في اثناء عملنا في القطاع العام كنا نرى ان اصحاب الوظائف العليا لاهم لهم ولا شاغل الا التفكير بما سيحصلون عليه من مزايا فكان يومهم يبدأ بوصولهم للدائرة والدخول للمكتب وقد يأتوا متأخرين بعض الوقت وسرعان ما يكون المراسل قد جهز المكتب وتحضير القهوة وسرعان ما تدخل مديرة او السكرتيره تحمل بيدها الجريدة الصباحية وتلقي عليه بابتسامة عريضة تحية الصباح فيرد بابتسامة اعرض منها وهو الذي خرج من منزله قبل قليل عابسا الوجه يلعن ويشتم ويسب وترك اهل بيته في حيره من امرهم ولكن هنا اختلف الوضع تعاجله السكرتيره باي شيء مثلا تقول له .. سال عنك فلان فيرد ماذا يريد فتقول له لقد وزعته فيرد عليها خير ما فعلتي ..

الساعة الان العاشرة صباحا يحضر رئيس القلم بعض الكتب للتوقيع فيخربش هذا المسؤول عليها وقد لا يدري ما هو محتواها ! الا اذا لفت نظرة الموظف لشيء ما ويسال صاحب الوظيفة العليا عن اخر التعديلات عن الدرجات والرواتب ويمسك قلم ويقول شايف يا فلان اذا بتقاعد هلا بصير راتبي هيك ويمكن بعدها يعينوني عضو في مجلس ادارة .. لا عطوفتك خليك كمان سنة سمعت انه رح يرفعوك و بهيك راتبك بزيد .. يا رجل انا زهقت ... عطوفتك ما انت قاعد شو ناقصك يعني ... اكل ومرعى وقلة صنعه ... هيك شايف وهي قولتك ننتظر كمان شوية شو ورانا بلكي يرتفع الراتب ...بتعرف اذا تم تعيين فلان رئيس وزراء وحياتك انا وزير ...بالأمس كنا سهرانين بالمزرعه وحكالي !! هذا السيناريو وابلى منه هو الشغل الشاغل لأصحاب المناصب العليا
أما الولاء والانتماء والعمل والحراثة وتسيير امور الدائرة فصغار الموظفين هم من يقوم به ولو ترك الامر لاحد صغار الدائرة لسارت الاعمال بطريقة افضل من هذا المسؤول الذي لاهم له الا الجريدة ومتابعة التعديلات على الراتب والدرجات واين توجد سفرات او مؤتمرات او سوالف فاضية.. تبدأ هذه العدوى تصيب الموظف وتنمو بعد ان يصبح رئيس قسم .... واطلع لفوق .

لنحيا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا