جراسا -

نضال سلامة - لم نكن نتخيل يوما أننا سنشاهد بأم أعيننا نقف عاجزين أمام بكاء مرّ لطفل ذو 4 شهور فقط ، وهو يصرخ طالبا منا النجدة ، آملا أن نخلصه من آلامه التي قدر له أن يعانيها مبكرا .

الطفل زياد ، وهو في عمر الـ 4 شهور ، قدر له أن يخوض معركتين ، الأولى المرض ، والثانية الفقر ، حاله كحال الكثيرين.

تحدثنا مع والدته أم زياد التي سبقت دموعها ، وعبراتها المخنوقة ، قبل كلامها ، تحدثنا وهي تقف بجانب طفلها ، لا تملك شيئا ، رغم أنها تكبدت هي زوجها عناء مراجعات المستشفى ، إلا أنها في النهاية سلمت لأمر الله تعالى .

أم زياد أوضحت لـ"جراسا" أنه في أول ولادة الطفل زياد ، الذي هو وحيدي ، وجاء بعد انتظار أكثر من 10 سنوات ، كان يعاني من الاصفرار ، فظنوا أنه من النوع الاعتيادي مشيرة الى أنه كانت تعطيه العلاجات اللازمة لذلك .

وأشارت أم زياد أنها لاحظت تضخما في بطن الطفل ، فتوجهت به الى مستشفى الأمير هاشم بالعقبة ، كونها من سكان وادي موسى ، وقامت المستشفى بعمل الفحوصات اللازمة ، وانتابت الشكوك لدى كادر المستشفى أن الطفل يعاني من انسداد بالقنوات الصفراوية ، لذا قررت تحويله الى مستشفى البشير بعمان .

وبينت أم زياد أنها مكثت 26 يوما في عمان حتى أنهت فحوصات طفلها في البشير ، وعلى اثرها قرر الأطباء اجراء عملية جراحية استكشافية للطفل ، تبين عقبها أن كبد الطفل متليف بشكل كلي ومتضخم ، وأنه لا يوجد لديه قنوات صفراوية ، وأبلغها الأطباء بضرورة اجراء عملية زراعة كبد للطفل ، وإلا سيوفى بعد 6 أو 7 شهور ، مشيرين لها أن عمليات زراعة الكبد للأطفال في سن الـ 4 شهور غير متوفرة بالأردن .

وأضافت أم زياد أنها راجعت المدينة الطبية ، وأكدوا لها عدم توفر امكانية اجراء عملية زراعة كبد لمن هم دون الـ 4 سنوات .

الطفل زياد آثر أن يوصل الرسالة لأهل الخير و أردن الخير ، لكن رسالته كانت ملئى بالدموع ، ومن يدري لعل الدموع تصل الى القلب ، وعساها تكون أبلغ من مئات وآلاف الكلمات ، ولعلها تحرك ضمائر من كان قلبه حيا ، وهذا ليس غريبا على أردن الهاشميين الخيرين .

"جراسا" تتحفظ على المعلومات التفصيلية للطفل زياد ووالدته لمن يرغب بتقديم امساعدة لهم و العون الطبي من الجهات الرسمية والشعبية والأفراد.