قم للمعلم وَفهِ التبجيلا


مهنة المعلم من أشرف المهن في الدنيا ،لأنها وظيفة الأنبياء والرسل والمصلحين في كل زمان ومكان ،يبذل المعلم المخلص الجهد والوقت من أجل تعليم وتنشئة الأجيال الواعية علمياً وفكرياً وأخلاقياً وتربوياً وانسانياً ،وتزويدهم بالآراء السديدة ،والأفكار الصحيحة ،والمعلومات المنتقاه ،لتشكيل شخصياتهم الفذة المتوازنة المعتدلة في النظرة والتوجه ،وهو يسهم بايجابية في بناء الأمة ،لأنّ الاستثمار الحقيقي يكون في طاقات الشباب الكامنة الخلاقة لتوجيهها إلى خير البلاد والعباد ،بشرط أن نحسن التعامل الصادق معهم ،ونسدد خطاهم تجاه المرجعيات الدينية والفكرية ،التي تجمع ولا تفرق ،تمنح بلا حدود ،تحافظ على مصالح الأمة العليا ،لأنها جزء أساسي من منظومة حياتهم .

المعلم إنسان فطرته نقية بحكم ما أودع الله في أعماقه من الصفاء ،لأنّ تعامله مع فطرة وعقول الناشئة ،جهده أن تبقى الفطره بعيدة عن التلوث بما طرأ على حياة الناس من انحرافات ،وأن ينشط العقول من خلال محاكمته للأفكار المعروضه ليختار الفكر النقي ،بعد غربلته من الدخيل الواهي والزبد الذي لا غناه فيه قال تعالى :" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " ،والمعلم شمولي النظرة ،أخلاقي النزعة ،يسعى لنزع الأسلاك الشائكة من طريقه ،ليتفرغ للعلم والتعلم ،نظرته الإنسانية غير محدودة بالزمان والمكان ،أفقه السماء بتجلياتها وحنوها على المخلصين الأطهار ،الذين نذروا أنفسهم لتعليم الناس الخير ،أخلاقه الرحمة والمحبة والأخوة والخير ،لأنه يقرأ آيات الله التي أنارت وتنير له الطريق ،يتأسى بالأنبياء الكرام عليهم السلام ،الذين اصطفاهم الله لخير الإنسانية ،قال تعالى :" وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين " ،وقال تعالى :" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " .

إنّ تقدير واحترام المعلم في بلدنا نابع من عمق محبتنا له ،لأنّ عطاءه متجدد مع الأيام بحكم تجربته وخبرته ،فالتقدير المعنوي الأدبي للمعلم هو الأساس فإنْ كان احترامه يختلط بالروح والجسد فإنّا نؤسس لقاعدة تنبض بالحيوية والديمومة ،حينها يشعر المعلم بأنّ الأمة تحيطه بسياج منيع من التعاون المثمر ،والإحساس الصادق ،تلبي مطالبه بحدود الأمكانات المتاحة ،عندها يكون بمركز القيادة والمسؤولية ،وهو أهل لتحمل كافة الأعباء بحكم ما وهبه الله من معرفة وحكمه وصبر وقدرة على ادارة الأزمات والمواقف .

لم يأتِ تبجيل المعلم من فراغ ،ويكفيه ثناء أن وظيفته في أكناف وظيفة الرسل الكرام ،في التوجيه الدائم ،والرعاية الكاملة لأبناء الأمة ،والصبر الدائم على ما يلقاه في طريقه من عقبات ،والمطلوب أن نوفر للمعلم الأمين على أرواح وعقول أبناءنا الجو التعليمي المناسب المريح مكاناً وأدوات ،معاملة وأخوة ،وأن نكون عوناّ له في أداء مهمته في النصح وتبادل الأراء والحوار الهادف ،وأن تمد البيوت والمجتمع الأيدي للمعلم للتغلب على كل عقبة تعترضه ،ليكون مبدعاً في أساليبه التعليمية ليحقق الغاية من مهمته التربية أولاً ثم التعليم ثانياً ،والتربية طريقها أشق من التعليم ،فإن نجح المعلم في تربيته للناشئة فمن باب أولى أن ينجح في تعليمه ،ونقول لأصحاب القرار في بلدنا إن اهتمامهم ورعايتهم للمعلم مادياً ومعنوياً هو رعاية كاملة للأمة ،وبدون ذلك نعود إلى الجهل والظلمة ،والأمة التي لا تكرم المعلم ولا تمنحه الحوافز لتوفير الراحة النفسية له ولأسرته أمة عاقة جاحدة لأجمل وأغلى شريحة في المجتمع.

فمن تحت يده البيضاء تخرج العظماء ورجالات الفكر وقادة الرأي والتوجيه ،ومن معينه الثر نبتت غراس الخير من شباب وشابات الأمة ،طوبى لأنسانية المعلم ،وعالمية فكره ،وصفاء روحه ،وقلبه الذي وسع الرأي والرأي الآخر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات