الحكومة معها كل الحق


قبل ايام قلائل توقفت لاشتري خبزا من احد المخابز المحترمة ولفت انتباهي وجود شباب على الدوار القريب لذلك المخبز يجلسون على احد ارصفة المحلات وكلهم يدخنون السجائر الفاخرة ويحملون موبايلات لا اعرف الا انها بحجم ضعف حجم اليد واجزم انهم عاطلون عن العمل او متسربون من المدارس ، ووفقا لهذه الملاحظة فانني اطرح التساؤل التالي:

لماذا تلومون الحكومة على رفع اسعار الخبز والكهرباء وانتم من يعطون ابنائكم النقود لشراء مايضرهم وتقتلونهم بايديكم؟، ولمذا تلومون الجكومة على رفع ضرائب المبيعات وهي تراكم تقسمون دخلكم بينكم وبين اولادكم ليشتري هاتفا نقالا غلا ثمنه وساء استخدامه وبانت تفاهة هدفه؟.

قبل ان تلوموا الحكومة وتوجهوا لها النقد والسب والشتيمة والاتهامات لوموا انفسكم وراجعوا سلوكاتكم الزائفة التي لاتنبيء الا عن فشخرة كاذبة وتقليد اعمى وازدواجية في النفسية والسلوك واضطراب في القيم والمعايير، فماهي المصلجة التي يقضيها شاب بمرحلة المدرسة من اعطاءه هاتفا نقالا وماهي القضايا التي سيحلها عبر الهاتف الذي يكلف اكثر من مصروف الخبز والكهرباء؟.

لست مؤيدا لقرارات الحكومة تحت اي مسمى او ذريعة وقد اكون اول المتأثرين بقراراتها الجائرة ولكن قبل ان تحكم على غيرك احكم على نفسك، فالمسألة ليست بالخبز والكهرباء وانما في اسلوب مثير للقرف احيانا من تصرفات وسلوكات البعض، فطبيعة الاستهلاك هي من فرضت عليكم ثمنا لها، والرفاهية في الحياة والمأكل والملبس والمشرب وسير الحياة له ثمن لابد من ان يدفعة المواطن، وضنك العيش ورخاؤه بيدكم انتم المواطنون، فهل يعقل ان كل من يصل الى سن 18 سنة يركب سيارة او بطريقه لركوبها عبر اي وسيلة متاحة حتى لو اقتضى الامر للجوء الى طرق غير مشروعة في سبيل ان يقود مركبة في الشوارع التي لم تعد تتسع لمركبات النقل العمومية.

مع الحكومة حق وهي ترى بذخا كاذب وزائفا وانتم تضعون ابنائكم في المدارس الخاصة وفي نهاية العام تتقاضون مع المدرسة امام المحاكم على الاقساط التي لم تدركوها سلفا ليس الا للظهور بمظهر خادع ومغشوش، ضحيته ابناؤكم الذين رأيتهم على الدوار وهم يشفطون السم والضرر و ( يجقَون) بلغتنا الدارجة كلاما مع من يعرفون ومن لايعرفون لايسمن ولايغني من جوع، فقد ذكر احد الكتاب قبل عامين ان الاردنيون دفعوا لشركة الاتصالات مايقارب المليار دينار ثمنا لطق الحنك .

ومع الحكومة حق وهو يرونكم ترحلون الى مدينة العقبة كل اسبوع تفترشون طرقاتها وحدائقها ومتنزهاتها ليس الا للتباهي بانكم كنتم في رحلة استجمام بعيدة عن كل معاني الشعور بالمواطنة الصالحة واعراف وتقاليد الوطن الراسخة، فمتى كان الاردني يرضى ان ينام في الشارع العام يلتحف وزوجته السماء ويفترش الارض ويقضي حاجته في اي ركن دون ادنى مراعاة لسلوكات النظافة والحياء، اما كان من الاجدر والمناسب ان ترحلوا للعقبة كل عام مرة بدل الرحيل الاسبوعي والشهري وتوفرون مايحفظ كرامتكم ولباقة استجمامكم؟.

مع الحكومة كل الحق ان ترفع وترفع وترفع والعامل البسيط مع كل الوفاء والاحترام له ولمهنته لايرى في نفسه الا مشروع وزير او نائب لايرضى بما قسمه الله له، وهكذا حال من هو اعلى واعلى منه، فالكل غير قانع بما هو عليه، ويرى نفسه اعلى من الجميع.

حمى الله وطننا وقيادتنا ووقانا من شر الزيف والخداع والفشخرة التي لم توصلنا الا الى عنق الزجاجة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات