المشهد السياسي اليمني


لقد عاشت اليمن بعد ثورات الربيع العربي حالة من البؤس والفوضى وتداخلت الادوار والتحالفات بسبب الأصابع الاجنبية والاقليمية والانتهازية المحلية اليمنية السياسية التي تغيرت ولاءاتها وتحالفاتها تبعا لذلك. فالبدايات كانت التحالف ضد ثورة الربيع العربي في اليمن واجهاض الثورة اليمنية وهنا تم الالتفاف عليها بتسوية مع علي عبدالله صالح حيث كان مجبرا عليها محليا وقبل بالتنحية و تنصيب نائبه هادي وبعدتنحية مرسي بات من الضرورة محاربة الإخوان اينما تواجدوا على امتداد الساحة العربية ولأن حزب الإصلاح اليمني كان جزءا من الثورة فلا بد من محاربته من داخل اليمن ومن خلال الحوثيين المشاركين في الثورة لذلك عند تحرك هؤلاء كان النظام في اليمن وخاصة هادي متواطئا معهم وبتوجيهات من الدول المناهضة لثورات الربيع العربي وانتهز علي صالح الذي لم يكن مقتنعا باتفاق خروجه من السلطة وتنصيب نائبه إنتهز الفرصة وتحالف مع الحوثيين وهنا تحالف الجميع داخليا وخارجيا لتوريط حزب الاصلاح للتصدي لاندفاع الحوثيين السريع نحو العاصمة صنعاء لكنهم فشلوا بسبب نأي الاصلاح بنفسه عن هذه اللعبة القذرة وهنا انقلب السحر على الساحر حيث تمكن الحوثي بتحالفه مع صالح ودعم ايران المستمر من السيطرة على العاصمة صنعاء وجزء كبير من اليمن.

هنا كان لا بد للسعودية من التحرك من ناحية استراتيجية بسبب التدخل الايراني وانطلقت عاصفة الحزم وما يسمى بالتحالف العربي وضاعت اليمن بين الحوثي وصالح من جانب وبين ما يسمى بالشرعية المنفية في عدن وبين السعودية والامارات من جانب آخر. لقداستمرت الحرب والتقاتل بين ابناء اليمن لحسابات خاصة وحسابات خارجية وبدأ أنها تأكل الأخضر واليابس وارهقت دول التحالف وخاصة السعودية والامارات.

لقد بدأ الخلاف بين الشركاء خاصة الحوثي وصالح وبدأ صالح يفقد الكثير من مكانته ونفوذه وبات وضعه العسكري والمالي بالانحدار وهنا كانت المصالح هي العنوان لكل الأطراف فانتهز صالح الوضع بالاتفاق مع اطراف اقليمية للانقلاب على الحوثي لتعزيز مكانته ونفوذه وأعلن انفصاله عنهم وتهديدهم مما عجل باغتياله من الحوثيين واعلان الحوثيين أنهم أفشلوا مؤامرة ضد اليمن بهندسة إماراتية. هذا هو الوضع الآن.

التعليق على مجريات الأمور والاحتمالات: أولا لنبدأ بالسؤال هل الاغتيال في مكانه ومن مصلحة اليمن نقول نعم وبالتأكيد فمن ناحية ستتوحد كل القوى والأطراف ضد الحوثي (الشرعية والمؤتمر الشعبي والتحالف والقبائل ومعظم القوى الأخرى) مما يمهد الى بداية حل الأزمة اليمنية ما لم يحدث تدخلات خارجية لها مصالح خاصة في استمرار النزاع في اليمن، ومن ناحية أخرى فإن مقتله كان مناسبا للتخلص من إعادته للحكم وإعادة الاستبداد مرة اخرى وهيمنة الفساد والثورة المضادة على الوضع في اليمن ويمكن أن تؤدي الى إنقسام في البلاد. إن الاغتيال لم يكن في مصلحة الحوثي وقد يدل على الغباء ولكنهم مكروا ومكرهم سيذهب بريحهم وكان الأجدر بهم أن يعقدوا صفقة مع صالح لكن يبدوا أن اليمن كوطن هو الرابح من عملية الإغتيال ومما جرى مؤخرا. نتمنى الخير لليمن وان يعي اليمنيون دورهم الوطني ويقولوا كل المؤامرات التي تحاك ضدهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات