحياة الدنيا، عبد ربَّه حق عبادته، حفظ كتابه الكريم في قلبه، وعلَّمه ودرَّسه لأكثر من عشرين ألفاً من الوطن العزيز، ترك خلفه إرث عظيم، من حفظة القرآن الكريم، وترك أفواه الأيتام والمساكين، والضعفاء والمحتاجين، والأرامل وكبار السن، تنتظر ما كان يجود عليهم به، وقد عاهدوه تلاميذه، أن يواصلوا دربه وعطائه، لإيصال حاجة هذه الفئات من المساعدة.

في كافَّة أرجاء الوطن، أوجد مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم في كل منطقة، بصمة عطاء وشموخ، يدعو كل واحد منهم للشيخ الجليل بالرحمة والغفران، ترك مركزاً صحياً - مستشفى مُصَغَّر - عمل على تأسيسه ببصمة عطاء وشموخ، في منطقة خريبة السوق لمعالجة الأيتام والفقراء والمساكين !!!، وبأجور رمزية للآخرين !!، وترك ... وترك...
يعجز القلم والكلمات عن وصفه !!!، فحقاً كان فقيد الأمة، وفقيد الوطن.
فإلى جنات الخُلد يا أبا عمر، عشت عظيماً بعطائك، ومتَّ عظيماً بعملك الصالح، ورسالتك التي أدَّيتها، فكنت من أهل القرآن ، ومتَّ من أهل القرآن، رحمك الله من واسع رحمته، وأدخلك فسيح جنانه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات