170 ألف طفل طلبوا اللجوء الى أوروبا


جراسا -

يصادف اليوم الأحد 4/6/2017 اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء ، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم (دإط - 8/7) تاريخ 19 آب / أغسطس من عام (1982) ، ويهدف إلى الإعتراف الدولي بمعاناة الأطفال في جميع أنحاء العالم من سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" في بيان وصل "جراسا" الى أن هذه القرار جاء على وقع المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين واللبنانيين ، ووصف القرار مذبحة المدنيين الفلسطينيين في بيروت بالمروعة وخاصة تجاه الأطفال والطفلات ، وأشار الى أن مجلس الأمن لم يتخذ في حينه أية إجراءات فعالة وعملية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة لضمان تنفيذ القرارين رقم (508) و(509) لعام (1982).

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من الانتهاكات ضد الأطفال حيث قالت :"في السنوات الأخيرة، زاد عدد الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال في العديد من مناطق الصراع. ولا بد من بذل المزيد من الجهود لحماية 250 مليون طفل يعيشون في بلدان ومناطق متأثرة بالنزاع. كما يجب بذل المزيد من الجهود لحماية الأطفال من استهداف المتطرفين العنيفين، وتعزيز القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وكفالة المساءلة عن انتهاكات حقوق الطفل. إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 توفر لنا المخطط العام العالمي لضمان مستقبل أفضل للأطفال".

هذا وقد أعلنت اليونيسف قبل أسبوعين وفي تقرير جديد بأن :" العدد العالمي للأطفال اللاجئين والمهاجرين بمفردهم قد وصل الى مستوى قياسي، حيث ازداد بما يقارب الخمسة أضعاف منذ 2010. وقد تم تسجيل ما لا يقل عن 300,000 طفل بدون مرافق ومنفصل عن ذويه في 80 دولة خلال السنتين 2015 و 2016 مجتمعة، بالمقارنة بـ 66,000 في 2010 و 2011".

كما تقدم 170,000 طفل غير مصحوبين بذويهم بطلب لجوء في أوروبا في 2015 -2016. ولدى ما يقارب من 20% من المهربين صِلات بشبكات الإتجار بالبشر.

وفي اليمن بالإضافة الى الإنتهاكات ضد الأطفال بسبب النزاع الدائر هناك، فإن اليونيسف أشارت الى كارثة إنسانية صحية أغلب ضحاياها من الأطفال حيث قالت "تنتشر الكوليرا بسرعة تحول وضع الأطفال السيّء أصلاً في اليمن، إلى كارثة.

تم الإبلاغ عما يقرب من 70,000 حالة إصابة بالكوليرا خلال شهر واحد فقط. لاقى حوالي 600 شخص حتفهم، ومن المرجح أن يستمر انتشار الكوليرا مع احتمال وصول عدد الحالات المشتبه بتعرضها للإصابة إلى 130 ألف حالة خلال الأسبوعين القادمين."

وتضيف "تضامن" بأن فريق مجلس الأمن المعني بالأطفال في الصراعات المسلحة مسؤول عن عمليات الرصد والإبلاغ للإنتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، خاصة جملة من الإنتهاكات التي تم وصفها بأنها جسيمة وهي ، قتل الأطفال وتشويههم، وتجنيد الأطفال أو العمل على إستخدامهم كجنود، ومهاجمة المدارس والمستشفيات ، والإغتصاب وجميع الإعتداءات الجنسية، وإختطاف الأطفال، ومنع سبيل المساعدات الإنسانية عن الأطفال.

لقد شكلت عمليات إختطاف الأطفال أثناء النزاعات تطوراً وتزايداً مقلقاً للغاية في السنوات الأخيرة، وعادة ما تتم هذه العمليات من البيوت أو المدارس أو المستشفيات أو مخيمات اللاجئين ، ويستخدم الأطفال المختطفين في السخرة والرق الجنسي والتجنيد القسري والإتجار عبر الحدود.

ويعتبر العنف الجنسي الممارس ضد الأطفال خاصة أثناء النزاعات وبسبب الغياب شبه الكامل لمؤسسات الدولة وسيادة القانون من أشد الإنتهاكات التي تترك آثاراً مدمرة وطويلة الأمد علىيهم، وأصبح إستخدام هذا الأسلوب يأخذ طابع المنهجية ووسيلة من وسائل الحرب لإذلال المدنيين وإجبارهم على الفرار والنزوح عن أماكن سكنهم، وثقافة الإفلات من العقاب شجعت جميع أطراف النزاع على إرتكاب هكذا جرائم.

وتشدد "تضامن" على أن إنتشار الأسلحة الخفيفة في المناطق التي تشهد نزاعات تؤثر بشكل مباشر على تزايد عدد الأطفال الذين يستخدمونها، وإنتشار العديد من الألغام الأرضية والقذائف غير المتفجرة يزيد من المخاطر التي تجعل من الأطفال فريسة سهلة تعرض حياتهم للخطر لدرجة قد تصل الى موتهم.

وتصنف الطفلات أثناء النزاعات بالفئة الأكثر ضعفاً وتعرضاً للإعتداءات الجنسية بما فيها الإغتصاب، ويتعرضن لأسوأ اشكال العنف خاصة داخل مخيمات اللجوء ويتم تزويجهن مبكراً ويتحملن أعباء ومسؤوليات تخرج عن طاقاتهن، مما يستدعي إيلاء عناية خاصة بهن وبمتطلباتهن.

وتنوه "تضامن" الى أن إضطرار العديد من الأطفال للنزوح والتشرد يفاقم فرص تعرضهم للإستغلال والعنف ، وقد يضطر العديد منهم الى الإنفصال عن أسرهم، والعيش في ظروف قاسية ومأساوية.

ويشكل إحتجاز الأطفال إنتهاكاً صارخاً للمعايير الدولية ولعدالة الأحداث ، ويستخدم هذا الأسلوب من قبل العديد من الدول التي تشهد نزاعات مسلحة وإحتلال كالإحتلال الإسرائيلي وأفغانستان والعراق وسوريا ، ويتعرض الكثير منهم لمعاملة قاسية وإستغلال جنسي ووسيلة ضغط على الأسر والعائلات لتسليم أشخاص معينيين.

وبسبب إفتقار العديد من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة الى ممرات آمنة للمدنيين خاصة من الأطفال، فإن فرص تعرض حياتهم للخطر تتزايد، إضافة الى إنتشار إستخدام الأطفال في العمليات المسلحة خاصة في نقل المعلومات والأخبار والمراقبة بما يتعارض مع المواثيق والإتفاقيات الدولية الداعية الى إعتبار حماية ورعاية الأطفال ذات أولوية قصوى.

وتشدد "تضامن" على أن معاناة الأطفال في فلسطين وعلى مدى عقود هي الأكثر إيلاماً وإنتهاكاً لحقوق الطفل، وأن سلطات الإحتلال الإسرائيلي لا زالت مستمرة في عمليات القمع والتنكيل والإحتجاز والحبس، وتشير آخر الأرقام الى أن (300) طفلاً أسيراً في سجون الإحتلال، يتعرضون لمختلف أساليب التعذيب وعدم الرعاية الصحية ولا يتمتعون بأبسط حقوق الطفل المنصوص عليها بالمواثيق والإتفاقيات الدولية.

ومن المعايير الدولية لحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة إتفاقية حقوق الطفل لعام (1989) والبروتوكول الاختياري لإتفاقية حقوق الطفل بشأن إشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة لعام (2000) ، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام (1998) ، وإتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (182) المتعلقة بحظر أسوأ أشكال عمل الأطفال لعام (1999) ، والميثاق الأفريقي لحقوق الطفل الأفريقي ورفاهه لعام (1999) ، وإتفاقيات جنيف الأربع لعام (1949) والبروتوكولين الإضافيين لعام (1977) ، وقرارات مجلس الأمن (1261) لعام (1999)، و(1314) لعام (2000) و(1379) لعام (2001) و(1460) لعام (2003) و(1539) لعام (2004) و (1612) لعام (2005) والمتعلقة بموضوع الأطفال والصراعات المسلحة ، ومبادئ باريس لعام (2007) ، والتقرير الرائد "أثر النزاع المسلح على الأطفال" ورقمه (A/51/306) ، إضافة الى العديد من التشريعات الوطنية التي تعنى بحماية الأطفال ورعايتهم خاصة أثناء النزاعات المسلحة.

وفي القرار رقم (1882) لعام (2009) ، إعتبر مجلس الأمن أن قتل وتشويه الأطفال والإغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، جرائم تستحق الإهتمام على سبيل الأولوية ، داعياً الأطراف الى وضع خطط عمل للتصدي لهذه الإنتهاكات وتنفيذ تلك الخطط.
وتؤكد "تضامن" على أن الإنتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق متعددة من العالم خاصة من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي وفي وسوريا واليمن تتطلب تدخلاً سريعاً لوقفها، وضمان معاقبة المسؤولين عنها وعدم إفلاتهم من العقاب ، وتقديمهم للمحاكمة أمام المحاكم الوطنية والدولية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات