ومن الطموح ما قتل!!!


هل تشعب اهتمامات السعودية بقيادة MBS كما ترمز له الصحافة العالمية، المتعددة بين الحرب (اليمن وسوريا والعراق) والسياسة (لبنان والأردن وإيران) والمحاصرة (قطر) والإستعداء (الكيانات الدينية وحماس والشارع العربي) والفتور في العلاقة (الكويت وغالبية دول أوروبا) يخدمها ويخدم طموحات MBS الذي يسابق الزمن بتطهيره ونسف النهج السلفي الذي قامت عليه السعودية بممالكها الثلاث للإنتقال لمرحلة ما يسمى بالمملكة الرابعة الخالية من الفكر السلفي المتشدد والمنفتحة على العالم من حيث السماح للمرأة بقيادة السيارة وإنشاء مدينة "نيوم" التي نفهم أنها ستسمح بنمط الحياة الغربية باستثناء المشروبات الروحية التي "شراؤها من الأردن" حسب MBS؟؟
من تداعيات هذا النهج لولي العهد خسارة قطر كعضو في مجلس التعاون والأردن كحليف تاريخي ولبنان كدولة خرجت من عباءته والكويت الدولة التي لا تقبل بالمغامرات غير المحسوبة الخطوات.
وتطلب السعودية شبه المستحيل عندما تحاول نزع سلاح حزب الله وقد أكد مسؤول إيراني كبير أن نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض. وتصعيدها مع إيران جاء بعد خطأ بالحسابات في مدة الحرب على الحوثيين حيث كلفت السعودية ما لم يكن بالحسبان ماديا وعسكريا وسياسيا.
والقائمة المفتوحة لإضافة "إرهابيين" كفيلة بخلق فوضى وصداع لا حد لهما. رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فوقف عنده. والتغيير لا يتحقق بتجاوز القدرات الذاتية والإمكانات المحدودة. قبل التغيير عليك أن تستطلع وتقرأ مدى التجاوب الذي يمكنك من المضي بتغييرك.
وهل إسرائيل من الغباء أن تقوم بحرب بالوكالة عن غيرها دون مقابل مجزي أقله عدم قيام دولة فلسطينية بجوارها؟؟ وهل من توازن بالقوة لمحاربة إيران وهي الدولة التي تصنع سلاحها؟؟ وهل ننسى أن أميركا "الحليف الصادق" هي التي تفاهمت وتوافقت مع إيران بخصوص برنامجها النووي؟؟ أين هذا "الحليف الصادق" ليسمح للسعودية بالتسلح النووي بدلا من تمويل الباكستان لامتلاكه؟؟
لقد أصابهم عمى ألوان جعلهم يتخبطون وأضاعوا بوصلتهم، فصار من السهل انقيادهم وسيرهم على هدي غيرهم ظنا منهم أنهم بالطريق الصواب.
والمؤسسة الدينية بقيادتها التقليدية من آل الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) التي كانت تصول وتجول معتمدة على إرث جدها المؤسس ابن عبد الوهاب المتفق عليه بين الطرفين على أن يعمل كل طرف دون التدخل من الطرف الآخر، الشيخ يتجه للدعوة وآل سعود للسياسة والإدارة بشرط أن يخدم كل توجه الآخر، فهل لهذه المؤسسة ذات التاريخ والسطوة والتأثير والداعم التقليدي لطبيعة الحكم التوافقي أن تتنازل عن إرثها وموروثها وسلطتها مقابل رغبة وطموح ولي العهد؟؟
وبعد نسف هذا الإرث هناك خوف كبير من انقلاب أصحابه واصطفافهم مع معارضة ستكون أشرس وأعنف مما تم الإحتياط له. فالمعارضتان السياسية والدينية ستكونان بخندق واحد، إذ يقابلهما الحكم وأدواته وبالتالي كل معارضة تحاول استرجاع ما فاتها. ولا نغفل أن المجتمع السعودي محافظ متدين ثقليديا ولا يستجيب بسهولة للتغيير خارج الدين. الكثيرون جدا ما زالوا يطلبون بالمستشفيات والدوائر الحكومية عدم النداء على أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم بأسمائهن، إذ يعتبرون ذلك ضرب من العيب يجب تفاديه. وهذا بالرغم من أنهم الأكثر سفرا لبلدان العالم وبالتالي الأكثر تعرضا للثقافات والتقاليد وأنماط الحياة الإجتماعية العربية منها وغير العربية. كما أنهم الأكثر استخداما للإنترنت والأكثر تعلما بالخارج.
كيف لطبقة أصحاب المال والإستثمار أن يامنوا على أموالهم ومصالحهم التي بنوها واكتسبوها بعشرات السنين بغض النظر عن الوسيلة والكيفية؟؟ هل مناخ كهذا سيكون جاذبا للإستثمار والذي تحتاجه السعودية أكثر من أي وقت مضى؟؟
نخلص أن قرار التغيير قد اتخذ على عجل دون الأخذ بالإعتبار تداعيات واستحقاقات لا بد وأن يأتي وقتها لن تستسلم للقوة والقسوة حيث نراها حركة شعبية تقودها المعارضة بشقيها الديني والسياسي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات