من هم الخونة يا (لوسي هريش)؟


لم أكن اعرف عن (لوسي هريش) أي شيء من قبل, كوني من غير المتابعين للقنوات الإسرائيلية, لكن أحداث سوريا الأخيرة وللأسف الشديد واقصد كارثة ضرب أطفال قرية خان شيخون بغاز السارين, وما قالته المذيعة الإسرائيلية لوسي هريش عندما كانت منفعلة عن العرب والمسلمين دفعني بكل صراحة أن ابحث على هذه المخلوقة أكثر وأكثر,...في الساعات الأولى من كارثة ضرب أطفال قرية خان شيخون بغاز السارين وكغيري شاهدت مقطع فيديو على مواقع التواصل يظهر هذا المقطع مذيعة تتحدث باللغة العبرية على القناة الثانية الإسرائيلية, كانت هذه المذيعة منفعلة جدا ونبرتها حادة وتتحدث عن ضرب أطفال قرية خان شيخون بغاز السارين وتتحدث عن عدد القتلى من الأطفال والنساء والرجال خنقا, حتى أنها جلبت انتباهي, معتقدا إلى حد الجزم من خلال تمكنها من اللغة العبرية أنها يهودية الأصل وفجأة انقلبت إلى اللغة العربية كالأفعى السامة وقالت: وينكوا يا عرب؟ وينكوا يا مسلمين؟ وينكوا يا خونه؟
بكل صراحة وفي اللحظات الأولى أعجبني انفعالها ونبرة صوتها وأعجبني قولها وينكوا يا عرب؟ وينكوا يا مسلمين؟ لكن ساءني قولها وينكوا يا خونه؟ وعلى الفور حاولت أن ابحث عن هذه المذيعة في المواقع الالكترونية, لقد نجحت على الفور في التعرف على سيرتها الذاتية لأجد العجب العجاب,..نعم الذي دفعني أن ابحث عن سيرتها الذاتية هو فقط قولها وينكوا يا خونه؟...وجدت أنها عربية مسلمة من أبوين ينحدران من مدينة الناصرة, ثم وجدت أنها مواليد مدينة ديمونا جنوب فلسطين المحتلة, وجدت إنها تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارس ديمونا اليهودية, وجدت إنها تلقت تعليمها الجامعي في جامعة تل أبيب اليهودية, وجدت إنها صحفية إسرائيلية محترفة، وجدتها مقدمة النشرة الرئيسيَّة في القناة الثانية الإسرائيلية.
لقد خاطبت هذه المذيعة الإسرائيلية العرب والمسلمين بلهجة حادة واصفة إياهم بـ(الخونة)! وظهرت المذيعة لوسي هريش على القناة الإسرائيلية الثانية وهي تتحدث بالعبرية عن أحداث سوريا ومجزرة خان شيخون الكيماوية وقصة الطفل إيلان الكردي، ثم فجأة ترطن بنبرة انفعال وبعامية عربية وينكوا يا عرب؟ وينكوا يا مسلمين؟ وينكوا يا خونة؟ هذا الموقف من لوسي هريش أثار استهجان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لما يعكسه هذا الموقف من متاجرة بدماء العرب وازدواجية واضحة في التعامل مع ما يجري في كل من سوريا وفلسطين المحتلة.
رئيس تحرير موقع عرب 48 الفلسطيني ومقره حيفا السيد(رامي منصور)، وصف لوسي هريش بالعربية المتصهّينة والمعادية للعرب والفلسطينيين والمتنكرة لأصولها، وغالباً ما تتجنب الحديث باللغة العربية وتعادي المواقف والحقوق الوطنية والقومية العربية, هي حالة شعبوية تعكس احتقارا للذات الذي يتبنى خطابا عنصريا يريد إرضاء السيد, وأشار السيد رامي منصور إلى أنها متصهينة وتحاول أن تثبت للإسرائيليين أنها كاثوليكية أكثر من الكاثوليكيين انفسهم، فيما تحمل في داخلها احتقاراً لأصولها العربية الفلسطينية، كونها عاشت وترعرعت في بلدة يهودية فقيرة في الجنوب وهي ديمونا، وأردف قائلا والحديث للسيد رامي منصور أن المذيعة الإسرائيلية تحاول أن تظهر نفسها على أنها إنسانية ومع حقوق الإنسان ولكنها تتجاهل الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد وجرائمه في غزة والضفة ولبنان وفي سوريا مشيراً إلى أنها تخاطب بمحبة المجتمع الإسرائيلي أو التيار المركزي في الرأي العام الإسرائيلي.
ويتابع رامي منصور قوله في حق لوسي هريش إنها معادية للحقوق العربية، والفلسطينية تحديدا وهي تعمل في خدمة تجميل وجه الاحتلال، وعلى العرب عدم الانخداع بهذه الشخصيات، لأن آخر ما يهمها دماء الشعب العربي, وقال رامي منصور إن المناضل الأميركي الأسود (ملكلوم إكس) وصف أمثال لوسي هريش بـعبيد المنزل، ولفت منصور إلى أن موقع "عرب 48 يطلق على لوسي هريش لقب عبدة المنزل, حيث أن زنوج المنازل كانوا يعيشون في منازل الأسياد، وكانوا يلبسون ملابس جيدة ويأكلون طعاماً جيداً لأنهم كانوا يأكلون طعام السيد، أي ما يتبقي منه, وكانوا يعيشون في علية البيت أو الطابق السفلي، ولكنهم كانوا يعيشون مع ذلك بالقرب من السيد؛ لقد أحبوا السيد أكثر مما كان السيد يحب نفسه, وكانوا على استعداد للتضحية بحياتهم لإنقاذ منزل السيد بل كانوا في ذلك أسرع من السيد نفسه.
أنا اعترف أن لوسي هريش مذيعة محترفة حيث أنها تمتلك مهارات عالية في جعل نبرة الصوت منسجما مع الحدث, لكنني في الوقت نفسه انصحها ثلاثة نصائح مجانا دون مقابل, حيث كان في قديم الزمان النصيحة بثمن, أي أن لكل نصيحة ثمنها الخاص بها, من خلال لجنة تقدير أثمان النصائح, ..النصيحة الأولى أن تقرأ تاريخ العرب والمسلمين جيدا, والثانية أن تقرأ كتاب اسمه سيكولوجية الخيانة, أما النصيحة الثالثة فهي أن تقرأ رواية عبيد المنازل,..وأقول لها صادقا أن كل هذا الولاء لدولة الاحتلال الإسرائيلي لم يشفع لك أمام اليمين الإسرائيلي، ففي إحياء الذكرى ألــ(26) لاغتيال رئيس حركة كاخ اليهودية مائير كهانا، فقد اختار بن تسيون جوفستون مؤسس منظمة لاهف اليمنية رفع صورتك على ممسحة من القماش المتسخ في إطار مهاجمته للإعلام اليساري الإسرائيلي, ..بقي أن أقول أن أرشيف القناة الإسرائيلية الثانية لا يخلو من أغنية حلوه قديمة للمطربة المعروفة (طروب) والتي تقول فيها: (والنبي لكشوا هل عصفور, يلي تارك عشوا هل عصفور, وانكشلوا عشوا هل عصفور), نعم اليهود لديهم مهارات عالية في كش العصافير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات