النميمة والشخصية


بقلم د. احمد الغرير
خلال مراحل عملي الجامعي والتنموي وتحليلي للشخصية الأردنية.. استوقفتني كثيرا سلوك أو عادة أو مشكلة أو مرض اسمه النميمة ينتشر في سلوك الشخصية الأردنية على كافة المستويات ذكورا واناثا إلى الدرجة التي أيقنت بأنها مرض اجتماعي وله جذور نفسية في الشخصية ويصل لدى البعض بأنه مضطرب نفسيا من كثرة ممارسة سلوك عادة النميمة في المواقف الحياتية… شئ مؤلم أن تجد مجتمعنا الأردني بتدينه وتعليمه المشهود له أن في داخله صراع قيمي ونفسي لا يهدأ له بال ولا تطمئن له نفس حتى يمارس هذا النوع من السلوك في وسط الأسرة والعائلة والمجتمع بكافة مؤسساته وعلى وسائل التواصل.. متجاوزا كل الأعراف والتقاليد والأخلاق من أجل أن يلبي غروره..والنميمة ظاهرة سلبية تنتشر تدريجيا كالبكتيريا بين الناس مخلفة مأسي وفتن لا يعلم نتائجها الا الله.. والنميمة ببساطة هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد.. والنمام ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه.. ويتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي صلوات الله عليه وسلم من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه..
ومؤشرات النميمة في شخصية النمام يسهل التعرف عليها واكتشافها وتشخيصها وعالاجها.. فمنها المؤشر الأول أنه كثير الحلف بالله والرسول والأهل والعرض والشرف… والمؤشر الثاني انه لا يحترم نفسه ويهين نفسه وخاصة أن كان ذا جاه ومنصب أو مال.. والمؤشر الثالث انه ذو أخلاق سىيئة ومعاصي ومرتكب للمحرمات.. والمؤشر الرابع لا يحب الخير للآخرين ويحسدهم على النعمه ويتمنى زوالها عنهم.. والمؤشر الخامس فض وقاسي ومتوتر ومضطرب جسميا وسلوكيا..
والنميمة آثارها عديدة على الفرد نفسه والمجتمع تتمثل في التفرقة بين الناس الأحبة والأخوة.. وتقلق الفكر وتحطم القلب والنفس وتجلب العار للنمام والمستمع وفيها تجسس وغيبه وحسد وقد تؤدي للحقد والعنف والقتل أحيانا…
والنمام له عقوبة في الدنيا والآخرة.. وعلاج النميمة والنمام.. تقع على عاتق المجتمع والأفراد وواجب محاربتها لأنها تشكل خطر كبيرا عليهم.. والتوعية واجبة من قبل الخطباء والمعلمين وأهل الخلق والخبرة وارباب الاسر ووسائل الإعلام..وعلى من يدرك بأنه من أصحاب هذا السلوك عليه حفظ اللسان والسيطرة على النفس وعلى السامع للنمام أن يرشده ولا يسمع له ويواجهه بكل جراءة وان لا يشجعه على الكلام.. إننا أمام خطر يداهم مجتمعنا وينتشر بسرعة مع تطور الحياة والتكنولوجيا وضعف الوازع الديني واختلاف المنظومة القيمية في مجتمعنا.. ومن الواجب التنبيه وتربية الأبناء والأجيال من سوء عاقبة النميمة في الدنيا والآخرة.. حفظ الله الجميع.

..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات