السطو على بنك الاتحاد .. لنضع النقاط على الحروف


لا يمكن قبول تبرير جريمة السطو على بنك الاتحاد بالبطالة والفقر. الفقر والبطالة قد يكون سبب لكنه من الأسباب الثانوية لارتكاب الجرائم . الحقيقة التي يجري تجنب الخوض فيها هي حالة الانفلات الأمني والضعف العام الذي أصاب جهاز الأمن العام في الفترة الأخيرة والخلل الكبير في ترتيب الأولويات الشرطية نتيجة تشتيت الإمكانيات المادية والبشرية في شؤون ثانوية لا صلة لها بمنع وملاحقة الجريمة.

حصة الأسد يستولى عليها السير والترخيص والأجانب وشرطة البيئة والشرطة المجتمعية والإعلام ومديريات الإسناد كشؤون الإفراد ولصيانة والأبنية وغيرها الكثير ...حصة مكافحة الجريمة لا تتعدى 5% والأجهزة المعنية بالجرائم قليلة وهزيلة كمكافحة المخدرات والنجدة والدوريات وقد جرى إضعافها مؤخرا إلى الحدود الدنيا . هذا هو السبب ولا شيء غيرة ....البطالة والفقر موجود في كل مجتمعات الأرض ومع ذلك لا زالت الجريمة في حدودها الطبيعية . السؤال اللحوح . متى كان المجتمع الأردني غنيا ويخلو من البطالة والفقر ؟ الفقر والبطالة حالة أردنية مزمنة ولم تكن يوما مبررا او دافعا للجريمة والانحراف ....عليهم فحص جهاز الأمن العام ومعاينة حالته من جديد ...سيجدون هنالك الداء وعندئذ يسهل وصف الدواء .علينا ان نسمى الأمور بمسمياتها ونضع النقاط على الحروف ونكون أكثر جرأة في الاعتراف بالحقيقة ...إنكار الاعتراف بتفشي الجريمة أصبح عرف معيب يجب التخلص منه.

الوضع أصبح خطير ولا بد من حل عاجل . الجريمة تلطخ سمعة المملكة وعامل طارد للاستقرار والاستثمار وستضرب الاقتصاد الوطني، وإذا سارت الأمور على ما هي عليه سنفقد عما قريب نعمة الأمن التي نتغنى ونتباهى بها.

وها قد وقعت الفأس بالرأس وتخطت الجريمة الخطوط الحمراء ، لقد امتلأت عناوين الأخبار اليومية بأخبار الجريمة . وبكل صراحة لم نعد نشعر بالأمان . بالأمس القريب اعتدوا بالضرب على مستثمر كبير وقبلها ضبط مصنع لإنتاج المخدرات وكان آخرها عملية السطو المسلح على بنك الاتحاد.

لا يهمنا سرعة القبض على الجناة . ما يهمنا منع الجريمة قبل وقوعها . الحقيقة ان مظاهر تحصين المجتمع والإجراءات الاحترازية والتدابير الإدارية المانعة للجريمة شبة معدومة . لقد تلاشت المظاهر الأمنية واختفت الدوريات الآلية والراجلة الطاردة للمجرمين وأزيلت الأكشاك الأمنية التي كانت رافدا رئيسا ومهما للطمأنينة والاستقرار.

طريقة إدارة الأمن العام لم تحقق أية مكاسب أمنية كما يروي المتابعون والمهتمون والأحوال الجنائية من سيْ إلى أسوأ. ومن العار ان نبقى هكذا .الأردن وطن الأمن الأمان فلنحافظ على هذه النعمة ونحميها من الزوال.



تعليقات القراء

السوسنةالسوداء
كاتب المقال مابايدك برأيك
الجريمة والسرقة زادت عنا ...بسبب زيادة الفقر والبطالة
23-01-2018 04:44 PM
السوسنةالسوداء
يعني هلا لو الانسان مكتفي ذاتيا عنده بيت اكل شرب اولاده بالمدارس وعايش سعيد ليش يسرق
23-01-2018 05:01 PM
عاطل
هما البطالة والفقر.
23-01-2018 09:01 PM
حسن العتوم
صح اممممم........من وين دراستك انه الفقر والبطاله و الجوع و الواسطه و المحسوبيه انه من الاسباب الثانويه ......اتقي الله بما تقول ...
24-01-2018 05:58 AM
حسن العتوم
مقال مش منطقي و غير حقيقي ......والامن العام مش مقصر .....و نعمه الامن والامان موجوده الحمد لله ......ولكن الفقر و البطاله يولد افكار جهنمية .
24-01-2018 06:13 AM
احمد النجار
اشهد انك تقول الحق وإذا بقيت الأمور هكذا لن يجرئ الواحد فينا على فتح دكان كيف المستثمر وبكره بطلعوا الشباب بقولوا بدنا عفوا عام نسأل الله أن يحفظ بلدنا من كل شر
24-01-2018 02:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات