عمان رحم المكان والسكان


إعتاد الشارع الأردني بظل حكومة الدكتور هاني الملقي على تلقي الأخبار المحلية التي تخص تفاصيل الحياة اليومية للمواطن بصورة مفاجأة ، بشارة ، لغز ، حتى أن هذه الحكومة أشتهرت شعبياً بصناعة التشويق والإثارة لدى المتابع بخلاف الحكومات السابقة التي كانت على الأغلب تتدرج بنقل الخبر من المطبخ و الكواليس بالصالونات المغلقة إلى العلن بطرق مختلفة مباشرة منها وغير مباشرة تبدأ بشكل وشاية من مصدر رسمي مطلع إلى إجمال مقتضب للمعلومة تحت بند (عين الرأي و صنارة الدستور) بالصحف الورقية الرسمية بوصف المعلومة سبق صحفي إلى أن يتضح الخبر بصورة قرار أو نظام رسمي فعال .

وعلية فقد إشتغل الشارع الأردني منذ الأمس بخبر إنشاء مدينة عمان الجديدة الذي طرحة رئيس الوزراء أمام عدد من الكتاب والصحفيين وأشار بأن هذه المدينة غير مرتبطة بعمان الأم وهذا الكلام لا يحتمل أي مستوى من الصحة بأي حال من الأحوال فجميع نظريات النمو الحضري والتطور العمراني قائمة على البناء التراكمي المتمثل بتشبيك محاور التنمية وهذا الأمر واضح لأي دارس للتخطيط فنظريات التركيب الوظيفي للمدن واضحة ومتعددة ومتجددة وبعضها يبحث بشكل دقيق وتفصيلي المدن ذات النواة المتعددة او المدن ذات النمو الدائري والمرتبطة بنواة المركز الأم .
.
شعبياً وإجتماعياً يعلم أهل عمان وهم الأدرى بشعابها طرق النمو والتطور والتوسع التي عاشتها وعاصرتها مدينتهم بداية من أول تواجد بشري بعين غزال إلى الوضع الحالي وهنا يصدق المثل القائل (كلام السرايا ما بعكس شور القرايا) .

المدن لا يقتصر تعريفها لدى الدارس بوصفها وعاء وإطار ناظم للنشاطات الإنسانية فالمدن تحمل روح الإنسان وخصائص نموة وتكاثرة التي تقوم على موضوعة التراكم والتدرج والإتصال .

الإنتماء للمكان والإنسان بعمان يتطلب منا البحث أكثر والإستجابة للضرورة والحاجة وأن يكون التصور الناضج هو محور الحركة بالفترة القادمة نعم نحتاج لتفعيل الضواحي ونحتاج للهجرة العكسية ونحتاج لعاصمة مبيت إن حافظنا على العاصمة الأولى بوصفها عاصمة إدارية وإقتصادية وسياسية لكن دون أن نخالف العلم ونقول بقطع صلات الرحم والود مع العاصمة الأم فهي رحم الأردن وناسها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات