حملة "علشان تبنيها" حيوية لمصر


بين الماضي و المستقبل يقع الحاضر الذي بين ايدينا...فهل نكون بقدر المسؤلية؟ هل سنفكر بعقلانية كما فعلنا ذلك حينما كتبنا ضد النظام السائد قبل ثورة 30 من يونيو بأنه يتكلم لغة غريبة عن واقع مصر و بأنه لا يحمل بين يديه رؤية واضحة لإدراة الدولة المصرية بصورة صحيحة؟ هل مازال الشعب المصري العريق الذي خرج الى ساحة الميدان في ثورة 30 من يونيو و صرخ بأعلى صوته بأن الحل هو الدولة المدنية التي تهرب منها العصر الإخواني البائد بقرفه...هل هذا الشعب مازال موجود و حاضر بقوة ليقول كلمته بالإنتخابات المصرية القادمة و التي هى قريبة على ابوابنا...هل نسمع من جديد هتافات "تحيا مصر" من هذا الشعب مترجمة بعملية الإنتخابات القادمة و الذى حدد مصيره بيديه و اعطى لفخامة عبدالفتاح السيسي صلاحية محاربة الإرهاب الذي دمر مصر و الدول العربية و كاد أن يفتك بدول الجوار...لولا كتبنا كأدباء و ايدنا صرخات الأنفس التائهة في مصر بين انياب المسخرة السياسية التي سادة قبل ثورة 30 من يونيو...لكانت مصر خسرت الكثير...بل لكانت تائهة في صراعات مريرة...و كانت ستحل كارثة تقسيمها الى اكثر من دولة...مع كل اسف.

الحاضر يفرض نفسه...بأنه أحسن من الماضي...فقد نجح السيسي ببناء الدولة المصرية المعاصرة من جديد سياسيا و اداريا...و قد نجح بمكافحة الإرهاب بالوقت الذي اعتقد اعداء مصر بأن محاولاته ستفشل...و نجح بايقاف الإنتقام البشع الذي كان هذا الارهاب ينفده بالقاهرة و الذي راح ضحيته الانفس البريئة من المواطنين المصريين...ليس المهم ما هي ديانتهم...فاللغة العنصرية القذرة التي تكلمها الإرهاب قد بينت نواياه الدفينة التي كان يخفيها وراء ابتسامات السياسيين الذين حكموا القاهرة قبل ثورة 30 من يونيو...و قد فلح السيسي بإيقاف الإرهاب البشع و اعادة النظام و الضبط و الربط و الأمان الى القاهرة...و لا أنكر أن الثمن كان غاليا...و لكن المشكلة ليست بالجيش المصري و لا في سياسة السيسي...المشكلة كانت بالذي ارتضى أن يحمل البندقية و المتفجرات و أن يفجر أخوه المصري و العربي...المشكلة كانت بالذي انتقم و ليس بشرطي الامن...المشكلة بالمذهب الذي آمن بأن الجيهاد هو ضد دولته و لحمه و دمه و كان واهما بأنه يفعل الصواب و لم يفلح إلا بقتل أخيه المواطن مع كل أسف...فنجح السيسي مؤخرا بإسكات هذه المدارس الإرهابية البربرية و اعادة السلام الى مصر بواسطة جهود الجيش المصري الذي قدم الشهيد تلو الآخر حبا بمصر و بترابها الطهور...و لولا هذا الأمر لوقعة المنطقة العربية بقبضة الإرهاب و كانت نهاية مأساوية للأمة العربية لم نكن للنهض منها من جديد ابدا...

مصر شهدت بولاية السيسي نشاطا سياسيا ملحوظا استعادة فيه العلاقات الثنائية الطبيعية مع معظم دول الجوار و العالم....فنجحت بإستقطاب دعم و مساندت دول كبيرة بالمنطقة رعت مشاريع اسنثمارية ضخمة شملت قطاعات واسعة بإقتصاد الدولة كالإستراد و التصدير و الصناعة و اقامة مشاريع استثمارية ضخمة في محور قناة السويس و في مخافظات مختلفة في مصر و ايضا رعت مشاريع ضخمة ساعدت الدولة بالطاقة البديلة و اقامة مولدات كهربائية بأكثر من منطقة في محافظاتها لحل مشكلة الطاقة...و راينا إنشاء مشاريع نوعية تبحث بتسخير الطاقة الشمسية لحل مشاكل الطاقة في مصر...و أصبح النشاط الإقتصادي أقوى مما قبل، و راينا نشاطا ملحوظا في تصدير المنتجات الوطنية و المصنوعات المصرية الى الدول العربية و الأجنبية، و رأينا نشاط برلمانيا رائعا بالفترة الماضية و لعل ابرز إنجازاته كانت تصويب اوضاع عدد ضخم من القوانين اللازمة و التي من شأنها مساعدة الدولة بجميع قطاعاتها العامة و الخاصة و وزاراتها حيث أوكل فحامة الرئيس هذا الأمر لمجلس الشعب الموقر...و راينا تصويب القوانين الإستثمارية اللازمة لتشجيع المستثمرين لاقامة مشاريع اقتصادية في مصر...

و قد تكللت هذه الجهود بإنجازات معمارية حيث رأينا وزارة الإسكان و المرافق و التنمية العمراينة ترعى مشاريع اسكان تُعْنَى بحل أزمات التسكين لذوي الدخل المحدود و ذوي العَوَزْ مِنْ الطبقات الفقيرة في مصر...و لم تكتفي الحكومة بهذا الحل بل الآن ترعى الحكومة بعهد فخامته مشروع العاصمة الإدراية ليكون امتداد حديث للقاهرة...فتشهدت القاهرة في عهدها المعاصر اكتظاظ سكانيا تحدى منذ عدة عقود امكانياتها في البنية التحتية و في الإستعاب السكاني و شبكات الطرق و القطارات و المواصالات...فما كان بالدولة إلا و قدمت الحل المثالي لأزمة الإنفجار السكاني في القاهرة...فالتعداد السكاني يفيد بأن نسمة مصر بلغة 94 مليون نسمة مقابل مساحة مسكونة تعادل 7 بالمائة فقط؟؟؟ فهذا كفيل ليجعل المرء يتخيل حجم الضغط الهائل على المدن المصرية المختلفة...و لا ننسى ذكر الذين يسكنون بالعشوائيات و الذي تفيد الإحصائيات بأنهم قد يتخطون 850 ألف نسمة؟؟؟ كل هذا جعل الدولة تمضي بمشاريع اسكان في عهد السيسي لتحاول حل مشاكل النسمة المتزايدة بتخطيط و علم و دراية...

و بعد هذا المشوار الطويل في العمل الدؤوب على تطوير الدولة و الوزارات لتستطيع الحكومة مواكبة المسؤلية الضخمة لإدارة مصر...و كله ابتدأ و رأى النور في عهد السيسي...هل سيجد المصريون رئيسا اصلح منه؟ هل سيجد المصريون رئيسا يَحِنُ عليهم أكثر من الرئيس الحالي؟ عَتَبْ المصريون على غلاء الأسعار سيتلاشي مع استقرار الاسواق، و اساساً تعرضت الأسعار للإرتقاع بسبب الظروف الإقتصادية التي تأثرت الى حد كبير بالمشاكل الأمنية و العمليات الإرهابية و تصرفات بعض التجار الموالين للإخوان الذين كانوا يفتعلون أزمات من شأنها التسبب بأزمات في السوق، فكانت الدولة بالمقابل تحاول السيطرة على هذه الأزمات جميعها من خلال محاسبة المسؤل عنها و مكافحة الفساد و اتخاذ الإجراءات الاقتصادية التي ستعيد الإستقرار للاسواق....و بعد نجاح هذه المحاولات جميعها هل سيحكم مصر من هو أقدر من السيسي؟

مما لا شك به بأنه رجل الساعة و رجل القضايا الحساسة لمصر...فقد انتشل مصر من قبضة مغتصبين كانوا سيذلونها و اعطاها الحياة من جديد و اعاد لها كرامتها و عزتها من خلال عمله الدؤوب، فلا أشعر بأنه بالفترة القادمة سيستطيع آخر تحمل مسؤلية مصر. مصر يجب تنفض عنها غبار ماضي الإخوان نهائيا سياسيا و اقتصاديا و من الشارع المصري ليستلمها آخر غير السيسي...فمصر كدولة بإقتصادها الضخم و قوة جيشها و وزنها الإستراتيجي مغرية للكثير من الأحزاب السياسية للسيطرة عليها كدولة...فإن كان البرلمان حق يأتي بالتصويت الشعبي و اللعب السياسي في الشارع العام رئاسة الجمهورية يجب أن يقوم بها رجل دولة يعمل لحساب مصلحة مصر منفصل عن اي حزب سياسي بالوقت الحالي و لا يوالي مصالح غريبة عن مصر...فهذه الشخصية يجب أن يتمتع بخبرة ادراية قوية و رؤية و بصيرة ثاقبة و يجب ان لا يفكر إلا بمصلحة الدولة و يجب أن يصعد بإنتخابات نزيهة تعكس ارادة الناس...و هذا ما لم يحدث و قت صعود الإخوان لمصر فقد انتخب الناس رجل انحدر من حزب سياسي اشتتهر بالتعصب و الارهاب ظنا منهم بأنه سيحسن من ظروفهم المعيشية و لم يدركوا بأنهم بهذه الحركة...و لأن الرئيس السابق لمصر كان ضمن حزب قد باعوا كرسي الرئاسة للحزب الذي ينتمي اليه؟ أمر طبيعي في أمريكا ان يكونوا الرؤساء منتمون لأحزاب سياسية فالحزب الجمهوري و الحزب الديمقراطي هم اسياد اللعب السياسي في أمريكا و لكن الذي فعلها حزب الإخوان بحق مصر دمر الدولة تماما بسبب قلة الخبرة الديمقراطية عند المواطن المصري و قلة النضوج السياسي في الشارع المصري قبل ثورة 25 من يناير...

السيسي بعكس الرئيس المعزول مرسي انحدر من قيادة عليا بالجيش المصري لذلك قدم رؤيا اقتصادية قومية ذات بصيرة متزنة و اهداف فحواها تنمية الدولة و عمل على هذا النسق بإستقلال عن اي حزب سياسي او ديني لذلك استطاع ان يقدم لمصر خدمة نفيسة جدا ساعدت باعادة الإتزان السياسي و الإقتصادي للدولة...و هنا يكمن مربط الفرس كما يقول المثل العربي...فهل ستتنبه الدولة و هل سيتيقن الشارع المصري الى هذه القضايا جميعها؟ و إذا لم يحالف الحظ السيسي لا سمح الله بالصعود لكرسي الرئاسة من جديد هل ستفرز الإنتخابات رئيس يعي هذه الأمور و سيمشي على درب السيسي...مصر حاليا أقوى مما كانت عليه كثيرا بالماضي بفضل نزاهة السيسي...و لكن المستقبل على الأكيد سيحمل لنا الكثير...اقولها دائما...تحيا مصر...تحيا مصر...تحيا مصر...فمصر تستحق دائما من يرعى شؤنها بالدرجة الأولى و من يقدم الولاء لها اولا و أخير لا من يقدم الولاء لحزب اصغر منها...فارجو أنم يفهم الشارع المصري هذا الامر...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات