كانت الساعة الثالثة فجرا ... وكنت أجلس في الصف الأمامي خلف امام المسجد مباشرة لصلاة العيد ، وبعد ان اكمل الامام قراءة آية ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ) أخذتني التفاتة نحو اليسار ، واذ بي أجلس على يمين جلالة الملك ...
عندما فرغ المصلون وغادروا المسجد بقي جلالته جالسا وانا بجواره ، ثم تشرفت بالسلام عليه وسألني ( هل سمعت الأية التي قراها الإمام يا أخي) فقلت له نعم يا مولاي والشيخ هنا استغل وجود جلالتك بين المصلينوراح يقصد رئيس الحكومة والوزراء من خلال قوله تعالى فإن لم يستجيبوا لك فاعلم انما يبتغون اهواءهم ...
ضحك جلالته رغم ان يده اليمنى ما زالت أثار حريق غابات الحُمّر بادية عليها عندما كان المسؤولون نيام في شهر الصيام ، وقال : من أين أحضر لكم رئيسا للحكومة يرضي وجه الله ويرضي شعبنا الأردني الذي تحمل كثيراً وأكثر من طاقته ؟؟؟ فقلت له يا مولاي ... والله لو في كل جمعة كانت صلاتك في مسجد قرية من قرى المملكة... لأكتشفتَ وحدك أن القرى فيها أبناءٌ وبناتٌ طاقاتهم ومهاراتهم وقدراتهم عشرة أضعاف من طاقات الذين يؤدون اليمين الدستورية بين يديك كرؤساء للحكومات أو كوزراء ...
ثم سألني جلالة الملك في نفس المنام : أيهما أقرب للشعب أنا أم الحكومة ، فقلت له يا مولاي أقسم بالله ثلاثا ان محبة شعبك اليك لا تتسع لكتابتها مجلدات ، وأن كُره الشعب لمثل هكذا حكومات لا تتسع لكتابته قصص ولا روايات ... ولكي تتأكد يا مولاي أرجو أن تصدر أمرك السامي بما يلي :
على جميع المواطنين الأردنيين الذين يكرهون الحكومة ان يحضروا الى الساحة الهاشمية بعمان ويلبسوا اللون الأحمر ، والذين يحبون الحكومة عليهم أن يلبسوا اللون الأبيض ... وانا متأكد يا مولاي أنك سترى بأمّ عينيك الزقاوين الجميلتين أن كل الشعب الأردني سيرتدي اللون الأحمر ، باستثناء رئيس الحكومة ووزرائه وبضعة من مسؤولين كبار سيرتدون اللون الأبيض .. (انتهى الحُلم)
كنت أتمنى ان يستمر الحُلم أطول لكي أجيب على كل اسئلة جلالة الملك التي لم يوصلها اليه معظم رؤساء الحكومات ورؤساء الديوان الملكي ورؤساء مجالس الاعيان والنواب السابقين منذ سبعة عشر عاما ... لكن أعدكم في (المنام) القادم مع جلالة الملك قبل تاريخ 8/23 أن في صدري مئة جواب لمئة سؤال لجلالته .