ضياع الشباب .. مسؤولية وطنية


يؤلمني جدا عندما يدور حديث ونتحاور ونتناقش مع الشباب الأردني في الجامعات و المجالس والندوات في كل المستويات إلى ما وصلت إليه أحوالهم من يأس وإحباط ومستقبل مظلم.. بلا أمل وبلا طريق واضح أمامهم لا في أسرهم ولا مجتمعاتهم ولا حتى في سياسات وبرامج وخطط حكومتهم… الا ما ندر من توجيهات وإرشادات واستراتيجيات مكتوبة على الورق وكلام صحافه ومؤتمرات وندوات لا تحقق المنشود ولا تعطي حتى أمل يرجى… مما يدفع الشباب إلى منعطفات واتجاهات سلوكية واجتماعية وفكرية تؤرق الأسرة والمجتمع والمؤسسات الوطنية … ويخسر الوطن ثروته الشبابية وتصبح التيارات المضادة هي المستفيد الأول من ذلك…

مما يشغل بيوتنا ومؤسساتنا الأمنية والاجتماعية بإعادة التصحيح ومحاولة إعادة الشباب إلى صوابهم ولكن بعد فوات الأوان حينها تتكالب المصائب على الجميع ويدفن الناس رؤوسهم في الرمال ويقولون مالي ومال غيري المهم سلامة راسي وولادي.. هل حقا وصل بنا الحال إلى هذا الواقع المؤلم ؟ وأصبحنا نستخدم مصطلح اللهم سلم ! مالي بغيري وأصبحت الأنانية الاجتماعية في عقر دارنا وعمق وطننا.. وأننا لا نبالي.. الشباب ثروة وطن شئنا أم أبينا بهم تبنى الأوطان و بسواعدهم تتحقق التنمية المستدامة.. وبالتالي لابد من ثورة وطنية مجتمعية اقتصادية تعيد للشباب دورهم وللوطن هيبته.. فقبل عقود كنا شباب عاملين منتجين لا نشكو ضيق حال ولا محال..

اما اليوم فقد كثرت الشكوى وانهار الأمل أمام السيل المتدفق من الخريجين والخريجات والعاطلين عن العمل ومن المتقاعدين الشباب الذين تقطعت بهم السبل وهم يلهون في أشياء لا تجدي ولا تنفع… يجلب لهم أمراض نفسية وسلوكيات مقلقة و انحرافات اجتماعية خطيرة يعرفها الجميع ولا يتسع المجال لذكرها فكل واحدة منها قضية وموضوعا يطول فيه الشرح… الدور الحكومي أساسي ووزارات الشباب والتنمية والتخطيط مهم لو قامت بالاتجاه الصحيح لا بالاتجاه المعاكس… حينها سوف نضع استراتيجيات وخطط تطبق على أرض الواقع لا خلف المكاتب والادراج وفي فنادق الخمس نجوم.. في الريف والبادية والمخيم والغور ثمة من يطل برأسه على أمل وتحت سقوفها بشر وطاقات شباب وشابات كثر.. تنتظر من ينقذها ويمد لها يد الأمل لا أقدر إلا أن أوصفهم بعد مشاهدة واقعهم إلا بكلمة واحدة (الضياع) الى متى أيها العقلاء !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات