الجماعة الخفية .. !


مقالي اليوم ربما يختلف كثيرا عن مقالات سابقة ، نشرتها لكم اتصفت بعضها بالإحباط لما آل اليه الوضع خلال الأعوام الماضية من تغيرات متسارعة ، تحاكي الواقع ، بعيدا عن الخيال والصور الفنية ، مع أن البعض لا يحبذ ما أورده من مقالات تتصف سياقاتها بالإحباط وصور قاسية.. فوجهة نظركم تحترم إلا أننا لسنا في وقت الاستمتاع و معرض الحديث عن الصور الفنية ؛ فقد وصلنا إلى درجة من الإحباط و الحزن ، فكيف بي أن أكتب مقالا من نسج الخيال لكي يقال هذا أسلوبه رائع وأسعد القارىء واشتمل مقاله على أفكار وبلاغة وغير ذلك ..ما هكذا تورد الإبل.

نحن وصلنا إلى مرحلة متقدمة من اليأس في عالمنا العربي ، و من قمة الخذلان أن نخفي رؤوسنا بالرمال ، فقد وصلنا لمرحلة لا تحتاج للمحاباه والمجاملات .

إن اسلوب الكتابة في هذه الفترة يجب أن يتماشى مع ظروف المرحلة الاستثنائية التي نعيشها في هذا الزمان ، فنحن نحتاج لكتاب يضعوننا بمجريات ما يحدث و ليس مجرد كتابة مقال فارغ الأفكار لا يحاكي واقعنا المؤلم و لا حتى الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية و الإسلامية.

بالمقابل ، آثرت على نفسي منذ أكثر من ستة أعوام أن تكون مقالاتي من واقعنا المؤلم ضمن سياقات مبنية على المصارحة والمكاشفة .

حاولت كثيرا و اجتهدت أن اطلعكم على بعض المعلومات والحقائق المخفية في السياسة العالمية عند السواد الأعظم من الناس ليس مجاملة في فلان ولا علان...!!!

و هذا يقودنا بصراحة للحديث عن "الجماعة الخفية " التي تتحكم بالعالم فما كان مخفيا بالعقود الماضية بدا الآن واضحا كوضوح الشمس ، وأقصد بحديثي الجماعات و الجمعيات والمنظمات اليهودية في أمريكا التي تنطلق منها الدعايات الكاذبة ، و توضع فيها خطط اليهود السرية الحاقدة ، و يمكن أن تتصوروا مدى خطر هذه الجمعيات والمنظمات ،إذا علمت أن في نيويورك وحدها فقط "13" فرعا ، بحيث أن جميع رؤوسائها ، و معظم أعضائها من اليهود ، وكلهم يسعون إلى تحقيق ما تدعو إليه الصهيونية بالوسائل المختلفة .

إن أكبر هذه الجماعات المتطرفة وأخطرها هي (جمعية محاربة التشهير باليهود)[ الإرهابية] ، التي يوجد مقرها الرئيسي في شيكاغو ، عاصمة الجريمة والمجرمين كما تعرفون ،ليس بأمريكا وحدها بل وفي سائر بلاد العالم .

من ظاهر اسم هذه (الجماعة المتطرفة) يستدل على أن هدفها الرئيسي هو كتم كل صوت يرتفع بالنقد أو الشكوى من اليهود بالمسدسات الكاتمة للصوت و السم و الخنق وغيرها ؛ ولهذه (الجماعة المتطرفة) أجهزة تجسس ومراقبة منتشرة في جميع المرافق الحساسة الرسمية والشعبية، وهؤلاء يرصدون كل كلمة تقال و حرف يكتب و حركة تلوح ،من قريب أو بعيد، كما يرصدون كل صورة تطبع و فيلم يحمض و أغنية تكتب أو تلحن.....الخ ولها أيضا أجهزة متخصصة للتشهير بالشخصيات الكبيرة غير المرغوب فيهم .

إن هذه الأجهزة الخاصة بهذه الجمعية تساوم على أصوات اليهود في الانتخابات المختلفة، و تعد للمحاضرات والمقالات والنشرات للأندية والصحف وتكتب القصص والسيناريوهات للأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تخدم مصلحة اليهود في العالم وبقاء اسرائيل كدولة فوق القانون كما نشاهدها الآن .

إن كل فلسفة منحرفة و نظرية مخادعة هي من صنع اليهود أنفسهم ،أو بتشجيع من اليهود على انتشارها بتبنيها والدعاية لها ....فللقوة الخفية ألف وجه و وجه ،و ألف قناع و قناع .

لتعلموا علم اليقين أن معركتنا مع اليهود ،ليست معركة عادية ، وليست معركة مع الخلق فحسب ، بل معركة مع القوى الروحية والفكرية التي تلقى في مياهنا النقية الطاهرة ، فتعكرها وتلوثها ؛ ومن هنا يكمن الخطر ،فما أهون أن تحارب خصمك رجلاً برجل ،وسلاحاً بسلاح !!!! ولكن ما أصعب محاربته في ميادين الفكر والعقيدة ولا سيما القدرة على التسلل إلى عقول ونفوس أبنائك !!!!.

لاحظ ما يقوله "جون بتي" حول هذه الجماعة المتطرفة : (إن رؤوساء أمريكا و من يعملون معهم ينحنون أمام الصهيونية ،كما ينحنون أمام ضريح له قداسته ).

كما نقرأ ما كتبه وليامز انتجاتن سماري : "من بين المنظمات في أمريكا :المنظمة الصهيونية الأمريكية والمؤتمر اليهودي الأمريكي والجماعة ضد الإساءة لليهود واللجنة اليهودية الأمريكية و لكن خلف هذا الزخم المنظم يوجد ملايين من المبشرين بالمبادئ الصهيونية ،الذين ينتسبون إلى مئات المنظمات اليهودية ، حيث تتخذ لها أسماء غريبة لا يستطيع أحد أن ينطقها ، فضلاً عن أنهم ينشرون دعاياتهم بها ، حتى لا نعرف ماذا يقولون ،وماذا يراد بها.

واليكم ما قاله "وليم أجنير" في مقاله : في الولايات المتحدة الأمريكية رئيسان و حكومتان ومجلسان :إحداهما صورية ،والثانية حقيقية ، مستترة خلف الحكومة الصورية و ولكل منهما وكلاؤها وأعضاؤها في البيت الأبيض والكونغرس ، والمحكمة العليا والمكتب التنفيذي وفي جميع إدارات الحكومة ومرافق الدولة ،وأكثر من ذلك فإن هذه الحكومة الخفية أقامت رقابة على : الصحافة والراديو والتلفزة والسينما والمسرح والمدارس والمعاهد والجامعات بما في ذلك الكنائس والمعابد.

كما أن اللجنة اليهودية الامريكية ليست الا واحدة من عدة جمعيات ،تخطط للسياسة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية ، وتراقب كل ما يقال أو يكتب أو ينشر ،كما تراقب الكنائس وتراقب الدروس الدينية للمدارس كل يوم أحد .

لقد نسي "وليام أخبير " أن يذكر أن هذه اللجنة تشرف على إفطار الرئيس ، بالإضافة لإشرافها على ملابس أعضاء الكونغرس ،وتختار الموسيقى لأعضاء المحكمة العليا والمكتب التنفيذي ............!!!!!.

بناء على ماتقدم ارى من وجهة نظر خاصة :

إن على الدول العربية والإسلامية ، أن يقوموا بإعادة هيكلة الوضع السياسي القائم والاستفادة من وجود مؤسسات وجمعيات عربية وإسلامية في الولايات المتحدة الامريكية والعمل على تعزيز نفوذها إن جاز التعبير ؛ لتكون ندا قويا للجماعة المتطرفة الداعمة لليهود وبالتالي التأثير عليها وعلى نشاطاتها ؛ لإخماد بعض المؤامرات التي تحاك هنا وهناك ضد الدول العربية والإسلامية، بحيت تكون هذه الجمعيات والمؤسسات المحسوبة على العرب أشبه باللوبي اليهودي المتواجد بقوة في صياغة القرار الأمريكي ،لوبي عربي إسلامي يخدم مصالحنا إذا خطط لدعمه بشكل مناسب ،وبالتالي التأثير على تلك السياسات ،من خلال قربه بصورة كبيرة من مراكز صنع القرار في هذه الدول ،وبالتالي توجيه بعض السياسات المعادية لصالح العرب ،كما تفعل الجماعات الصهيونية والغرب المتحالف معها ؛ وبهذا نخلق خطاً موازياً مع اللوبي الآخر "اليهودي" الذي لعب على مدى عقود ماضية ومازال دوراً قيادياً في صياغة القرار السياسي لتلك الدول المحتضنة له وتوجيه إستراتيجيتها في المنطقة لخدمة مشاريعه الاحتلالية بدءاً بفلسطين وحرب الخليج وانتهاء بالربيع العربي وثوراته الدامية وما يحاك من مؤامرات وتحالفات بالمنطقة بدأت تظهر خلال الفترة الاخيرة

كما أرى من وجهة نظر أخرى :

إن هذه الجماعات والجمعيات المتطرفة الداعمة لليهود قد غيرت من جلودها وأساليبها ،ولكنها لم تغير من أهدافها ، بدءاً من وضع ذيلها في فلسطين ، وتاركة الرأس والجسد يعيثان فساداً وإفساداً في العالم أجمع بحيث لن يهدأ لها بال إلا إذا التقى الرأس بالذنب و قامت دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل تتحكم في مصير العالم ومقدراته .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات