يوميات مصرية : الشف ناديه : محشي بالرز و اللحمة و الخضار



(يوميات مصرية بكامل اجزاءها من وحي خيال كاتبها)

ااااه ه ه يا بطني...اااه ه ه ه...التوبة، إزا عبدالوهاب ربنا يرحمو قال التوبة ان كنت احبك تاني التوبة...انا دلوقت بقول التوبة ان كنت حطبخلك تاني التوبة...ااااه ه ه ه يا بطني...المَغَصْ إلي جاني عُمْرو ما جاني قبل كده إطلاقا...دنه رَئـدْت عالسرير بالمستشفى يومين بحالهم لغاية لما الأدوية اشتغلت و عقمت معدتي كويس...انا إتَبَعَتْ كتاب الشِفْ ناديه بالهنا و الشفا بالحرف الواحد...و معرفتش أنو الغلط كان من المكركروم...قالي الكتاب لازم تكون الخضار متعقمة اكويس قبل ما تتخلط بالرز عشان الحشوة...و عقمتها اكويس بالمكركروم...اصلو ده احسن تعقيم موجود بالأجزاخانات بحتتنا...الدكتور الصيدلاني إداني علبة كاملة منو...و بعدين نقعت الرز خمس دقايق زي ما قالي الكتاب...و بعدين خلطو مع الربع كيلو لحمة مفرومة...و لحسن حظي إن الجزار اداني لحمة...اصلو زعلان مني علشان الشهر إلي فات ما دفعتلوش إلا نص المبلغ المستحق...و بعدين خَلَطْ الخضار مع اللحمة و الرز...و الخلطة قلبت على احمر...و ده من المكركروم بس ما اعرفتش الكلام ده إلا من الدكتور إلي عالجني....ااااه ه ه ه من الغبى بتاعك يا احمد يا ابوالذهب...أصل ديه اول مرة اطبخ فيها...و بعدين أًوًرْت الكوسه كويس...ديه بقا الحاجة الوحيدة إلي عملتها اكويس...و حشيت الكوسه او حطيت الطبخه عالنار...و بعد ساعة زمن كلت من الهباب إلي هـبـبـتـو و عينك ما اتشوف إلا النور...مغص مكركرومي من النخب الأول...

ربنا ما ايوريكو بس اوصلت المستشفى و قلت للدكتور تفاصيل الطبخة ابتاعتي...طلع دكتور نكدي و شخط فيا و قالي "يا غبي يا اهبل بتحط مكركروم مع الأكل...تعقم الخضار يعني تغسلها بالصابون و اتشطفها اكويس بالميه من الصابون و بعدين تحطها بحلة الطبخ...لا دانت مش غبي دانت مشروع تيس ناجح قوي...بس إلي قهرني الممرضة...أصلها كانت بتضحك عليا...و المصيبة أنو قالًها الدكتور إتحط كلمة تيس قبل اسم عيلتي...و قال جتجو القرف بيلي بنشوفو بالمستشفيات قبل ما يمشي، و بصيت تاني للممرضة، فقعت ضحكة ورا الدكتور و قالتلي "ازا عوزت حاجة اضغط عالزر " و مشيت، دانا اتهرقت أخر تهزيئ بالمشفى،

اطلعت امبارح من المستشفى، حالتي اتحسنت أوي عالأدوية و الشكر لله...بس في حاجة اليوم انتبهتلها بعد اليومين إلي آعدتهم بالمستشفى...كل الزملا يا اما اتصلوا بيا او جم زاروني عالمشفى يطمنو عليا...محاسن غبور اتصلت بيا سكرتيرة سيد العجمي و مرفت التوني بنت صاحب الصحيفة الإلكتروني و آلآء الصعيدي زملتي بالتحرير و هبة فرجالله زملتي بالقسم و آية عزالدين و نادي بولص و فهمي جرجس الإسكندراني و فهمي مرقس النحاس...كل الزملا بالطابق بتاعنا اتصلوا ما عدا سارة...سارة و لا اسمعت صوتها لا بالتفلون و لا جت زارتني...اضايقت جدا...ماتوقعتش الموقف ده منها...اصل تعاملها معايا بالمكتب مهذب جدا...حسيت و انا بفكر بالموضوع و كأن الموقف ده نزل على وشي زي الصفعة...و انا بالعربية معاها طالعين انزور سيدات الأعمال و المديرات علشان مقال انجازات المرأة تعرفت عليها أكثر...و اعرفت ان ابوها غني اكبير و عندو مجموعة استيراد و تصدير و بجيب للبلد مواد تموينية و رز و سكر...و إنو بأسس لها صحيفة الكترونية خاصة...و بإنها بتشتغل بأخبارة مصرية علشان تتدرب و بس...

الحقيقة مُرًة خالص...لما اتحس بالمعادلة صح...دمعت عيني على الموقف ده...بس بسيطة...بنرجع و بنقول الناس مقامات بالزمن المؤلم بتاعنا ده...عندها حق...ر اجل زيٍ ساكن بالسيدة زينب بحارة شعبية بشقة يمكن تكون آيلة للسقوط...غرفتين و منافعهم و براتب عامل زي الملاليم مع مصروف جيبها إلي ابوها بحطو بإيدها...حتزورني أنا الهلفوت لي...حتى لو مُتْ انا بالنسبة ليها رجل فقير و في مني كثير أوي...حتفرق معاها بقيه...بسيطة يا عيني...ماتدمعيش...مش أول ألَمْ اكلو من الدنيا ديه...مش زمبي اهلي على قد حالهم...أظن لازم ابس على أدي...

و مالها زينة بنت صالح الحوت صاحب قهوة جارت الوادي...ديه حلوة و بتموت فيا و ابوها غني...بس عيبها طولها و وزنها...ديه طولها متر و تسعين سنتي و وزنها و لا مية و خمسين كيلو...ما ينفعش...ما فيش أنوثة خالص...و انا من وزن الريشة...دانا مع الهدوم ماوزنش سبيعن كيلو و طولي مايتعداش متر و ستين سنتي...اخاف تتعصب مني و ساعتها حتاخدني على كفوف الراحة...

عايزين ايه بطول السيره...انزلت ارفه عن قلبي بالحارة حبتين...لاقيت الاوسطى علي بتاع عربية الفول بِوِشي...وصيتو على صحن فول و طلبت منو الدقة اتكون حارة حبتين...يا لطعامة قدرة الفول بتعات العم علي...ده كرمني آخر كرم و حطلي صحن كبير مع طعمية ببلاش، حاسبتو و اجريت على طاوله فاضية بقهوة جارت الوادي...ناديت على الواد سعد و طلبت منو كباية شاي مع سكر...و ازكر أني كلت أكل بنفس...ما اعرفش ليه...من اشويتين كنت ببكي علشان سارة حبيبتي ماجتنيش على المشفى و بعديها جتني شهية عالأكل ماحصلتش قبل كده...ده صحن الفول ماخدش معايا خمس دقايق...

و طلعت علبة دوا الفلاجيل من جيبي...ده معقم للمعدة...اصل الدكتور اداني المعقم و معا المضاد الحيوي...و فجأة اتمدت قدامي إيد ناعمة حلوة جدا و مِسْكِتْ كوباية الميه إلي قدامي...و شميت عطر وردي جميل فتحلي حواسي زي ما جنة الرحمن بتولد فيك الحياة من أول و جديد...يا لجمال الإيد إلي اتمدت قدامي...الأضافر كانت مطليه طلاء أحمر و جلدها أبيض زي تلج كوانين...و ريحة الجنة فاحة حولية...و فجأة صَرَخْت "سارة" زي ما العَـيٍـلْ بيوصْرُخْ اسم أٌمو بعد حرمان دهر ابحالو...بصيتلي بصة كلها حنية و رقة و بعينين بتبرق جمال او جاذبية...حسيت و كأن بعينيها سما فيها ألف نجمة بيبرقوا حب و حنان و عطف عليا...قالتلي "سلامتك يا سي أحمد..." اااا ه ه ه ه الجملة ديه جابتلي التايهة و الله...يا رِقِتْ كلمة سلامتك إلي طلعت من بؤًها...زي العسل..سارة ديه عسل...لا ديه صينية بسبوسة من حلاوتها...لا ديه صينية كنافة بقطرها و سكرها...قلتلها شكرا سارة...قالتلتي عايزة أشرب كوباية شاي عندك بالبيت...قلبي رأس من الفرحة...وافقت و خدتها على شقتي...و ختامها عسل زي سارة حبيبتي...اشربنا كوباية شاي بشقتي و اتكلمنا أكثر من وقت العربية...اتعرفت عليها أكثر...تخيلوا دي طلعت بترسم و عندها مرسم بنفس حديقة قصر بيتهم...وقبل ما تمشي باست خدي و عزمتني ازورها بالبيت الاسبوع إلي جاي...ااا ه ه ه ه يا حلواتِكْ و جمالِكْ يا سارة...السنارة غمزت اخيرا...بعد التعب و الإنتظار قلبي دق لقلبها و حسيت من البوسة على خدي بمعزة خاصة بقلبها ليه...

استني يا كتاب يومياتي...زياتري لسارة...حكتب فيك كلام...و قد ايه أتمنى ابدأ يومياتي الجاية بـ كانت زيارتي لسارة سارًة جدا...و كلو بفضل المكركروم و حبتين غبا مني...المكركروم ده فالو حلو عليا ابشكل...ده هو إلي وداني المشفى و جابلي سارة لعندي...اااا ه ه ه يا احمر فالك حلو عليا...ححطك ببيتي من هنا و طالع...بس يا ريت لو أقدر أحطك في أكلي مَرًة تانيه علشان سارة اتضل تعطف عليا...

فجأة مرت قاطرة و مقطورة من قدام عمارتي...كنت على البلكونه بَبُص عالسما و بسمع لدقات قلبي و شفتها امعديه...يا ساتر فرق بينك و بين سارة يا زينة...سارة أنثى بس انتي دكر...يا ساتر...و فجأة بَصِتْ لفوق و انا بسرعة انزلت لتحت...كان الشارع إلي قدام عمارتي فاضي او مكنش في غيرها امعدي...بصيت زينة للبلكونه و راحت لحال سبيلها...يا ساتر...و بتحبني...ربنا يستر ما تعرفش عن سارة حاجة...ديه حتولع ورايه زي الوبور و مس حتخلي حته سليمة ابسارة...حخلص منها الزاي ديه.

قلتلها بقلبي "انا مش آدر أقدرِكْ؟...لأنِكْ عايزة فيل ايقدرِكْ...وحيد قرن ايغزلِكْ...حرام و ربنا حرام كده..." ضليت تحت لما زينة عدة و اختفت من الشارع...زينة بإيه بالزبط...ديه لازمن ايسموها غارة...بقرة قهوة يا جارة الوادي...دانتِ لو ضميتيني دانا حعوز طبيب عظام ايجبرني...ربنا يستر ... دانا على حجمي ماقدرش اتجوز اكثر من أيدِكْ يا وحش...الباقي حسيبو لباقي السادة الزملاء...حعوز بيكي ايه؟

26 اكتوبر 2017
احمد ابوالذهب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات