دول العالم تنتصر للقدس الشريف


الكاتب عوض الصقر
نتيجة التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم الخميس، على رفض قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب باعتبار مدينة القدس عاصمة لاسرائيل يؤكد نجاح الدبلوماسية الاردنية والجهود التي بذلها جلالة الملك خلال الايام الماضية حيث ان الاردن هو صاحب الولاية الشرعية على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية باعتراف دولي ومباركة السلطة الوطنية الفلسطينية.

فقد صوتت 128 دولة على رفض قرار ترمب المشؤوم فيما امتنعت عن التصويت 35 دولة وأما الدول التي أيدت قرار ترمب فكانت سبع دول وكلها دول مغمورة لا يكاد يسمع بها أحد وهي : توغو وهندوراس وغواتيمالا وجزر المارشال وميكرونيزيا وناورو وبالاو بالاضافة الى إسرائيل والولايات المتحدة وواضح جدا انها جميعها في ذيل القافلة. حتى الدول التي امتنعت عن التصويت أكدت تضامنها مع القرار الذي تبنته الجمعية العامة ولكنها لا تريد الاصطدام مع الولايات المتحدة وفقا للتسريبات الاعلامية بعد التصويت.

إن نتيجة التصويت تشكل رسالة واضحة لترمب لسحب قراره المتضمن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو يجسد قناعة المجتمع الدولي وتأكيده بأن هذا القرار جاء ليخدم الحكومة الاسرائيلية وانه سيؤدي الى تشجيع دوامة التطرف والارهاب والعنف في المنطقة.. فالقدس هي مفتاح السلام والحرب في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

ومع أن القرار غير ملزم إلا أن له رمزية ودلالة هامة وهي أنه مرغ أنف ترمب بالتراب وذلك بالرغم من التهديد الذي لوحت به مندوبته في الامم المتحدة نيكي هايلي بوقف المساعدات والدعم المالي عن الدول التي تعارض قرار ترمب بنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس.

وبكل تأكيد فإن قرار الجمعية العامة جاء ليشكك في مصداقية الولايات المتحدة ونزاهتها كما أنه نسف المزاعم الاميركية بأنها وسيط محايد بل انه يجسد انحيازها العلني والمطلق لاسرائيل.

لقد أضاعت الولايات المتحدة فرصة ذهبية للعدول عن قرار ترمب لكي تلتحق بالمجتمع الدولي وتنهي عزلتها وتحافظ على مصداقيتها خاصة بعد أن تخلى عنها حلفاؤها التقليديون في جميع الدول الاوروبية. وأعتقد ان دولا اخرى ستبرز لتحل محل الولايات المتحدة كدول راعية للسلم والاستقرار العالمي وخاصة الصين او المانيا او روسيا.

قرار الجمعية العامة يشكل رسالة واضحة للدول العربية والاسلامية والاوروبية وعدم الانحياز وأصحاب الضمائر الحية على مستوى العالم وهي ماذا أنتم فاعلون الان تجاه الغطرسة الاسرائيلية والفظاعات التي تركتبها ضد الفلسطينيين الابرياء.

ليكن معلوما لترمب ان التلويح بقطع المساعدات والمعونات لن يثنيا عن موقفنا الراسخ تجاه القدس الشريف التي هي بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت فهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبوصلتنا نحن وجميع احرار العالم متجهة نحوها على الدوام.

عاشت فلسطين حرة عربية اسلامية وبكل تأكيد فإنها ستعود الى أصحابها الشرعيين طال الزمان أو قصر بمشيئة الله وعونه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات