سلوك الثرثرة


تعني الثرثرة كثرة الكلام بغير معنى أو زبدة هي مجرد ضجيج وطنين وبعبعة وبغبغة وتشدق في المجالس والمطابخ الاجتماعية والسياسية بألفاظ وكلمات وعبارات لا تحمل فكرا ولا معنى ومن الثرثرة ما تعيق تقدم المجتمع وتفقده توازنه وتضعف الدين وتشويه لواقع الحياة.

وتعد الثرثرة في الإعلام الشكل الأكثر بروزا من خلال التداول والتفاعل على منصات التواصل المتاحة لتكتشف أنك في زمان الفلاسفة والحكماء؛ وفي علم النفس تعد الثرثرة حالة نفسية تصيب الفرد إذا تعود عليها ؛ وفي علم الاجتماع حالة هذيان وترنح يصيب الأفراد بحالة غير مستقرة وتوتر دائم؛ وفي علم السياسة يطلق على الثرثرة إتقان فن الكذب؛ وفي علم الاقتصاد تعد فن من فنون الاتيكيت.

والأفراد المثرثرين بحاجة ماسة ومستمرة للتوجيه والإرشاد والعلاج النفسي.وهناك برامج منظمة للتخلص من الثرثرة والتي تزداد في عالم النساء أكثر من الرجال؛ أما وأن أصبح الحال في زماننا لا فرق فيه بين الرجال والنساء فالله الله.

وتنتشر الثرثرة في المجتمع لأن أوقات الفراغ كثيرة وغير مشغولة؛ وتشتد مع اقتراب مظاهر المناسبات والديوانيات والانتخابات ، ومع غياب الديموقراطية وبرامج الأحزاب وضعف الوعي في المجتمع لما يدور حوله من حقائق وضعف دور المعارضة وعدم مصداقية الإعلام في طرح قضايا المجتمع بشكل صحيح ومع انتشار الإشاعة تصبح الثرثرة سوقا لما هب ودب؛ والثرثارون يتكاثرون في هذا الزمان والصالونات ووسائل الثرثرة تتوسع وفي ازدياد.

قديما أو زمان كان الصمت يخيم على المكان في بيت الشعر والمضافة لأن المتكلم رجل مهيوب من الجميع وحكيم في اقوله ذا فائدة؛ أما اليوم فالكثير يهمس ويثرثر ويردد دون فائدة ترجى كما قيل قديما - خرط حجي- وقلة من يصمت بحكمه.

وعادة ما تنهض المجتمعات بقوة التنمية وتعظيم الانجازات والمحافظة على المكتسبات وتركز على التعليم لبناء الأجيال وتتجه إلى العمل الحق والإنتاجية بدلا من التسكع في عالم الثرثرة وبوح الساحات والديوانيات وعلى المقاهي والسوالف الفارغة أو ما يسمى بالثرثرة وكثرة البرم التي لا تجدي ولا تنفع.

إن المجتمعات الي تسير قدما نحو توطيد ركائز الديمقراطية هي مجتمعٌات تحملُ على عاتقهِا تحدياتٍ كبيرة، ومُطالبٌ بالكثير من الجد والعمل والنضال اليومي، كلٌّ من موقعه، وعلى صعيد مختلف مؤسساتهِ الاجتماعية والسياسية والثقافية سعيا إلى التغيير الإيجابي.

وفرط الثرثرة حالة خطيرتعيق التقدم والتطور وخطورتها تشْتَدُّ عندما يكون المصاب به فاعلا وقياديا الساحة السياسية والاجتماعية وهو لا يفعل شيئا ولا ينتج سوى الخرط والكلام الفارغ ويبدو انهم يتكاثرون فأما أن تقولوا وتفعلوا والا فإننا مقبلون على زمان الثرثرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات