الاردن يسجل انتصارا جديدا ضد سياسات نتنياهو بدعم فلسطيني وعربي وعالمي


لم تكن معركة البوابات الاليكترونية في المسجد الاقصى بين الهاشميين وبنيامين نتنياهو الاولى.. التي ينتصر فيها الحق العربي الاسلامي ، ويمنى الباطل الاسرائيلي بهزيمة مدوية ،يعترف بها العالم كله، وفي مقدمتهم غلاة اليمين الاسرئيلي المتطرف.

المعركة الاولى كانت قبل نحو عشرين عاما بين المغفور له الملك الحسين ونتيناهو، وكانت شرارتها من القدس، التي لها في قلوب الهاشميين مكانة خاصة، حيث دفع نتيناهو في هذه المعركة ثمنا غاليا مايزال يقض مضاجعه حتى اليوم، تماما كما الثمن الذي دفعه في معركة البوابات، والذي سيقض مضاجعه حتى الموت، وقد ينهي حياته السياسيه .

لقد شهد تموز هذا العام وتموز 1997 ، معركتين خاضهما ابنا فلسطين ، قتل في كل منها العديد من قوات الاحتلال الاسرائيلي،مما دفع نتيناهو الذي شاء سوء حظه ان يكون رئيس للحكومة الاسرائيلية في المرتين ، الى محاولة الانتقام، ليمنى بهزيمة سياسية اكبر في الحالتين .

حين وقعت العملية الاولى في القدس قتل 16 اسرائيليا، فقرر نتيناهو الرد بقوه عليها، فاصدر تعليماته في نفس الشهر لقائد الموساد،داني يتوم بالعمل سريعا للتخطيط لاغتيال خالد مشعل الذي كان يقيم في عمان وكان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، واستمر التحطيط للعملية قرابة شهرين لتنفيذها في 25 ايلول. 1997 .

وكادت محاولة الاغتيال ان تنجح لولا ان تصدى لها بقوة المرحوم جلالة الملك الحسين – الذي فرض شروطه باسم الامة العربية والاسلامية ، على نتنياهو كما فرضها اليوم نجله الملك عبد الله الثاني ردا على انشاء البوابات الاليكترونية، اثر عملية مماثلة جرت في القدس في شهر تموز الحالي .
وكما رضخ نتنياهو عام 1997 لشرو ط الملك ابو عبد الله بعد ان اعتقلت قوات الامن الاردنية جميع شبكة الاغتيال الاسرائيليه وتحفظت عليهم في مكان امن غيرمعروف كشرط لتنفيذ مطالب الملك،رضح نتنياهو اليوم ، وبعد عشرين عاما، لشروط الملك عبد الله الثاني اثر تحفظ الاردن على الكادر الدبلوماسي والامني لسفارة اسرائيل في عمان بانتظار تنفيذ شروط عمان.

في المرة الاولى ،اضطر نتنياهو الى ارسال العلاج الشافي للسم القاتل الذي غرسه ضابط مخابرات اسرائيلي في جسد مشعل، وكانت تحمله طبيبة اسرائيليه ترافق فرقة الاغتيال ،لعلاج اي من عناصر الموساد، فيما لو تعرضوا للاصابة بالسم ،ولكنها اضطرت وحسب تعليما ت اذهلتها من قيادتها في تل ابيب لتقديم هذا الترياق ،لشفاء مشعل.
ولم يكتف الملك ابو عبد الله بشفاء خالد مشعل، بل فرض علي نتنياهو اصدار اوامره فورا بالافراج عن شيخ المجاهدين احمد ياسين الذي نقل بطائرة خاصة الى الاردن من سجنه في اسرائيل ومنها الى غزة .

الملك عبد الله الثاني سار على درب ابيه النضالي من اجل القدس وفلسطين ، فلم يكتف بازالة البوابات الاليكترونية، بل طالب بازالة جميع الكاميرات والتغييرات التي احدثتها اسرائيل في داخل الاقصى ليعود كما كان عليه سابقا

المعركة الثالثه التي انتصر فيها الهاشميون على غلاة اليمين الاسرائيلي حين حاول متطرفون يهود اجراق المسجد الاقصى في اب 1969 وكادت النيران ان تاكل كل مافيه حتى اساساته ، وكان الهدف من عملية الحرق هدم المسجد ، لكن المقدسيين وحماته من موظفي وزارة الاوقاف الاردنيه وكل فلسطين هبو ا كرجل واحد لانقاذه ، فنجحوا في الحد من اثار الحريق . فقام الملك ابو عبد الله ببيع قصره في بريطانيا لترميم المسجد واعادة تاهيله على حسابه الخاص،ليكون له وكل الفلسطيين ، كل الاجر عند الله سبحانه وتعالى .
"زرع نتياهو ريحا وحصد عاصفة"

وهكذا كما قال كبير المعلقين السياسيين في صحيفة يديعوت احرونوت ناحوم برنياغ " لقد زرع نتياهو ريحا وحصد عاصفة" ويضيف الاردنيون ان ذلك ماكان ليكون لولا وقفة الملك والشعبين الاردني والفلسطيني وكل العرب والمسلمين والقوى المحبة للسلام الى جانب الملك في دفاعه عن حرمات المسجد الاقصى .
وكما قال اكثر من معلق ومحلل اسرائيلي وعربي وعالمي" لقداثبتت احداث الاقصىى للعالم كله، ان اسرائيل ليست سيده البيت ،وان السيادة على الحرم القدسي، لن تكون الا للاردن، حسب اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيليه ، باسم كل العرب والمسلمين "

وما يجري اليوم في القدس مما حرك العالم كله ،سبق وان حذر منه الملك عبد الله الثاني، في خطاب غير مسبوق امام اول قمة اسلاميه امريكيه في السعودية ، حين قال مخاطبا العالم : "ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية راسخة ولا حياد عنها، ونتشرف بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية وان اي اخلال بوضعية الاماكن المقدسة فيها سيؤدي الى عواقب كارثية"
وصح ماقاله الملك ، كماهو في كل مرة . من هنا كان الدعم العالمي للاردن في قضية القدس في المعارك التي خاضها الاردن من اجل المدينة المقدسه ، وانتصر فيها جميعها، بدعم الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه والاسلاميه والعالم للاردن، حفاظا على امن وسلامة ليس الشرق الاوسط فقط ، بل العالم كله الذي اقر اليوم كما كل مره بحق الاردن برعاية الاماكن المقدسه في القدس وان اي اخلال بهذه الرعاية سيؤدي الى عواقب كارثية ستصيب العالم كله .

* صحفي وباحث



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات