طقوس العزاء في الاردن الى اين ؟


حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على التعزية وأمر بتأديتها لأهل الميت ومواساتهم، لما لها من ثوابٍ وفضلٍ عظيم عند الله؛ وفي ذلك ما رواه ابن ماجة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:" ما من مؤمنٍ يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة"، وهناك رواية أخرى لأنس ابن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " من عزى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حلةً خضراء يجبر بها، قيل: ما يجبر بها؟ قال: يغبط بها

إشكالية بيوت العزاء غدت قضية تؤرق غالبية الاهالي في الاردن وأصبحت البدع والمبالغة في هذه البيوت واضحة للعيان بل وأصبحنا نرى قضية أخطر وأهم وهي قضية التفاخر والتباهي في المبالغة بالإنفاق على بيوت العزاء التي اصبح جزء منه جانب اجتماعي، والجزء الآخر جانب ديني فالجانب الديني أخف بكثير من المظهر الاجتماعي؛ وذلك لأنّ ديننا يسر، والسير على خطوات الدين ومنهجه لن يثقل أحداً.

المطلوب منا فقط أن نحتكم إلى شرع الله و سنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وذلك ليكون لاهل المتوفي المخرج المناسب للكثير من العادات البالية في كثير من الممارسات والعادات والتقاليد التي ليس من الدين في شي وان نبادر لتطبيق البدائل التي تتوافق مع الشرع ومنها :-

1-صنع الطعام من قبل أهل المتوفى ، فهذه القضية تحديداً أصبحت ترهق أهل المتوفى وتحملهم مصيبة أخرى فوق مصيبتهم بدل ان يكون في العزاء تقديم واجب العزاء والوقوف لجانبهم ، ونسوا أن هذا الأمر تحديداً هو واجب على المعزين وليس على أهل المتوفى وحديث رسولنا الكريم واضح في ذلك عندما قال ( لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يُشْغِلُهُمْ " . أَوْ " أَمْرٌ شَغَلَهُمْ)

2-من المفترض أن يأتي المعزي وهو على علم ودراية بآداب العزاء، فيحضر لفعل الواجب فقط؛ وهو تعزية أهل الميت دون المكوث طويلاً؛ حتى لا يتعب أهل الميت ويثقل عليهم، فلابد أن يكون خفيفاً؛ يقدم واجب العزاء والمساعدة، ويرحل لاحترام مشاعر أهل الميت والتخفيف عليهم.

3- أن الاجتماع للتعزية فيه تجديد للحزن وإدامته وهذا لا يجوز لأنه يخالف الحكمة من التعزية وهي المواساة والتسلية لا التذكير بالمصيبة وتجديد الحزن وكثرة الكلام بغير ذكر الله وحصول اللغو والمزاح والضحك فالواجب النهي عن هذا من قبل أئمة المساجد والدعاة وان يكون الاجتماع هو للتعزية والمواساة وذكر الله .

4- يجب ان يتم تحديد ساعات العزاء بوقت معين الهدف منها التخفيف على اهل الميت وعلى الناس ووقف كثير من المظاهر التي ليس من الدين في شي والاختصار ما أمكن في النفقات وخاصة في مجال التمور والاكتفاء بالمصافحة عند العزاء على أهل المتوفى وخاصة عند المقابر التي في العادة يتواجد فيها أعداد كبيرة .

5-ظاهرة اغلاق الشوارع في المدن الاردنية لاقامة بيوت العزاء وما يسببه ذلك من اذى للناس وتعطيل للمصالح العامة ولحركة السيارات يجب ان يتوقف بشكل واخر ويكون العزاء في الساحات والصالات العامة وديوانيات العشائر والعائلات ويجب ان يكون هناك تعليمات من قبل البلديات في هذا المجال .

كلي آمل من كل اهلنا و شيوخنا و وجهائنا الأفاضل وقادة الدين والفكر وجميع المهتمين في التخفيف على الناس في كل مناطق الاردن ومدنها أن يقرعوا الجرس وأن يبادروا فوراً لإطلاق وثائق عشائرية تنظم أمور بيوت العزاء وفق تعاليم ديننا الحنيف و سنة رسولنا الكريم، لا وفق عادات وتقاليد وبدع بالية لم نحصد من ورائها إلا مزيداً من الأعباء التي أثقلت كاهل أهل المتوفى وجعلتهم يعانون الأمرين فوق كل معاناتهم و مصابهم الجلل بفقد عزيز.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات