الطفيلة بين وحش الفقر وشبح البطالة .. !


اعتاد المواطن في محافظة الطفيلة على الفقر والبؤس وارتفاع الأسعار ،لكنه لم يعتد على إرتفاع نسب البطالة ممن هم قادرون على العمل وينتظرون التعيين حتى اشعارا آخر ،حتى غدوا فريسة لوحش الفقر وشبح البطالة...! .

وأضحى الصراخ من غلاء الأسعار شعار المرحلة، وحديث الساعة، وغدا اللحم الذي لا يشاهدوه، إلا حين ذهابهم للسوق ، موضع إهتمام وحديث يتناقلوه في كل جلسة .

فيما ينتظر آخرون تنفيذ بعض المشاريع التي مرّ على إقرارها عقود من الزمن ،لعل القدر يسعفهم هذه المرة للحصول على قدر محدود ممن انتظروا تنفيذه لعقود من الزمن ولو كان ذلك بالقليل القليل.

وفي السياق نفسه ، مازال المواطن بالمحافظة ينتظر عما ستفعله الحكومة خلال العام القادم والاعوام التي تليها، لعله يتحصل على بعض الفتات مما خصص لهذه المحافظة من مشاريع أضحت حبرا على ورق .

في المقابل ،تفتقد المحافظة للمشاريع التنموية التي قد تساهم بالتخفيف من وطأة الألم ؛ لما تعانيه المحافظة بشكل عام من نقص في الخدمات والمشاريع وهي أكثر المحافظات ارتفاعا في نسب البطالة والفقر وفق آخر استطلاعات ودراسات حديثة أجريت مؤخرا.

فيما تعاني الأسر معاناة حقيقية يصعب وصفها لكم ، جراء تدريس أبنائهم بالجامعات والمدارس حتى غدوا على شفا الإنفجار ،حيال ما يعانوه من فقر وبؤس وعوز وبطالة .

إن الشيء الغريب حقا في المواطن الذي يسكن الطفيلة أن تجده لا يملك على معايشة أفراد أسرته من ذلك الراتب الهزيل ،الذي يذهب سدادا لفواتير الكهرباء والماء والهاتف واجرة البيت، يضاف إلى ذلك تسديده لفواتير الفقر والبؤس، التي لازمته طيلة التحاق أبنائه بالجامعات حتى تخرجهم، تاركا الفقر ينهش في جسمه النحيل ،الذي أصبح لا يقوى على الوقوف على قدميه.

بالمقابل يكابد المواطن يوميا في ظل تزايد التكاليف والمصروفات الأسرية ،بالتزامن مع إرتفاع الأسعار وتضخم الفقر والبطالة لمستويات قياسية، لم تكن موجودة من قبل في ظل تزايد التزامات واستحقاقات العائلة على الصعيد الإجتماعي والاقتصادي.

لذلك أرى من وجهة نظر عامة :
إن من واجب الحكومة نحو المواطن أن توفر العيش الكريم والسكن الكريم والتعليم السليم والصحة لكل المواطنين ليس في محافظة الطفيلة فحسب، بل في جميع محافظات المملكة ، فالبعض ربما يساورهم انطباع بأن الحكومة لا تملك الثروات ، أقول لهم : إن هذا الانطباع صحيح ، لكن أرد عليهم وأقول : ألا تستطيع الدولة أن تضع القوانين التي تأخذ أموالاً من جيوب الأغنياء ؛ لتساهم في الحد من خط الفقر وترفع من مستوى حياة المواطن ،ومثال على ذلك تحصيل الضرائب المتراكمة على الاغنياء وهي تقارب المليارين !.

كما أرى أن من واجب الحكومة أن تفكر في جيوب الأغنياء كيف تأخذ منهم الأموال لا أن تفكر في جيوب الفقراء ؟ وعليها بدلاً من أن تطلب من الشعب الصبر أن تضرب بيد من حديد على الفساد وأربابه ؛ لأن الفقر في ازدياد وكذلك أعداد الأغنياء الجدد في تزايد والواجب على الحكومة قبل أن تفكر في رفع الأسعار على المواطن أن تحاسب من تهربوا من دفع الضرائب وتعلن الحرب على الفساد والمفسدين تحقيقا للعدالة الإجتماعية ؟!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات