محطات مقدسية (1)


لأن القدس مهجة العين ومعراج الروح ... لأن القدس ريحانة القلب مهبط الفؤاد ... على أسوارها نذوب عشقا .... وفي أقصاها تتيه الروح .... ومن على صخرتها تعرج أرواحنا معانقة السماء .... لأنها القدس عروس الشهداء ..... ولؤلؤ التاج .... و من اسمها تنطق القداسة والطهارة .

المحطة الأولى :

سنبدأ محطاتنا المقدسية بالتاريخ الأصيل للمدينة حول بنائها وتاريخه ومن أول من سكنها متطرقين في ذلك الى النصوص القرآنية والنبوية التي أشارت الى ذلك ...

القدس كمدينة بنيت في الألف الخامس قبل الميلاد على أيدي اليبوسيين العرب ، لكن المسجد الأقصى والمعروف بمساحته الممتدة بحوالي 142 دونما بني على أيدي الملائكة كما أكدت الآيات والأحاديث ، فالقرآن الكريم أشار الى أن من بنى المسجد الحرام هم الملائكة حينما قال تعالى عن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام :" وإذ يرفع القواعد من البيت " ومعنى رفع القواعد أي الأساسات واعادة بنائها ، وهنا نتساءل من بنى المسجد الحرام قبل ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، يجيب عن ذلك الحديث المروي عن عروة بن الزبير عن النبي "صلى الله عليه وسلم " : " ما من نبي إلا وقد حج البيت، إلا ما كان من هود وصالح، ولقد حجه نوح فلما كان من الأرض ما كان من الغرق أصاب البيت ما أصاب الأرض، وكان البيت ربوة حمراء، فبعث الله هوداً عليه السلام فتشاغل بأمر قومه حتى قبضه الله إليه، فلم يحجه حتى مات، فلما بوأه الله لإبراهيم عليه السلام حجه، ثم لم يبق نبي بعده إلا حجه". أخرجه البيهقي في السنن.

إذن جميع الأنبياء وأولهم سيدنا آدم طاف من البيت الحرام ، فمن بناه إذن ...

يشير المفسرون الى أن المسجد الحرام بني على أيدي الملائكة وهو الأرجح ، و من منطلق الحديث النبوي الشريف :" أي المساجد بني أولا ، قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ؟ قلت وكم بينهما : قال 40 عاما " .

فالقدس بناها اليبوسيون العرب وأقصاها بنته الملائكة ، فبوركت تلك الأرض التي احتضنت ثاني مسجد على وجه الخليقة

المحطة الثانية .... سنقف هنا على ذكر المدينة المقدسة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية ومعنى بركة الأرض المحيطة بها و كذلك في الإنجيل.

ورد ذكر القدس بالإشارة الى المسجد الأقصى المبارك بسورة الإسراء في قوله تعالى :" سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير " ومعنى اسم المسجد الأقصى أي الأبعد كونه أبعد المساجد عن المسجدين الشريفين الحرام والنبوي الشريف ، وورد ذكر المدينة بالإشارة الى مسجدها في أحاديث كثيرة منها قوله " صلى الله عليه وسلم " : " لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى " .

أما في الديانة المسيحية فللقدس ذكر واسع فيها ما يدل على احتلالها مكانة عظيمة في قلوبهم حيث ورد أن السيد المسيح عليه السلام ولد فيها ، وأنه تناول العشاء الأخير مع تلاميذه فيها ، وحينها وشى به اليهود لدى الإمبراطورية الرومانية التي لم تكن تعتنق المسيحية حينها ، وداهمت الشرطة الرومانية المكان الذي كان به السيد المسيح عليه السلام وتلاميذه وقامت باعتقالهم وتعذيبهم ، وبحسب الديانة المسيحية تم صلب المسيح ، ولكن وفقا للعقيدة الإسلامية فإن الله سبحانه وتعالى رفعه الى السماء .

وعودة الى الآيات القرآنية الكريمة التي نصت على بركة الأرض المحيطة بالقدس فقد أجمع المفسرون على أن البركة تعم بلاد الشام كلها والتي تمتد وفق التقسيم القديم من لواء الأسكندرونه على الحدود التركية السورية وامتدادا نحو الجنوب لتصل الى تيماء التي تنضم حاليا للسعودية ، ومن ثم من نهر الفرات في العراق للسير غربا الى فلسطين ، و من ثم نواصل المسير نحو الجنوب لتشمل بلاد الشام أيضا صحراء سيناء الخاضعة للسيادة المصرية حاليا ، ويوثق التاريخ كتابا صادر عن السلطان العثماني الى والي سيناء مروّس بالخطاب التالي " من سلطان الباب العالي الى والي سيناء في الشام " ولكن كما نعلم جميعا قسم الاستعمار الانجليزي بلاد الشام الى دويلات .

وأشار المفسرون الى أن قلب القداسة في بلاد الشام يمتد من دمشق بالاتجاه جنوبا لتشمل الأردن كلها ثم الاتجاه غربا لتشمل فلسطين كلها .

بوركت بلاد من رابط فيها فهو في جهاد الى يوم القيامة ، وبوركت أرض من استشهد على أرضها فأجره بأجر شهيدين ... والى لقاء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات