يخربون بيوتهم بأيديهم .. زعماء عرب نماذج


لو أن الأنظمة العربيّة المهترئة و (غالبيتها مهترئة ) تعاملت مع الربيع العربي بالعقل والمنطق واستوعبت شعوبها واستجابت للحدود الدنيا لمطالبها لما وصلت الأمة الى هذا المستوى من التردّي والانحدار...
نواميس الطبيعة تقول ان الأمور الدنيويّة في هذا الوجود غير ثابتة وان التغيّير أمر حتمي والعالم المتحضّر شعوبا وحكومات يؤمنون بذلك ويطبقوّنه عمليا لكن بعض الزعماء العرب يؤمنون يثبات وجودهم وبقاء استمرارهم وهذا حال غالبيّة الشعوب العربية مع حكّامها الذين تخدعهم تقارير الولاء المزوّرة التي يضعها المد لسّون من اصحاب المصالح الشخصيّة الذين يزيّنون لأسيادهم الباطل ويتجنبون ايصال الحقيقة المرّة التي تصعقهم .. فكل مصائب الأمة مردّها حكامها الذين استهوتهم نشوة الحكم وتفرغّوا لمتعهم الدنيوّية تاركين شعوبهم سبهللا يعضّهم الفقر ويدميهم الجوع .
في العالم العربي ممنوع انتقاد الحاكم وكل رأي مخالف لرأيه هو الكفر بعينه
في العالم العربي على المواطن ان يتوضأ ببول الزعيم وأن يتبّرك بالعرق الذي ينّز من تحت ابطيه وعلى الناس أن يدعوا له في صلواتهم المفروضة والنافلة .
في العالم المحترم لا قداسة لزعيم ولا حصانة لفاسد ولا نشيد وطني لأشخاص ولذلك هم يتقدمون ونحن نتأخر هم يخشون من غضب شعوبهم ونحن نخشى غضب حكامنا .....
نعم كل ما حلّ بالأمة من كوارث سببه زعماء متسلطون غلاظ القلوب يستمدون سلطتهم من صولجانهم ومن رجال مخابراتهم الذين لا يخافون الله ومن سياساتهم القائمة على البطش والتنكيل ومن أشباه رجال يعتمدون عليهم في قهر كل من تسوّل له نفسه ان يتنفس الاكسجين الخالي من ثاني اكسيد الكربون ومن جيوش واسلحة دمار شامل خصصت لحمايتهم وحماية زوجاتهم وابناءهم واصهارهم . أثبتت التجارب ان كل الدول العربية التي انهارت او التي هي في طريقها الى الانهيار هي دول تحكمها أنظمة قمعية فاسدة لا تحترم شعوبها ولا تقيم لمواطنيها اي وزن .
عندما حاصر المسلمون اليهود في المدينة عمد اليهود الى تدمير حصونهم وحرق بيوتهم نكاية بالمسلمين وخوفا من استفادة المسلمين منها ,,,, وان ما قام به النظام السوري من حرق سوريا وتهجير السوريين و تسليم رقاب الشعب الى قاسم سليماني عرّاب الحشد الشعبي الصفوي والى الروس الذين حرقوا سوريا وحوّلوا جمالها الرائع الى بشاعة لا توصف ليظل السيّد القائد والرمز الذي يعشق السلطة ملتصقا بالكرسي الى الابد هو أمر يفوق ما فعله يهود المدينة بحصونهم وبيوتهم ... وان ما فعله شيعة ايران من جرائم يندى لها جبين العالم بأهل السنّة في العراق و خاصة في الموصل بحجة قتال داعش يفوق جرائم النازية والفاشية فغالبية بلاد الشام دمار وخراب وغالبية مناطق اهل السنة في العراق جحيم لا يطاق و نيران الفتنة في اليمن وليبيا لن تنطفيء وكل ذلك سببه الزعماء الذين خانوا العهد مع شعوبهم واستبدوّا بالسلطة وسرقوا حريّة شعوبهم.
عما قريب سيرحل الأسد وستنطفيء ثورة الشعب السوري الى الابد وعما قليل ستعم الفوضى في المناطق الشرقية في السعودية و ستنهار منظومة دول الخليج العربي وستتفكك اوصال الشعب البحريني وستفلس قطر وستتجرع السعودية ويلات الانقسامات وستثور المناطق الشرقيّة وفي مصر وسيسقط الجنيه وسينتقل ارهاب داعش الى دول
المغرب العربي ... سيرفرف علم اليهود فوق المنازل والمتاجر وسيتسابق الجميع لنيل رضاهم وستحتفل كل الدول العربية بيوم التضامن مع اسرائيل ...
ان زيارة الرئيس الامريكي الاخيرة للمنطقة والتوافق الروسي الامريكي والصمت الاسرائيلي والتعاظم النووي الايراني والتغيّر المفاجيء في مواقف فرنسا والمانيا وبريطانيا ازاء قضايا المنطقة كل ذلك ليس عبثا ... لقد اضاع الزعماء العرب مستقبل شعوبهم وخربّوا الاوطان بأيديهم وتركوا شعوبهم بلا مستقبل مثل ريشة في مهب الريح ... لقد كشفت قضية قطر مع دول المقا طعة وزيارات وزراء خارجية الدول الاجنبية المؤثّرة للمنطقة عن استعمار جديد تم التخطيط له بشكل محكم ضحيته الزعماء العرب وشعوبهم وستكون ايران بحكم قوتها النووية وسياساتها التوسعيّة هي المستعمر الجديد الذي سيتقاسم النفوذ في المنطقة الى جانب الامريكان والروس ... في نهاية المقال اقول للشعوب العربية عظّم الله اجركم بزعمائكم الذين ّ ضاعوا وضيعّونا معهم .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات