الاردن ماذا بعد مئة عاما من الاعتدال؟


جلالة الملك : الاردن ماذا بعد مئة عاما من الاعتدال؟
قارب العيد المئة لوجود الاردن الحديث كوطن ذو هوية مستقله في محيطه العربي الاسلامي وهو ما اسميه الاردن الحديث بهذا الشكل وهذه الحدود الجغرافية اما الاردن أرضا وتاريخا وشعبا فهو ضارب في عمق التاريخ وجدت اثار الانسان فيه واستمر من العصر الحجري الاول مرورا بجميع العصور الى بدايات القرن العشرين حيث بدأت تتشكل نواة الدولة الاردنية الحديثة.
منذ قيام إمارة شرق الاردن بقيادة الامير عبدالله بن الحسين كانت السياسة الخارجية للبلاد يقودها الملوك مدعومين بثقة الشعب الاردني الذي بايعهم بعقد اجتماعي وكانت السياسة الخارجية للأردن تتسم بالاعتدال والحرص الشديد على عدم اغضاب الدول العربية المجاورة ودوّل الإقليم ومن ثم العالم اجمع ومن المعروف في عالم العلاقات الدولية ان هذا الأسلوب يكلف الكثير من كافه النواحي والحرص على استمراره ليس بالسهل على القيادة التي تدير السياسة الخارجية وعلى البلاد ايضا التي تتحمل الكثير من الاعباء.
كان الهاشميون ملوكا على الحجاز وتخلوا باعتدالهم المعروف ومن ثم كانوا ملوكا على سوريا والعراق وتركوا ملكهم حقنا للدماء ومن بعد ذلك دافع الاردن بكل قوته عن فلسطين الحبيبة واحتفظ بالضفه الغربية واتحدت مع الاردن وتم فك الارتباط بناء على طلب الإخوة العرب والفلسطينيون أنفسهم في حين استشهد ملك البلاد في القدس الشريف استمرت سياسة الاعتدال والمجاملة في عهد الملك الحسين رحمه الله وفِي عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
أحب العالم الهاشميين وسياستهم المعتدله وأصبحوا من اهم القادة على مستوى العالم ولكن وبكل صراحة لم يكن مردود هذا الاعتدال المستمر على المملكة مساويا او حتى مقبولا في حدوده الدنيا.
بدأت أوراقنا الرابحه تتناقص دون مقابل أقمنا السلام مع اسرائيل ولم ينعكس بشكل ملموس في حياتنا السياسية والاقتصادية حتى الوصاية على المقدسات لم تحترم لا من اسرائيل ولا من راعيها وحاميها ترامب ونشرنا رساله عمان وأقمنا حوار الأديان ووصلنا الى ثاني اكثر دوله على مستوى العالم في عدد المشاركين في مهمات حفظ السلام وتحدث جلالة الملك في كافه المحافل الدولية ويقضي جل وقته خارج البلاد من اجل ذلك ووقفت له مجالس النواب والهيئات الدولية احتراما خاطبهم بلغتهم واعطى صورة العرب المعتدله وصورة الاسلام السمحة ولكن؟؟؟؟؟
لم نرٓ الا تضييقا من الشقيق والصديق فما بقي صورة من صور الاعتدال لم نقدمها أما آن الاوآن للبحث عن مصالحنا للحفاظ على بلادنا وقيادتنا وتغيير تحالفاتنا والبحث عن البدائل والمطالبه بحقوقنا المسلوبة هنا وهناك، قد سمعنا اخوة لنا قالوا اثناء المحن التي اصابتهم قد نتحالف مع الشيطان من اجل بلادنا أمّا نحن فلا نقول ذلك ابدا بل نبحث عن مصالحنا مع اشقاء اخرين واصدقاء اخرين ويجب ان يعرف العالم اجمع ان لهذا الاعتدال ثمنا يجب ان يكون. والله من وراء القصد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات