الخشبيون في المجتمع والدوله


انتشرت خلال العقود الاخيرة موجات كراهية عمت العالم بأسره، وكان سببها ارتداد المجتمعات الى خطاب ما دون وطني وعابر للحدود، خطاب خشبي يعود زمنه الى العصور الوسطى شعاراته نحن او لا احد، انا ومن بعدي الطوفان، الاخرون هم الجحيم، لا اريكم الا ما ارى، وهو الامر الذي سمح بنشوء التطرف والتشدد، خطاب ينتسب الى آباء كثر لكنه يرضع من أم واحدة، هي الأنا التي تضخمت كأنها جبل ينذر على الدوام بولادة فأر هو الكراهية، كراهية الآخر، مادام الآخر هو مصدر المؤامرة.

الخشبيون هم المسؤولون عن هذا، هؤلاء الذي أغتصبوا الدين لصالحهم، هتكٌ وقتلٌ بإسمه، عنوانه التكفير، تكفير المخالف والحكم عليه بالخروج عن الملة، الخشبيون هم الذين إحتكروا مصادر الثروة، قلة تملك وأكثرية فقيرة معوزة، صراع على النفوذ، وأرواح ملايين تذهب قرباناً لشروطه وضروراته، الخشبيون هم الذين ينتهكون إسس الإجتماع الإنساني وقواعد العيش المشترك بين الجماعات والشعوب، الزمن يتوقف لا بل يتراجع إلى زمن القبيلة والغنيمة كما يقول محمد عابد الجابري، صراع أصوليات بأدوات القرن الحادي والعشرين، توظيف لتكنولوجيا التواصل والاتصال والنقل من اجل ان نثبت اننا قادرون على أن نكون أنانيون كما يجب، أما الأغيار فهم إما كفرة وإما خونة متآمرون.

الخشبيون أسرى الماضي، أسرى ما ألفوا آبائهم عليه، دينهم وديدنهم الأنانية وحب الذات، أما نكرانها فهو الخسران المبين، الخشبيون تغويهم مناخات الأزمة، يخترعون منابرها ويحتكرون مايكرفوناتها، أما جمهورهم فبالملايين، لأن طريقها مرسوم كما ترسم للقطيع خطيطة على الأرض، أما الخروج عليها فهو التمرد والمؤامرة !!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات