حكومة الدجاج .. وغياب الحجاج


حين يصل الفساد بهذا الشكل المزري لطعامنا وشرابنا وهوائنا وغذائنا على شكل رصاصات (دجاجية) أو قنابل (سمكية) أو غازات (لحمية) فهذا يعني أن الملايين التي قام البعض بتجميعها خلال الثلاثين سنة الماضية كانت على حساب (المرحومين) الذين رحلوا من خلال الموت البطيئ بعد أن تشربت أمعدتهم بالتسمم التدريجي بسبب سمكة فاسدة أو دجاجة نافقة أو قطعة لحمة منتهية الصلاحية ...

عشرات الأطنان من الدجاج الفاسد تم توزيعه كطرود رمضانية للمواطنين في معان والكرك ، وأسماك فاسدة ودجاج ملوث في أحد المراكز التجارية الضخمة في اربد ، وفئران وصراصير ومخللات وعصائر منتهية الصلاحية في احد المولات الكبيرة في مادبا ووووووو والحبل على الجرار لا يتوقف ...

اتقوا الله يا أصحاب الكروش الكبيرة والقروش الكثيرة ، لأن القبور قد ضاقت بكم ولم تعد تتسع لا لشراهتكم ولا لشهرتكم ...

اتقوا الله في طفل جائع تقع بين يديه دجاجة فاسدة من تربية مزارعكم التي تسمنون فيها جيوبكم على حساب تسمين دجاجكم ...

اتقوا الله يا من ضاقت بكم الأرض بما رحبت ، وقد حملتم نصف الوزر ، وحملت معكم الحكومة نصف الوزر الآخر ... فلا تزروا وازرة وزر أخرى .

ففي غياب الحكومات الرادعة والقوية يحصل أكثر من هذا ، لأن العقوبات التي من شأنها الردع الخاص منتهية الصلاحية كما هو الدجاج ، والعقوبات التي من شأنها الردع العام منتهية كما هي الاسماك ...

قبل عشرين عاما لم يكن يحصل هذا الفساد في غذاء العباد ... لأن رئيس الحكومة كان بحجم وصفي التل ، ولأن رئيس مجلس الاعيان كان بحجم زيد الرفاعي ولأن مدير المخابرات العامة كان بحجم احمد عبيدات ولأن رئيس مجلس النواب كان بحجم عبد اللطيف عربيات ولأن وزير التربية كان بحجم ذوقان الهنداوي ولأن وزير الإعلام كان بحجم صلاح ابو زيد ، ولأن الأرض ما كانت تحرثها الا عجولها ...

حكومة الدجاج ... أصابها ما أصابها من التعثر في معالجة أي شيء ... بسبب غياب الحجاج ... والمطلوب منا جميعا كمواطنين أن ندعو الله تضامنا مع الحكومة بأن يعيد الصحة لدجاجاتنا ، وأن يُنعم بالعلف المحسن على صيصاننا ... اللهم انا نسألك استجابة الدعاء في شهر رمضان الكريم يا رب العالمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات